حكم الإسلام في عمل المرأة خارج البيت


حكم الإسلام في عمل المرأة خارج البيت

يسعى أعداء الأمة الإسلامية بكل إمكانياتهم إلى تدمير قدرات وإمكانيات الأمة من خلال حرب فكرية وثقافية مستخدمين جملا وعبارات براقة منها (الاهتمام بحقوق المرأة), والادعاء الباطل أن الغرب قد أنصف المرأة وأعطاها حقها كاملا, وأنها نصف المجتمع, ومساوية للرجل وغير ذلك من الأفكار المسمومة التي لا يريدون بها إلا إبعادنا عن الأخلاقيات والفضائل التي هي في الحقيقة السبب الرئيسي في تقدمنا أو تخلفنا.

     ومن المعلوم أن الله خلق الكائنات الحية، وقسم كل مخلوقاته إلى جنسين: ذكر وأنثى، وجعل لكل جنس وظائفه المناسبة لقدراته وإمكاناته وطبيعة خلقته بحيث يتكامل الجنسين في تعمير الكون بالصورة الصحيحة, فالرجل والمرأة متكاملين وليسا متساويين حيث يقوم كل منهما بوظيفة محددة يكمل بها الوظيفة التي يقوم بها الآخر.

   ومن أجل تصحيح المفاهيم التي ترسخت في أذهان الغالبية العظمى من أفراد المجتمع نوضح فيما يلي قضية عمل المرأة خارج البيت من وجهة نظر الشريعة الإسلامية:

أولا : هل المرأة مثل الرجل؟
    يتردد كثيرا ومن الغالبية من الرجال والنساء أن المرأة نصف المجتمع, ولا يجب إغفال دورها في تحقيق التنمية من خلال مشاركتها الرجل في أعماله, حيث أنها مثله ولا فرق بينهما ويدعون بأن ذلك هو الإنصاف لها وإعطاءها حقها وهذا يتعارض مع الأدلة الآتية:
1- يقول الله تعالى" وليس الذكر كالأنثى " .
2- يقول الله تعالى "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ".
3- شهادة الرجل تعادل شهادة امرأتين.
4- ميراث المرأة نصف ميراث الرجل.
5- تختلف عورة المرأة عن عورة الرجل .
6- للرجل أن يخرج من بيته ويسافر وقتما يشاء وليس للمرأة ذلك إلا بإذن زوجها .
7- للرجل أن يتزوج بأربعة نساء في وقت واحد وليس للمرأة أن تتزوج سوى برجل واحد فقط .
8- أوجب الله على الرجل الصلاة في جماعة في المسجد ولم يوجب ذلك للمرأة بلا المستحب صلاتها في بيتها .
9- فرض الله على المرأة العدة من الطلاق والوفاة ولم يفرض ذلك على الرجل .
10- للرجل أن يؤم الرجال والنساء في الصلاة وليس للمرأة إلا أن تؤم النساء فقط وهي واقفة في وسط الصف الأول وليس أمامهن .
11- يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة " فقد قصر الرسول صلى الله عليه وسلم الولاية والحكم والرئاسة على الرجل فقط دون المرأة .

     من هذه النصوص السابقة يتضح بما لا يدع مجالا للشك أن المرأة والرجل ليسا متماثلين بل متكاملين, ولوكانا متماثلين فلماذا يحتاج كل منهما إلى الآخر إن معنى التماثل أن لدى كل منهما ما لدى الآخر من الإمكانيات, ولكن في الواقع لا يستطيع كل منهما الحياة بدون الآخر فكل جنس له خصوصيته التي تؤهله للقيام بدور محدد لا يستطيع الجنس الآخر القيام به , كما تختلف أيضا الواجبات والتكليفات الشرعية للرجل عنها بالنسبة للمرأة .
    
12- ما دلت عليه الدراسات العلمية من الفوارق الكبيرة في طبيعة التكوين الجسماني بين الرجل والمرأة، حيث أثبتت الدراسات أن كل خلية في الرجل يختلف عملها عن نظيرتها في المرأة إضافة إلى أن المرأة تتعرض لأمور تعيقها كالحيض والنفاس والحمل والإرضاع.

   وهذا تأكيد علمي أن خلايا الرجل مختلفة عن خلايا المرأة بما يؤكد اختلاف الوظائف التي يمكن أن يؤديها كل منهما, بالإضافة إلى تميز المرأة عن الرجل بالحيض والحمل والولادة والإرضاع وهي الوظائف التي يستحيل على الرجل أن يؤديها.

ثانيا: الأدلة من القرآن والسنة على أن عمل المرأة في البيت:
1.   يقول الله تعالى " وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" (الأحزاب:33), قال بن كثير في تفسير هذه الآية أي الزمن بيوتكن ولا تخرجن إلا للحاجة الضرورية (ومن الحاجات الضرورية تعلم العلم), وفي تفسير" ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى" ذكر بن كثير أن المرأة كانت تخرج تمشي بين الرجال وذلك هو تبرج الجاهلية الأولى.
         والقول بأن هذه الآية خاصة بنساء النبي فقط مردود عليه بالآتي :
-   أي آية في القرآن الكريم نزلت في موقف معين أو لمخاطبة شخص أو فئة محددة ولكن القرآن الكريم بكل آياته موجه للعالم كله إلى يوم القيامة , وما يجب أن تلتزم به زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم من سلوكيات وآداب وأخلاقيات من الأولى أن تلتزم به كل نساء المسلمين , فالخطاب في الآيات القرآنية خطاب عام لكل المسلمين والمسلمات حتى لو كان موجه لفئة معينة أو شخص معين.
-   تضمنت الآية عدة أوامر أخرى وهي ( إقامة الصلاة – إيتاء الزكاة – طاعة الله ورسوله ) ولاشك أن هذه الأوامر ليست مقصورة على نساء النبي وحدهن .   

2.   يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن وهن تفلات (أي غير متطيبات), وفي رواية أخرى وبيوتهن خير لهن" رواه البخاري.
 - كما روى الحافظ البزار عن أنس رضي الله عنه قال جئن النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلن له ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله, فما لنا من عمل ندرك به المجاهدين في سبيل الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم من قعدت منكن في بيتها فإنها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله تعالى.
- يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون بروحة ربها وهي في قعر بيتها "أخرجه الحافظ البزار والترمذي.
         وتؤكد الأحاديث السابقة على أن:
-    بيت المرأة أفضل لها في الصلاة من المسجد , أي من غير المستحب خروج المرأة للصلاة وهي عماد الدين وأهم فرض في الإسلام, ومن المعلوم أنها إذا خرجت للصلاة تخرج في صورة ترضي الله عز وجل (من حيث الملبس وحق الطريق والاستقامة الكاملة) لأنها خارجة للصلاة على الرغم من ذلك فإن صلاتها في بيتها أفضل.
-         مكوث المرأة في بيتها يعدل الجهاد في سبيل الله في الأجر.
-         عندما تكون المرأة في بيتها تكون أقرب ما يكون إلى الله وإذا خرجت كانت في معية الشيطان.

3- يقول الله تعالى " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض  وبما أنفقوا من أموالهم " (النساء:34) وتوضح هذه الآية الكريمة أن المرأة غير مكلفة بالإنفاق حتى لو كان زوجها فقيرا وهي غنية فالزوجة تجب نفقتها على زوجها والأم تجب نفقتها على ابنها والأخت تجب نفقتها على أخيها ولا تكلف واحدة منهن بالخروج للعمل. 

