من اشهر قصص التجسس المصرية و بطل هذة القصة حتي الان غير معلوم الشخصية الحقيقية
الاسم : عمرو طلبه
الرمز الكودي :
1001
الاسم المستعار : موشي زكى رافئ
تاريخ بدا العملية تقريبا :
1969
تاريخ استشهاد البطل : 1973
انها احد العمليات البارعه التى قامت
بها المخابرات العامه المصرية من خلال زرع احد ضباطها : الشهيد عمرو طلبه داخل
المجتمع الاسرائيلى عقب نكسه 1967 ضمن العديد من عمليات الزرع الناجحة التي جرت في
هذا الوقت للحصول على المعلومات عن الجيش والمجتمع الاسرائيلى
وقد مر
الشهيد عمرو طلبه بالعديد من الاختبارات في استخدام أجهزه اللاسلكي وأجاده اللغة
العبرية بعد أن عثر رجال المخابرات على تغطيه مناسبة لدفعه داخل المجتمع الاسرائيلى
بانتحاله لشخصيه يهودي شاب - يحمل الاسم سابق الذكر- توفى في احد المستشفيات
المصرية
وهكذا يسافر عمرو مودعا والده ووالدته وخطيبته باعتباره متجها إلى
بعثه عسكريه في موسكو وفى الحقيقة يتجه إلى اليونان – كبداية لخطه طويلة ومتقنه
وضعها رجال المخابرات المصرية- متظاهرا بأنه يبحث عن عمل ويقضى هناك بعض الوقت إلى
أن يتعرف على احد البحارة – يهودي الديانة – يسهل له عملا على السفينة التي يعمل
عليها ويقنعه بتقديم طلب هجره إلى إسرائيل باعتبارها جنه اليهود في الأرض " كما
يزعمون"
وهكذا يتجه عمرو إلى إسرائيل مثله مثل كل يهودي في ذلك الوقت صدق
دعاية ارض الميعاد ويتم قبول طلبه بعد الكثير من العقبات والمضياقات ويقضى بعض
الوقت داخل معسكرات المهاجرين محتملا للعذاب والاهانه من اجل هدف اسمي واغلي من
الوجود وما فيه " كرامه مصر "
وداخل هذا المعسكر يتم تلقينه اللغة العبرية
حتى يمكنه التعايش مع المجتمع الاسرائيلى وهناك يتعرف على عجوز يعطيه عنوان احد
اقاربه فى القدس لكى يوفر له عملا بعد خروجه من المعسكر
ويبدأ عمرو مشواره
بالعمل في القدس في مستشفى يتعرف على احد أطبائها ولانه لبق تظاهر بانه خدوم للغايه
فقد نجح فى توطيد علاقته بهذا الطبيب لدرجه انه اقام معه ، ومع انتقال الطبيب إلى
مستشفى جديد فى ضاحيه جديده بعيدا عن القدس ينتقل عمرو بدوره إلى تل أبيب حيث يعمل
هناك كسكرتير في مكتبه مستغلا وسامته في السيطرة على صاحبتها العجوز المتصابية
فتسلمه مقادير الامور داخل المكتبه مما يثير حنق العمال القدامى ،ومن خلال عمله وعن
طريق صاحبه المكتبة يتعرف على عضوه بالكنيست " سوناتا " تقع فى هواه هى الاخرى
وتتعدداللقاءات بينهما مما يعطى الفرصه لعمال المكتبه لكشف الامر امام صاحبه
المكتبه فتثور وتطرده و ينتقل للاقامه في منزل " سوناتا"
وفى احد الأيام
يفاجئ عمرو بالمخابرات الحربية الاسرائيله تلقى القبض عليه بتهمه التهرب من الخدمة
العسكرية ، بعد ان ابلغت عنه صاحبه المكتبه انتقاما منه ومن " سوناتا " ،كل هذا
ورجال المخابرات يتابعونه عن بعد دون أن يحاولوا الاتصال به
وتستغل عضوة
الكنيست علاقاتها في الإفراج عنه ثم تساعده أيضا بنفوذها في أن يتم تعينه في احد
المواقع الخدمية القريبة من تل أبيب كمراجع للخطابات التى يرسلها المجندون داخل
الجيش الاسرائيلى باعتباره يهودي عربي يجيد القراه باللغة العربية
وهنا تبدأ
مهمته فوظيفته داخل الجيش أطلعته على الكثير من المعلومات المهمة فيتم بعمليه شديدة
التعقيد والآمان إرسال جهاز لاسلكي إليه ليستخدمه في إيصال معلوماته إلى القيادة
المصرية
ويبدا تدفق سيل من المعلومات شديده الخطوره والاهميه الى القياده
المصريه
ومع اقتراب العد التنازلي لحرب أكتوبر المجيدة وحاجه القيادة إلى
معلومات عن مواقع الرادارات والكتائب ومنصات الصواريخ الاسرائيليه تم إصدار الأوامر
إلى عمرو بافتعال مشكله كبيرة مع عضوة الكنيست املآ في أن يدفعها غضبها إلى استخدام
نفوذها لنقله إلى سيناء حيث تتوافر المعلومات بصوره أكثر وضوحا
وبالفعل نجحت
المحاولة وتم نقله إلى منطقه مرجانه في سيناء وبدا عمرو في إرسال معلومات شديدة
الاهميه والخطورة عن مواقع الرادار والصواريخ المضادة للطائرات ومخازن الذخيرة
ومواقع الكتائب الاسرائيليه
وقامت حربنا المجيدة حرب السادس من أكتوبر
ومعها ومع انهيار التحصينات الاسرائيليه تم نقل كتيبته إلى خط المواجهه
وفور علم رجال المخابرات من إحدى البرقيات التي كان يرسلها بانتظام منذ بدا الحرب
أسرعوا يطلبون منه تحديد وجهته ومكانه بالتحديد
وحدثت المفاجئه لقد نجح
عمرو فى العثور على جهاز ارسال صوتى يتمكن من ضبطه على موجه القياده وياتى صوته
مصحوبا بطلقات المدافع وقذائف الطائرات وسيل لا ينقطع من المعلومات ، فيصرخ فيه
الرجال طالبين تحديد مكانه قبل فوات الاوان ، ولكن الوقت لم يمهله للأسف ، فقط
اخبرهم بانه فى القنطره شرق ثم دوى انفجار هائل وتوقف صوت الشهيد للابد
توفى الشهيد عمرو طلبه في منطقه القنطرة شرق في سيناء بعد أن أدى مهمته على
أكمل وجه وساهم في انتصار لن ينمحي من ذاكره المصريين مهما مرت السنوات
ولان
الوطن لا ينسى أبنائه الذين يضحون من اجله بكل عزيز فقد تم إرسال طائره هليكوبتر
خاصة بعد ان فشل رجال المخابرات المصريه فى الاستعانه برجال الجيش الثانى الميدانى
المواجه لمنطقه القنطره شرق، وفي جنح الظلام تتسلل الطائره مخاطره باقتحام خطوط
العدو و عدم التحديد الدقيق لمكانه من اجل إحضار جثه الشهيد وقد استرشد الرجال
بحقيبة جهاز اللاسلكي التي كان يحملها وارسل منها اخر البرقيات قبل وفاته
ولعل أفضل ختام لهذه الملحمه البطوليه الرائعه هو ما جاء على لسان ضابط
المخابرات المصري : ماهر عبد الحميد " رحمه الله " والذى روى هذه العمليه
:
" ولقد حملناه عائدين دون أن نزرف عليه دمعه واحده فقد نال شرفا لم نحظى
به بعد ".