          4- حرمة سفرها بدون محرم حتى للحج  لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسير مسافة يوم وليلة إلا مع ذي محرم" متفق عليه.
وقوله صلى الله عليه وسلم " لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم, ولا أن تسافر المرأة إلا مع ذي محرم "فقال رجل يا رسول الله إن امرأتي خرجت حاجة وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا فقال الرسول الكريم " انطلق فحج مع امرأتك " متفق عليه.

معنى ذلك أن خروج الرجل للحج مع امرأته أفضل وأهم من الجهاد في سبيل الله, ولا يجوز للمرأة الخروج بدون محرم حتى لو إلى الحج وحتى لو كان زوجها يجاهد الأعداء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

5- بنتا شعيب: عندما خرجتا لتسقي الأغنام وقال لهما موسى عليه السلام " ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير".
-    عندما يقول موسى ما خطبكما؟ لم يكن هذا السؤال للاستفهام بقدر ما هو لاستغراب موقفهما وقد جاءت الإجابة تؤكد ذلك, حيث جاءت لتوضح اعتذارهن عن ذلك وتبريرهن بأنهن يلتزمن بأدب الخروج ويتمثل في عدم الاختلاط بالرجال, وكذا العلة من الخروج أنه لضرورة قصوى وهي عدم وجود من يرعى الأغنام وتعرضها للهلاك لو لم يقمن بذلك.
-         كما أنه قام بالسقيا لهن حتى يرجعن سريعا إلى البيت دليل على عدم جواز ذلك بالنسبة للنساء.
-    فور أن وجدتا البديل عن خروجهن قالتا " يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين " فطلب شعيب من سيدنا موسى أن يتزوج إحداهن على أن يقوم هو بهذا العمل. 
-    يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله في خواطره عن الآية " ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير" أنها تحسم الأمر بالنسبة لعمل النساء خارج البيت حيث لا يجوز إلا " (لعلة و ضرورة قصوى – الخروج بآداب الإسلام – فور وجود البديل من أب أو أخ أو ابن أو زوج فلا خروج).
حتى لو لم يوجد البديل فإنه في ظل الدولة الإسلامية تتكفل الدولة برعاية هذه السيدة من بيت مال المسلمين ولا تخرج للعمل.

6- يقول الله تعالى " فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى" ( طه : 117) , خاطب الله آدم وحواء بخصوص إخراجهما من الجنة , وخاطب آدم وحده بخصوص الشقاء على الأرض بعد الخروج من الجنة والمقصود بالشقاء القيام بالأعمال الشاقة التي هي مهمة ومسئولية الرجل وحده دون المرأة .

7- يقول الله تعالى " والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف " ( البقرة : 233 ) .
فقد كلف الله تعالى المرأة بإرضاع الطفل وتربيته ورعايته وكلف الرجل بالعمل من أجل توفير متطلبات الأسرة من طعام وملبس .

    8- حرمة الاختلاط بين الرجال والنساء ويتضح ذلك من النصوص الآتية:
-   يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والدخول على النساء قيل يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال الحمو الموت" والحمو هو قريب الزوج.
-   يقول الله تعالى "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهم من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ".
-       قال تعالى " وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ".
-       يقول الله تعالى " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن ".
-       يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " صنفان من أهل النار لم أرهما وذكر منهما: نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة , لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها , وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا ".
-   يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "إياك والخلوة بالنساء والذي نفسي بيده ما خلا رجل بامرأة إلا دخل الشيطان بينهما ولان يزحمن أحدكم خنزيرا متلطخا بطين أو حمأة خير له من إن يزحم منكبه منكب امرأة لا تحل له" رواه الطبراني و الحمأة: الطين الأسود المنتن.

وتوضح الآيات والأحاديث السابقة حرمة الاختلاط بين الرجال والنساء وحرمة النظر المتبادل بينهما وضرورة الالتزام بالزي الإسلامي الذي لا تعرف به شخصية المرأة للرجل, وبالتأكيد يؤدي عمل المرأة مع الرجال إلى الاختلاط المفسد للقيم والأخلاقيات.

9- كذلك فإن من أعظم الواجبات التي أمر الله بها الرجال: الجهاد في سبيل الله، ومع ذلك فقد أسقط الله الجهاد عن النساء، ففي الحديث عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: " قلت : يا رسول الله على النساء جهاد ؟ قال: نعم عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة " رواه ابن ماجه.

10- يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " كلكم راع ومسئول عن رعيته فالإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل في أهله راع ومسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده وهو مسئول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " ( رواه البخاري ) . فقد قصر رسول الله صلى الله عليه وسلم مسئولية المرأة في بيت زوجها دون أية مسئوليات أخرى .

ثالثا : متى تخرج المرأة للعمل:
تخرج المرأة للعمل خارج بيتها في إحدى الحالتين الآتيتين:
1- الضرورة القصوى وتتمثل في عدم وجود عائل, وعدم قيام الدولة التي تعيش فيها بتطبيق منهج الله عز وجل (الشريعة الإسلامية بما تتضمنه من نظام اقتصادي واجتماعي) يتضمن تحقيق التضامن والتكافل بين كل أفراد المجتمع, كما يتضمن بيت مال ينفق منه على مثل هذه الحالات ويكفيها الخروج للعمل والاختلاط بالرجال.
2- حاجة المجتمع إلى عملها المتعلق ببنات جنسها من تطبيب وتمريض وتدريس وغير ذلك.

رابعا: شروط عمل المرأة خارج البيت:
    تتمثل شروط وضوابط خروج المرأة للعمل خارج البيت في حالة تحقق الضرورة القصوى أو احتياج المجتمع إلى عملها بصورة ملحة في:
1- عدم الاختلاط بالرجال.
2-    العمل الحلال المباح.
3-    الالتزام بالزي الإسلامي (النقاب).
4-    إذن ولي الأمر.
5-     تقوى الله في كل حركاتها وسكناتها خارج بيتها.
6-    العمل المتوافق مع طبيعتها.
7-    عدم التعطر.
8-  الحديث مع الرجال الأجانب بصوت عادي لقول الله تعالى " فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا" (الأحزاب:9).


خامسا : مجالات عمل المرأة خارج البيت:
قد يحتاج المجتمع بشكل ضروري لعمل المرأة في عدة مجالات يصعب على الرجل القيام بها أهمها:  
1-    الدعوة إلى الله وتحفيظ القرآن للنساء والأطفال.
2-    التدريس  للفتيات.
3-    محو الأمية للنساء.
4-    الطب والتمريض للنساء.
5-    الأعمال الخيرية في مجتمعات النساء.

سادسا: دواعي عمل المرأة خارج البيت والرد عليها:
يمكن تحديد أهم الآراء والأفكار التي تبرر خروج المرأة للعمل خارج بيتها والرد على هذه الأفكار التي تمكن أعداء الإسلام من غرسها في عقول الغالبية العظمى من أفراد المجتمع رجالا ونساء فيما يلي:
1-   المرأة نصف المجتمع ولا يجب ترك نصف المجتمع عاطل:
          بالفعل المرأة نصف المجتمع وتخسر الدولة الإسلامية كثيرا إذا كان نصف المجتمع عاطل, ولكن لماذا نعتبر أن تواجد المرأة في بيتها لا  يمثل عملا له قيمة؟ الإجابة أننا اعتبرنا أن عمل المرأة في بيتها ينحصر فقط في (إعداد الطعام – غسل الملابس – تنظيف البيت وترتيبه), وهذه هي المشكلة أننا لا نعطي أية قيمة مطلقا لتربية الأبناء (فهل تربية الأبناء مهمة لا قيمة لها ؟, أو ليست من اختصاص الأم؟, اختصاص من إذا ؟, المربيات والحضانات؟ , أم الأم والأب؟, وهل تنحصر تربية الأبناء في توفير الطعام والشراب لهم ؟), إن التربية إعداد ثقافي وديني وأخلاقي ومتابعة للتصرفات وتقويم وتهذيب وقبل ذلك منح الطفل الحنان والرعاية والحب والعطف من الأم التي لا بديل مطلقا لها في منحه ذلك, فلا يقبل من سيدة تلقي بطفلها الذي لم يكمل عاما في حضانة لتقوم هي بعمل آخر, ففي ذلك هروب من المسئولية الحقيقية وفي ذلك أيضا تدمير لعملية التربية برمتها التي هي بإيجاز إعداد مواطنين صالحين (دينا وخلقا وعلما وسلوكا وآدابا وقيما ومثلا) يستطيع بها الابن أن ينجح في بناء نفسه ووطنه وخدمة دينه ومجتمعه ويكون سببا في دخول والديه الجنة لأنهما أحسنا تربيته التربية الإسلامية الصحيحة , على العكس من ذلك فإن عدم اهتمام الأب والأم بغير توفير المال فقط للابن يفرز جيلا لا قيمة له ولا منفعة منه وهو ما نجده الآن من الشباب والفتيات من ضياع وفقدان كل القيم والأخلاقيات والسلوكيات الإسلامية (البعد عن الدين – عدم وضوح الهدف – عدم معرفة قيمة الوقت – عدم اهتمام بالعلم – الاستخدام الخاطئ لتكنولوجيا العصر من كمبيوتر وانترنت وتليفزيون وتليفون – إدمان سماع الأغاني والأفلام الهابطة المدمرة والمفسدة للأخلاق– الغش في الامتحانات ...) وغيرها من المفاسد التي نتجت من عدم إعطاء الأم والأب وزنا حقيقيا للتربية.
- كما أننا نلاحظ معاناة الشباب من البطالة وكذا وجود البطالة المقنعة بمعظم المصالح الحكومية.
- كما أن المرأة لا تستطيع القيام بعملها كاملا جميع أيام العمل لما تتعرض له من حيض ونفاس وحمل وولادة وإرضاع.

2-   زيادة دخل الأسرة والتعاون مع الزوج:
-    اتضح من الآيات القرآنية السابقة أن الله سبحانه وتعالى لم يكلف المرأة بالعمل ولا بالنفقة على نفسها أو أولادها وأمرها بالبقاء في بيتها, معنى ذلك أن الله سبحانه وتعالى يرزق الرجل وزوجته وأولاده عن طريقه هو فقط فالوسيلة الوحيدة للحصول على الرزق الذي قدره الله تعالى لكل أفراد الأسرة هو الرجل المكلف بإعالة أسرته (الزوجة والأبناء), وبالتالي لن يزيد رزق الأسرة بخروج الزوجة للعمل لأن الرزق محدد بصورة نهائية ولا مجال لزيادته بصورة غير مشروعة من الله عز وجل (لا يزيد الرزق بتحري الإنسان الحرام ولا ينقص بتحريه الحلال), وإنما يختار الإنسان طريق الحرام فيحجب الله عنه الحلال وبخروج الزوجة للعمل لا يزيد دخل الأسرة بل يقسم على اثنين (الزوج والزوجة), ولو ظلت الزوجة في بيتها امتثالا لأمر الله عز وجل لجاء للأسرة نفس الدخل عن طريق الزوج المكلف شرعا بالعمل والإنفاق, ويقول الشيخ الشعراوي رحمه الله في ذلك (على الرجل أن يوسع من حركته في الحياة وعلى الزوجة أن ترضى بما قسمه الله للأسرة من رزق).   

-    تنفق المرأة جزءا كبيرا من دخلها بسبب خروجها للعمل كمرتبات وأجور لمربيات الأطفال والحضانات وملابسها ومصروفاتها والدروس الخصوصية, ويمكن توفير هذه المبالغ وقيامها بهذه المهام التي لا بديل لها في القيام بها.
  
3-   شغل وقت فراغ المرأة وزيادة معلوماتها:
-   ليس للمرأة وقت فراغ إذا عرفت واجباتها الحقيقية, فالمرأة بعملها في البيت ليست عاطلة بل هي مسئولة عن إعداد نفسها بصورة جيدة من حيث العلم والثقافة والفكر والقراءة حتى تستطيع القيام بدورها المطلوب على الوجه الأكمل وعندها من الكتب والتليفزيون والكمبيوتر والإنترنت ما يعينها على إعداد نفسها جيدا, لكي يكون عندها ما تعطيه للأبناء لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

4-    إشعار المرأة بقيمتها في المجتمع وأنها لا تقل عن قيمة الرجل:
-   تقوم الزوجة بالحمل والولادة والإرضاع والتربية والتعليم والتهذيب وغرس الفضائل والقيم الدينية في الأبناء وتعليمهم أمور دينهم ومتابعة سلوكياتهم وتصرفاتهم وتقويمها بالإضافة إلى واجباتها نحو زوجها والقيام بأعمال البيت العادية من (مأكل وملبس وغير ذلك), هل يستطيع منصف أو عاقل أن يعتبر هذه الأعمال لا قيمة لها وأن الزوجة بذلك لم تقدم شيئا له قيمة ويجب عليها إن أرادت ذلك أن تترك كل هذا وتخرج للعمل مع الزوج للقيام بعمل مماثل لما يقوم به زوجها حتى تكون لها قيمة؟
-   قيمة المرأة وأهميتها في المجتمع في القيام بدورها الحقيقي, وليس في تدخلها في أعمال ليست من اختصاصاتها وعملها خارج بيتها يقلل من قيمتها ومن نفعها للمجتمع.  

5-   تغير ظروف الحياة عن ذي قبل والحاجة الملحة للمجتمع في هذا الوقت لعمل المرأة :
-    الشريعة الإسلامية هي منهج الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والصالح لكل زمان ومكان, فرسولنا صلى الله عليه وسلم هو خاتم المرسلين والقرآن يتضمن منهجا صالحا للتطبيق في كافة العصور حتى يوم القيامة وفي كافة المجتمعات وفي كافة المستجدات والتغيرات والتطورات ولا تبديل لأحكامه, ومن يدعي ضرورة تغيير الأحكام استجابة للظروف الحالية فليراجع دينه جيدا ويصحح عقيدته لأن الله سبحانه وتعالى هو خالق كل شيء وعليم بكافة المتغيرات والمستجدات إلى يوم القيامة لأنه هو سبحانه خالقها فكيف يضع أحكاما ونظما لا تتمشى ولا تتكيف مع أية مستجدات أو تحتاج منا إلى إلغاء النصوص لأنها لم تعد تصلح في ظل الظروف الحالية ونؤلف نظما أخرى أكثر قدرة على التكيف مع المستجدات لأن الله قد أنزل القرآن ليصلح للتطبيق في زمن نزوله فقط ولا يصلح في الأزمنة المتقدمة مثل ما نحن فيه حاشى لله سبحانه وتعالى.
      
6-   المرأة تريد تأمين مستقبلها بأن يكون لها دخل ومال مستقل:
-       لا أمان للمرأة إلا في طاعتها لله ثم طاعتها لزوجها وقيامها بواجبها نحو الزوج والأبناء, وقد كلف الله سبحانه وتعالى الرجل بالإنفاق على الزوجة والأبناء, فقد حدد الله تعالى للمرأة مجال عملها ومن غير المنطقي أن يأمرها بالمكوث في بيتها ويكون ذلك فيه ضرر لها أو عدم أمان على مستقبلها فالأمان الكامل لا ولن يتحقق لأي إنسان إلا إذا امتثل لأوامر الله عز وجل وتوكل عليه سبحانه وقام بالدور الذي خلقه الله تعالى من أجله  فمن يتوكل على الله  يكفيه كل شيء.

-   يقول الله تعالى " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم ", فإذا قضى الله بتقسيم الأعمال بين الرجل والمرأة بحيث تعمل المرأة في البيت فيجب عليها الامتثال والتوكل على الله والثقة التامة في أن رزقها عند الله وليس عند زوجها إن أحبها رزقها وإن كرهها منع رزقها.

7-   كانت السيدة خديجة تعمل وكانت السيدة عائشة تعلم المسلمين أمور الدين:
-       كانت السيدة خديجة لديها ثروة كبيرة وكان يجب عليها أن تستثمر هذا المال وتعمل على تنميته وكان ذلك عن طريق التجارة, حيث كانت تستأجر من يقومون لها بهذه المهمة وهي ماكثة في بيتها, فهل يوجد دليل على أن السيدة خديجة خرجت للتجارة وسافرت في رحلات تجارية؟, أم كان يمثلها في ذلك و ينوب عنها في متابعة التجارة والقائمين عليها غلامها ميسرة؟, ويقوم بنقل الأخبار والمعلومات إلى سيدته خديجة ويتلقى منها الأوامر والتعليمات ويتولى تنفيذها وإبلاغها للعاملين في تجارتها دون أن تخرج أو تلتقي بأحد حتى من يعملون لديها في التجارة.
-   كانت السيدة عائشة تعلم النساء المسلمات أمور دينهن وكانت أيضا تجيب على أسئلة الرجال ولكن من وراء حجاب وهي داخل بيتها.

8-   كانت بعض النساء تخرج مع جيوش المسلمين في بعض المعارك:
ويمكن إيجاز الرد على هذا الرأي في:
-         كان ذلك بإذن ولي أمرها وإذن ولي أمر المسلمين.
-         كان ذلك تطوعا واختيارا لا إلزاما للمرأة.
-    كان عملها غير مماثل لعمل الرجل حيث كان ينحصر عملها في حمل الطعام والأمتعة وغير ذلك من الأعمال المعاونة للجيش وكانت تسير خلف الجيش ولم تقم بحمل السلاح والقتال, إلا إذا اضطرت لذلك عند هزيمة جيش المسلمين ووصول الأعداء إلى النساء فلها عند ذلك الدفاع عن نفسها. 

سابعا: الآثار السلبية لعمل المرأة خارج البيت:
     يمكن إيجاز أهم الآثار السلبية لعمل المرأة خارج البيت في:
1-    الآثار السلبية على الأبناء (فقدان الحنان والرعاية وترك أمر تربيتهم لأناس آخرين وللحضانات وبالتالي فقدان القيم والسلوكيات والأخلاق و عدم الالتزام بأوامر وفرائض الإسلام وغير ذلك من المفاسد) .
2-    الآثار على نفس المرأة (الإجهاد خارج البيت وداخله) وعدم القدرة على التوفيق والموازنة بين عملها خارج البيت وأعمالها بداخله , وعملها خارج المنزل بالإضافة لأعمالها الضرورية بالمنزل والتزاماتها نحو زوجها وأولادها يمثل ظلما لها وتحميلها أكثر من طاقتها .

3-    الآثار السلبية على الزوج (يمكث وحده بالبيت عند اختلاف مواعيد عمله مع مواعيد عمل زوجته – تسرب الظنون السيئة إلى نفسه بخصوص زوجته – تقصير الزوجة في حق الزوج– زيادة الخلافات نتيجة إهمال الزوجة لحقوق الزوج وما ينتج عنه من طلاق خاصة مع اختلاط الزوج أيضا بسيدات أخرى في عمله).
4-    الآثار السلبية على المجتمع (بطالة – إهمال في العمل نظرا لانشغال المرأة العاملة بمتطلبات البيت وكذا لتغيبها عن العمل عند الوضع والإرضاع ورعاية الطفل وغير ذلك – انخفاض الإنتاجية
 ومستوى الأداء).
5- الاختلاط بالرجال وما له من مفاسد.
6-    ما تنفقه المرأة على اللبس والزينة وهي مجبولة على ذلك.
7-    المرأة أقل إنتاجا من الرجل وأقل طموح حيث لها من العادة الشهرية والحمل والولادة والإرضاع ما يشغل تفكيرها .
8-    مصادقة الرجال وزيارتها لهم في بيوتهم والإذن لهم في زيارتها بدون موافقة الزوج والخلوة بالأجانب بدون محرم.
9-    خروج المرأة من المنزل وسفرها وقتما شاءت بدون إذن زوجها .
10- تغيير النساء خلق الله بالأصباغ والألوان في الوجه واليدين.
11- التبرج وعدم الالتزام بالزي الإسلامي الذي فرضه الله على كل مسلمة.
12- حضور الحفلات الخارجة عن آداب الإسلام مع الاختلاط والمفاسد .
13- الاستماع للموسيقى والغناء والأفلام والمسلسلات المليئة بالقيم التي لا تتفق مع مبادئ الإسلام.
14- مصافحة الرجال الأجانب.
15- عصيان الزوج, نظرا لما تقدمه الزوجة من مرتب شهري مماثل أو يزيد في بعض الأحيان عن مرتب الرجل, مما يجعلها تعتقد أنها مثله, وتسعى لإلغاء القوامة التي فرضها الله تعالى للرجل على المرأة.
16- عدم حفظ أسرار البيوت والتحدث في أدق التفاصيل مع الزميلات والزملاء مما يتيح الفرصة لشياطين الإنس في إفساد الحياة الزوجية.
17- الخيانات الزوجية وجرائم قتل الأزواج , نظرا لمقارنة السيدة بين زوجها وزملائها في العمل, وكذا مقارنة الزوج بين زوجته وزميلاته في العمل, ونجاح الشيطان عليه لعنة الله في جعل هذه المقارنات دائما في غير صالح الزوج أو الزوجة.
18- ارتكاب جرائم الزنا والاعتداء على الأعراض بالنظر والسمع واللمس والكلمات وغير ذلك ( وزنا العين النظر  – زنا الأذن السمع – زنا اليد اللمس والسلام).
19 – التشبه بالرجال في الملبس مثل ( لبس البنطلون ) .
20- لجوء الأسرة إلى تحديد النسل وتقليل عدد الأبناء على عكس ما تدعو إليه كافة الآيات القرآنية وكافة أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تناولت تنظيم هذا الموضوع .

ثامنا : حكم مصافحة الرجل للمرأة :
    تتضح حرمة وخطورة مصافحة الرجل للمرأة من الحديثين الآتيين :
1- روى الطبراني من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : " لأن يطعن في رأس رجل بمخيط من حديد خير من أن يمس امرأة لا تحل له "

2- روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يبايع النساء بالكلام بهذه الآية" لا يشركن بالله شيئا " قالت ( وما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة إلا امرأة يملكها ) والمقصود أن تكون زوجته .

تاسعا :ولاية المرأة وتوليها القضاء والسلطة:
إذا كان الله سبحانه وتعالى قد فرض على المرأة التزام بيتها وعدم الخروج إلا لضرورة قصوى ويكون عملها مناسب لطبيعتها ومع النساء, فمن الأولى عدم تولي المرأة أي منصب قيادي أو سلطة أو قضاء أو غير ذلك للأدلة الآتية:
1- حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :" لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة".
     بمعنى عدم صلاحية المرأة لأن تقود أو ترأس أو تمارس سلطة على أفراد المجتمع لأن هذا المجتمع لن يتحقق له الفلاح حسب نص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1-     يقول الله تعالى " الرجال قوامون على النساء " , أي أن الرجل يرأس السيدة ويقودها.
2-  المرأة إذا أمت المسلمات في الصلاة لا يجوز لها الوقوف أمامهن بل وسط الصف الأول, أي لا يجوز لها أن تؤم أو تقود بنات جنسها.
3-  لم يستعن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا خلفائه الراشدين رضي الله عنهم بامرأة قاضية أو حاكمة أو والية أو مستشارة أو قائدة للجيش, ولم يفكر الصحابة في تولي امرأة خلافة المسلمين حتى لو كانت السيدة عائشة زوجة الرسول أو السيدة فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم وقد قال صلى الله عليه وسلم "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ".
4-     حرمة الاختلاط بالرجال ومصافحتهم .
5-     اختلاف طبيعتها عن طبيعة الرجل وتغليب العاطفة على الموضوعية والدليل ( شهادة المرأة نصف شهادة الرجل ) .
6-  انشغال المرأة بأعمال كثيرة أخرى في بيتها بالإضافة إلى الأعمال التي تضطرها لعدم الخروج من بيتها في أوقات ( الوضع والإرضاع ورعاية الطفل في الأشهر والسنوات الأولى من عمره ) , بالإضافة إلى واجباتها نحو زوجها التي هي فرض عليها .
7-     لم يفرض الله تعالى على المرأة الجهاد في سبيل الله .
8-     لا يجوز للمرأة السفر من غير محرم .
9-   لم يفرض الله تعالى على المرأة الصلاة في المسجد , بل إن ذلك غير مستحب , وأيضا لا يستحب لها تكرار الحج أكثر من مرة واحدة في العمر.   

عاشرا : لماذا تخرج المرأة الأوروبية للعمل :
    تحرص المجتمعات غير الإسلامية على خروج المرأة من بيتها وقيامها بأعمال مماثلة لأعمال الرجل للأسباب الآتية :   
1-     الأب غير مكلف بالإنفاق على البنت إذا بلغت الثامنة عشرة من عمرها لذا فهي مضطرة للعمل لتنفق على نفسها.
2-     الرجال في الغرب يغلبون شهواتهم فهم يريدون المرأة معهم دائما.
3-     عدم المبالاة بتربية الأبناء التربية الدينية .
4-  تجد المرأة الحرية الكاملة في ذلك , فتخرج متى شاءت وتصاحب من الرجال من تشاء وتنام في أي مكان دون وازع من دين أو أخلاق .
 
والمرأة المسلمة تتبع وتقلد غير المسلمة في انحلالها وبعدها عن القيم والأخلاق, وخير لها الامتثال لأمر ربها حيث لا حاجة لها في الخروج من البيت لانتفاء الدواعي السابقة بالنسبة للمجتمع الإسلامي, حيث أن المرأة المسلمة مكفولة من الرجل طوال حياتها ويحرم عليها الاختلاط بالرجال الأجانب وفرض الله عليها (أن تهتم بتربية أبنائها التربية الإسلامية وأن تؤدي حق زوجها بصورة تامة).   













  
التحديات العصرية التي تواجه مديري منظمات الأعمال في مصر

في ظل المتغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتكنولوجية التي نشهدها الآن من (العولمة والانفتاح الاقتصادي والاتفاقيات الدولية والتقدم التكنولوجي وغيرها), تواجه منظمات الأعمال في مصر العديد من التحديات التي يجب على إدارات هذه المنظمات معرفتها والتعامل معها والنجاح في التغلب عليها حتى تتمكن من تحقيق أهداف هذه المنظمات وأيضا تحقيق التقدم  لمصر على كافة المستويات وتتمثل أهم هذه التحديات في:

1-    رفع مستوى الجودة للسلع المنتجة والخدمات المقدمة:
ويعتبر هذا مطلبا وتحديا أساسيا لنجاح واستمرار منظمات الأعمال خاصة في ظل الانفتاح الاقتصادي على العالم والمنافسة الشديدة للمنتج المصري من دول عديدة لا تهتم فقط بتحقيق التفوق على المنتج المصري بقدر ما تهتم بالقضاء نهائيا عليه.

2- زيادة الإنتاجية:
إلى جانب السعي الدائم لتحسين مستوى الجودة للسلعة أو الخدمة فعلى الإدارة السعي أيضا وباستمرار لزيادة كمية المنتج النهائي سواء كان سلعة أو خدمة. 

3- الوصول إلى إشباع رغبات العملاء:
ولكي تستمر منظمات الأعمال وتحقق النمو بالدرجة المطلوبة لابد من الاهتمام بإشباع رغبات العملاء مستهلكي السلعة أو متلقي الخدمة لضمان استمرارهم في طلب السلعة أو الخدمة, وإمكانية جذب عملاء جدد وفتح أسواق جديدة ويتم إشباع رغبات العملاء من خلال الاهتمام ببحوث السوق للتعرف على انطباعات العملاء ورغباتهم و تقييمهم للسلعة أو الخدمة المقدمة.

4-   التوصل إلى منتجات جديدة:
وعدم الاقتصار على منتج واحد فالحكمة تقتضى عدم وضع البيض كله في سلة واحدة, فالتعامل مع عدد كبير من المنتجات يضمن استمرار المنظمة واستمرار مركزها المالي حتى لو تعرض أحد المنتجات لمشكلة أو منافسة قوية حيث توجد بدائل أخرى.

5-    التوصل إلى أساليب جديدة للإنتاج:
يسعى مدير المنظمة بشكل دائم لتحسين أساليب العمل والإنتاج والاستفادة من كل جديد يؤدى إلى زيادة الإنتاج أو زيادة مستوى الجودة أو خفض التكلفة أو الوقت أو الجهد.

6-     التوصل إلى تحقيق العالمية في التسويق:
لا يجب أن يكتفي المستثمر بالتسويق الداخلي ولكن عليه السعي المستمر لفتح أسواق جديدة خارج الدولة بحيث يكون هدفه الإستراتيجي الوصول بمنتجه إلى كل مكان في العالم.

7-    النظرة العالمية عند صياغة الأهداف والسعي لتحقيقها:
 تسعى المنظمة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف يجب على إدارتها مراعاة الأوضاع السائدة في العالم كله وليس الداخلية فقط ( اقتصادية – سياسية – قانونية - اجتماعية – اتفاقيات دولية – المنافسة – التكنولوجيا –أساليب التجارة العالمية..) عند صياغة هذه الأهداف والسعي لتحقيقها وذلك لضمان نجاح المنظمة في تحقيق أهدافها واستمرارها.

8-    الموازنة بين الأهداف في الأجلين القصير والطويل:
بمعنى أن تكون الخطة قصيرة الأجل مساعدة على تحقيق الخطة طويلة الأجل وجزء منها فإذا كان الهدف بعد عشر سنوات الوصول لمستوى معين فإن الخطة السنوية لابد أن تضمن تحقيق 10٪ على الأقل من هذا المستوى المرغوب الوصول إليه بعد عشر سنوات. 


تعتبر التحديات الثمانية السابقة في مصلحة المستثمر وتدعيما لنشاطه الاستثماري وزيادة في أرباحه , وإلى جانب هذه التحديات فإن المستثمر عليه مواجهة تحديين آخرين يعتقد معظم المستثمرين ورجال الأعمال أنهما يؤديان إلى زيادة تكاليفهم وأعباءهم وبالتالي خفض أرباحهم, وبالتالي فهما بمثابة قيم شبه غائبة في المجتمع المصري وغياب هذه القيم بالتأكيد لن يؤدى إلى خفض رزق قدره الله للإنسان إنما العكس فبتحمل المستثمرين هذين التحديين يبارك الله عز وجل في الرزق وتشيع القيم والفضائل في المجتمع بشكل ينعكس بالضرورة على المستثمرين بالإيجاب فيزيد نشاطهم وتتحسن أرباحهم كما  ترتفع درجاتهم عند الله عز وجل ولأهمية هذين التحديين سيتم مناقشتهما بتفصيل أكثر فيما يلي:
9-   تحمل المسئولية الاجتماعية:
وتنقسم المسئولية الاجتماعية لمديري منظمات الأعمال إلى:
9/1- مسئولية اجتماعية داخلية: ويقصد بها المسئولية تجاه العاملين بالمنظمة من:
-    منحهم المرتبات التي تتناسب مع الواقع الاقتصادي ومستوى التضخم والأسعار وتتناسب مع حجم العمل وطبيعته وعدم الاقتصار على الحد الأدنى الذي ينص عليه القانون الوضعي بل المرتب الذي يوفر مستوى معيشة مناسب للعامل امتثالا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( أعطى الأجير أجره قبل أن يجف عرقه).
-         منحهم أيضا الأجازات والمكافآت والبدلات والمزايا العينية التي يحددها القانون.
-    التأمين عليهم تأمين اجتماعي بالمرتب الذي يتقاضاه كل منهم وليس بالحد الأدنى المقرر بالقانون وفور استلام العمل و التأمين  الصحي بالصورة القانونية.
-         الحياد والمساواة في التعامل مع العاملين وإعطاء كل ذي حق حقه على حسب مجهوده المبذول ومستوى أدائه.

9/2- مسئولية اجتماعية خارجية: وتتمثل في مسئولية مديري منظمات الأعمال تجاه المجتمع والدولة بخصوص:
-    الالتزام بإخراج الزكاة الواجبة بكل أنواعها ( زكاة المال – زكاة عروض التجارة ...) والزكاة إلى جانب أنها مسئولية اجتماعية فهي فريضة دينية لا تقبل الصلاة بدونها وقد حارب سيدنا أبو بكر مانعيها على أساس خروجهم من ملة الإسلام بمنعها كما أنها لا تنقص المال بل تنميه وتزيده وتباركه حيث قال الله تعالى ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها )صدق الله العظيم (سورة التوبة الآية 103).
    كما فال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما نقص مال من صدقة) صدق الرسول الكريم.
-         الالتزام بسداد ما تفرضه الدولة من ضرائب بمختلف أشكالها.
حيث تسهم الزكاة والضرائب في تنمية المجتمع ورفع مستوى المعيشة والخدمات والمرافق التي تعود بالنفع على كل أفراد المجتمع بما فيهم المستثمرين.
-         الالتزام بقانون حماية البيئة من حيث التخلص من النفايات ومن مصادر التلوث.
-         الاهتمام بتقديم المنتج بصورة صحية تفيد المستهلك ولا تحدث له أية أضرار.
-    الاستثمار في المشروعات المفيدة للمجتمع والتي تقدم منتجات أو خدمات يحتاجها المجتمع بالفعل والبعد عن المشروعات التي تقدم منتجات أو خدمات محرمة أو ضارة أو لا تؤدى إلى تقدم حقيقي للدولة (مثال على ذلك تمتلك مصر كل مقومات الزراعة واستصلاح الأراضي من أيدي عاملة نصدرها لكل دول العالم ومياه النيل وتكنولوجيا متقدمة رغم ذلك معظم مساحة مصر صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء – مثال آخر تطل مصر على بحار وأنهار تجعلها لو اهتمت بالثروة السمكية تصدر الأسماك للعالم ويصبح سعر الكيلو للمواطن المصري قروش بدلا من عشرات الجنيهات بدل من استيرادها مجمدة وتوحش الأسماك في مياهنا وموتها ) والأمثلة كثيرة.
-    عدم تحويل الأموال والأرباح لبنوك الدول الأوروبية لاستثمارها بشكل يجعلها أكثر تقدم وأكثر منافسة لنا وأكثر قدرة على إعانة ودعم أعدائنا, والمفروض أن يعاد استثمارها بداخل الدولة مما يتيح فرص عمل للمواطنين ووفرة في السلع والخدمات بشكل يؤدى إلى رفع مستوى المعيشة ودعم اقتصادنا وتقدم ونهضة بلدنا بالإضافة لما يوفره ذلك من ربح أوفر للمستثمر , بالإضافة إلى الاطمئنان الكامل أنه بعيد عن شبهة الحرام فعائد الاستثمار مؤكد أنه حلال بخلاف الفوائد البنكية التي هي محرمة شرعا.

9/3-  مسئولية اجتماعية اختيارية:
وتتمثل هذه المسئولية فيما يجب أن يتحمله كل مستثمر وكل متيسر ماديا من تقديم الدعم ومد يد العون للطبقات الفقيرة ومحدودة الدخل وغير القادرة على الحصول على الدخل الكافي لمتطلبات الحياة (الفقراء – المرضى – الأرامل – المطلقات – الأيتام – الشيوخ), ويتم دعم هذه الطبقات من خلال دعم الجمعيات الخيرية التي ترعى مصالحهم  فالجمعيات الخيرية يمكنها بمزيد من دعم الفئات القادرة أن تجبر قصور الدولة من عدم إلزام المواطنين بالزكاة وتوزيعها على مستحقيها, حيث تعتبر هذه الجمعيات بديلا عن بيت مال المسلمين الذي يقوم بمهمة دعم الطبقات غير القادرة وتوفير الحياة الكريمة لهم في ظل مبدأ التكافل الاجتماعي في الإسلام, بالإضافة إلى اضطلاع هذه الجمعيات الأهلية بمسئوليات أخرى منها إنشاء العيادات والمستشفيات الخيرية و تحفيظ القرآن ونشر الوعي الديني ومحو الأمية والحج والعمرة وإنشاء المساجد والمعاهد الأزهرية ودور الحضانة ومراكز التأهيل للمعوقين والمكتبات وغيرها من مشروعات النظافة والتشجير وتنمية المجتمع في كافة المجالات, ويسهم ذلك في خفض معدلات الجرائم وتوفير الأمن للمجتمع بكل فئاته وتوفير متطلبات الحياة لفئات غير قادرة على الوصول لسد احتياجاتها الضرورية , وما يسهم به المستثمر يعتبر صدقة جارية له لا يعلم إلا الله سبحانه وتعالى مقدار ما يحصل عليه من أجر في حياته ويستمر إلا بعد وفاته, كما ينفع الأبناء والأحفاد حيث ينتفع الأبناء في الدنيا والآخرة بصلاح آبائهم أكثر بكثير من انتفاعهم بالثروة المادية, كما أنه لا ينقص على الإطلاق من مال المستثمر كما أوضحنا سابقا.
كما يدخل في مجال المسئولية الاجتماعية الاختيارية التبرعات النقدية والعينية للمشروعات الخيرية والخدمية التي تقوم بإنشائها الدولة من مدارس ومستشفيات وغيرها.

10- آداب وأخلاقيات المهنة :
تتمثل هذه الآداب في مجموعة أخلاقيات وسلوكيات حميدة يجب أن يتحلى بها مديرو منظمات الأعمال عند قيامهم بأعمالهم ومن أهمها : 
10/1- البعد عن الغش بكل صوره وأشكاله:
امتثالا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من غشنا فليس منا).
10/2- التخلص من آفة الوساطة والمحسوبية بشكل كامل وفى كل المواقف (تعيين العاملين – نقلهم – منحهم مكافآت – ترقيتهم ...):
حيث يجب أن تخضع هذه الأمور بشكل كامل للكفاءة والجدية والالتزام وإحقاق الحق والبعد عن تغليب الأهواء الشخصية و شهادة الزور, حيث أن المدير أيا كان موقعه في المنظمة عندما يتخذ قرار بتعيين موظف أو منحه حافز أو ترقيته وهو غير مستحق بل يستحق ذلك شخص آخر أكثر منه كفاءة في العمل عند ذلك يكون شاهد زور وغاش للمجتمع الإسلامي ومعاونا لغيره على الكسب الحرام ومشجعا على انتشار الفساد والإهمال في العمل كل ذلك مجاملة لإنسان آخر إرضاء له من دون الله, والأولى به إرضاء الله عز وجل لأن رضا البشر لا يتحقق إطلاقا إلا إذا رضي الله سبحانه وتعالى عن الإنسان.

10/3- عدم التعامل مطلقا مع الموظفين ضعاف النفوس من الجهات الرقابية:
الذين يخونون الأمانة ويخالفون قوانين وتعليمات جهة عملهم من أجل الحصول على رشاوى من أصحاب الأعمال لمساعدتهم على مخالفة القوانين والتهرب من الالتزامات, فخيرا لصاحب العمل الالتزام بالقوانين لأن ذلك سيحمله بتكاليف ولكن سيوفر له الرشاوى المدفوعة وسيبعده عن لعنة الله سبحانه وتعالى التي في انتظار الراشي والمرتشي والرائش مع علمه التام أن التزامه بالحلال لن ينقص من رزقه شيء وتحريه الحرام لن يزيد في رزقه شيء, إنما يختار الإنسان بين أن يحصل على رزقه الذي قدره له الله من حلال أو من حرام.

10/4- البعد عن الصفقات والأعمال الحرام أو التي فيها شبهة أو خلاف على حرمتها:
مهما كانت المكاسب المنتظرة من هذه الأعمال لأن الرزق محتوم ومحدد ولا يزيد بتحري الإنسان الحرام ولا ينقص بتحريه الحلال, و يجب الاستعانة بمستشار ديني متخصص ليكون مرجعا دائما لرجل الأعمال عند اتخاذ أي قرار أو الدخول في أعمال أو صفقات.

10/5- على المدير أو الرئيس في الإدارة الوسطى أو الإشرافية الذي يعمل بالمنظمة وليس بصاحبها عدم منافقة صاحب العمل على حساب مرؤوسيه:
فمن الملاحظ أن بعض أصحاب الأعمال يسعون إلى تعظيم أرباحهم على حساب العاملين مستعينين بالمديرين والرؤساء للضغط على مرؤوسيهم وظلمهم في المكافآت والحوافز وزيادة ساعات العمل وحرمانهم من الأجازات وغير ذلك, لذا فإنه يجب على المدير أو الرئيس أيا كان موقعه إرضاء الله سبحانه وتعالى في كل تصرفاته فلا يقبل أن يظلم عامل أو موظف إرضاء و نفاقا وتقربا لصاحب العمل , كما لا يقبل أن يظلم صاحب العمل بأن يوافق على إهمال أو تكاسل من جانب المرؤوسين فعليه إحقاق الحق وإعطاء كل ذي حق حقه كاملا, العامل يأخذ حقه المقابل لما يقوم به من أعمال وصاحب العمل يأخذ حقه من العامل ببذل الجهد وإتقان العمل مقابل ما يحصل عليه من أجر وليعلم المدير أو الرئيس أنه لن يفوته رزقا قدره له الله فيقوم بعمله بالشكل الذي يرضى الله لأن الرزق عنده سبحانه وتعالى وليس عند صاحب العمل.

10/6- الالتزام بالصدق في المعاملات:
والصدق في تحديد أسعار المنتجات والبعد عن كل أشكال (الاحتكار- المغالاة في الأسعار– استغلال الظروف والفرص – التغرير بالمستهلك خاصة إن كانت معلوماته بسيطة بخصوص ما يشتريه  - الربا – تطفيف الكيل- الظلم – الغش ...).
              موقف الشريعة الإسلامية من ( ملك اليمين )
    في إحدى القنوات الفضائية كان لقاء المذيعة بالشيخ ( عبد الرؤوف عون ) الذي تحدث عن موضوع ( ملك اليمين ) , وأوجز ما قاله ودعا إليه الشيخ في :
- لا يوجد دليل في القرآن أو السنة على حرمة ملك اليمين بل توجد أدلة على جواز ذلك .
- يمكن للمرأة أن تقول للرجل " ملكتك نفسي " وهذا هو زواج ملك اليمين " .
- كما قال  في تبريره لزواج ملك اليمين أنهُ زواج حلال يسير لا يكلف أعباءً مالية ولا يحتاج للذهاب لمأذون وإنما يقوم على الثقة بين الطرفين, كما انهُ يُبيح للمرأة عدم إرتداء الحجاب بصورة شرعية .
- كما أضاف ( وجدت أنه يباح في الإسلام للمرأة ملك اليمين أن تكشف شعرها وتلبس إلى الركبة وملابس نصف كم في الشارع ، وليس هذا بحرام لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الوارد في الصحاح "عورة الرجل في الصلاة ما بين سرته وركبته، وعورة الأمة كعورة الرجل" .
- ودعا الشيخ السيدات المتبرجات إلى زواج ملك اليمين وبذلك يتحللن من الحجاب الشرعي وتكون عورتهن مثل عورة الرجل ولا تأثم المرأة ولا يأثم الرجال الناظرين لها في الشارع .
- كما أكد أن هذا مخرج للفنانات والراقصات وغيرهن ممن يقمن بالمخالفات الشرعية حيث يعفيهن من عقوبة المخالفات التي يرتكبنها .
- وتابع الشيخ  ( نسبة كبيرة من الفتيات المسلمات لا تستطيع الإلتزام بالحجاب ولا هي مقتنعة به  فجاءت الفكرة طالما أن الله أباح للمرأة ملك اليمين، فمن الممكن أن تكشف شعرها ولا تلتزم بالحجاب المتعارف عليه بيننا، ولها الحجاب الخاص بها، وهو إخفاء ما بين السرة والركبة وكان عمر بن الخطاب يمشي بالشارع فإن وجد ملك يمين مغطاة وتلبس حجاباً يزيل عنها الحجاب وسيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: " كان إماء عمر يخدمننا وشعورهن تتدلى على صدورهن ") .
    وقد تتبعت آراء السادة الأفاضل ( علماء الأزهر الشريف ومفتي الجمهورية وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية ) الذين أكدوا على عدم صحة هذه الإدعاءات الباطلة التي تدعو لإنتشار الفواحش والرذائل في المجتمع والسعي لتغييب المرأة وسلب إنسانيتها وعودة الرق والعبودية , لذا فإنني أقدم تعليقا على ما دعا إليه الشيخ مسترشدا برد السادة العلماء , من خلال العرض الموجز للنقاط الآتية :
أولا : مصادر الرق قبل الإسلام وبعده
    جاء الإسلام والرق شائع في أمم الأرض كلهم ومن مصادر عديدة منها :
-         أسرى الحروب .
-          السرقة والخطف أوالإحتيال على أخذ الحر غدراً وخيانة وبيعه .
-         أن يصير المدين عبدا للدائن إذا لم يتمكن من الوفاء بدينه .
-         أن يبيع الرجل أبنائه لعدم قدرته على إعالتهم .
   وقد ضيقت الشريعة الإسلامية هذه المصادر للرق وقصرته على ( أسرى الحروب المشروعة ) فقط  وكان الرق لأسرى الحروب كما يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله مقابل القتل وليس مقابل الحرية فيسترق الأسير بدلا من قتله , كما كان ذلك بهدف إعطاء المسلمين الفرصة لعرض الإسلام على الأسير لإعتناقه أو إعطاءه فرصة فداء نفسه أي سعيا لإدخال هذا الأسير في الإسلام وتحريره , كما أنه متاح لولي أمر المسلمين العفو عن الأسرى , أو إفتداء قومهم لهم بالمال , أو قتلهم , أو إسترقاقهم , حسب رؤيته لمصلحة المسلمين ( فقد عفا الرسول صلى الله عليه وسلم عن أسرى غزوة بدر بعد تنفيذهم لشرط تعليم ومحو أمية عدد من المسلمين , ونزل القرآن بعد ذلك بأنه كان يجب عليه قتلهم ( لا إسترقاقهم ) , كما قال صلى الله عليه وسلم لأهل مكة بعد أن فتحها ( إذهبوا فأنتم الطلقاء ) .
   وقد سد الإسلام منابع الرق والعبودية لبشر من دون الله فقد حرم الرق بسبب الدين بقول الله تعالى " فإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خيرا لكم " , كما حرم بيع الرجل أبنائه للحاجة بقول الله تعالى " نحن نرزقهم وإيّاكم " (سورة الإسراء، الآية 31)  " وما من دابّة في الأرض إلاّ على الله رزقها" (سورة هود، الآية 6) , كما حرم الإسلام السرقة والإحتيال والغش والظلم بكل أشكاله .
   وحصر الإسلام دائرة الرق فيما أخذ من طريق الجهاد المشروع ، ثم سعى لتحرير الأرقاء ، ورغب في ذلك ترغيباً ظاهراً بفتحه وتكثيره لمجالات العتق، ككفارة , وصدقة وقربى لله .

   أما في عصرنا هذا ومع وجود ضوابط لتبادل الأسرى بموجب الإتفاقيات الدولية , فلا مجال أيضا لهذا المصدر من مصادر الرق فيتم تبادل الأسرى بعد إنتهاء الحرب , وفق ضوابط حددتها الأمم المتحدة , وهذا يقي أسرى المسلمين أيضا من الوقوع في الرق والعبودية  , حيث توجد قاعدة فقهية تجعل درء المفاسد أولى من جلب المنافع .

  وما قدمته الأمم المتحدة في عصرنا هذا من الإلزام بتبادل الأسرى ليس بجديدا فهذا المبدأ قد شرعه رسولنا صلى الله عليه وسلم " كما في حديث أياس بن سلمة عن أبيه أنّه أخذ امرأة من العرب رقيقاً بعد غزوة فزارة ، فما زال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يطلب منه أن يهبه هذه المرأة حتّى فعل ، فبعث بها رسول الله إلى مكّة وفدى بها ناساً من المسلمين كانوا أسرى هناك " (رواه مسلم ) .

    بذلك يتضح أنه لا يوجد الآن أي مصدر للرق ولا أي مجال لإسترقاق البشر , فقد حرم الإسلام ثلاثة مصادر , وأجاز ( لم يفرض ) لولي الأمر مصدرا واحدا إنتهت الحاجة إليه  .

وبالتأكيد ليس من مصادر الرق أن تطلب إمرأة من رجل أن يسترقها , بأن تقول له ( ملكتك نفسي ) , فالرق بلاء عظيم للإنسان والمجتمع الذي يبتلى به , وليس مطلبا يسعى المجتمع المسلم إليه , فهل عند الشيخ دليل على أن هذا أحد مصادر الرق المباحة ؟ وهل عنده دليل على أنه للمرأة أن تتحلل من فريضة فرضها عليها خالقها بأن توبق نفسها في الرق تحايلا على الله عز وجل بباب يسقط عنها الفريضة ؟!
  
ثانيا : فتح الإسلام الباب للعتق والتحرير
فتح الإسلام للأرقاء الموجودين قنوات كثيرة  ليتحرروا منها فشرع تحريرهم في :
-          كفارة اليمين .
-         كفارة القتل الخطأ .
-         كفارة الظهار .
-         كفارة الإفطار يوماً من رمضان عمداً بالجماع .
-         إباحة استمتاع السيد بالجارية حتي إذا ولدت تحول وضعها من جارية إلي أمة , ولا يجوز بيعها أو التصرف فيها مثل باقي الرقيق , وتصبح حرة بعد موت سيدها هي وأولادها .
-         جعل تحريرهم من ضمن العبادات التي يتقرب بها المسلمون إلي الله عز وجل , يقول تعالي " فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة " ( سورة البلد : 11 , 12 , 13 ) , ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم " من أعتق رقبة مسلم أعتق الله تعالي بكل عضو منه عضوا من النار ) .
-          حددت الشريعة الإسلامية مصارف الزكاة ومنها ( في الرقاب ) , أي على المسلمين بذل أموالهم لتحرير الرقيق , وأيضا على ولي أمر المسلمين استخدام جزءا من حصيلة الزكاة في تحرير الرقيق .
-          شرع الإسلام عقد المكاتبة بين العبد وسيّده ، ( يشتري العبد نفسه من سيّده بمبلغ من المال، ثمّ ينصرف إلى العمل لتحصيل هذا المبلغ ، ويساعده المسلمون من زكاة أموالهم , حتّى إذا دفع المبلغ نال حرّيته ) , ولم يكن هذا الأمر معروفاً قبل الإسلام .
-        فرض الإسلام على السيّد إذا ضرب عبده ضربا مبرحا وجوب تحريره  , ويستحب تحريره إن كان الضرب غير مبرح  , فقد قال رسول الله  صلّى الله عليه وسلّم لأبو عبيدة عندما كان يضرب عبداً له  " الله أقدر عليك منك عليه " , فأدرك أبو عبيدة خطأه وقال فوراً يا رسول الله هو حرّ لوجه الله ,  فقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم " أما لو لم تفعل للفحتك النار"  رواه مسلم .
-        إذا أعتق مسلما نصيبا له في رقيق وجب عليه سداد ثمن الجزء الباقي لأصحابه وعتق العبد .
-        يعتق العبد إذا ملكه ذو رحم له قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من ملك ذا رحم محرم فهو حر " رواه مسلم .

ثالثا : أوجب الإسلام حسن معاملة الرقيق
    أكدت شريعة الله عز وجل على معاملة الرقيق أو العبيد والإماء بأحسن معاملة كبشر لهم حقوق البشر, من هذه الحقوق الإشباع الجنسي , فمسموح للعبد أن يتزوج من الأمة ويكون سيدها هو الولي , ومسموح للسيد فقط أن يعاشر الأمة غير المتزوجة معاشرة الأزواج حتي يشبع رغبتها كأنثي فإن حملت صارت حرة .
   كما حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الإحسان إلى الرقيق وتعلميهم وتأديبهم وإكرامهم وإعانتهم , ومما ورد عنه صلى الله عليه وسلم .
-         روى أبو ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم , فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ويلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم فوق طاقاتهم فيما تستعملونهم , فإن كلفتموهم فأعينوهم " .
-         روى أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا يدخل الجنة سيء الملكة أكرموهم إكرامكم لأولادكم , وأطعموهم مما تأكلون " .
-         عن قتادة رضي الله عنه : " كان من آخر كلام النبي صلى الله عليه وسلم " الصلاة وما ملكت أيمانكم " .
    فقد كان الوضع قبل الإسلام لا يتضمن أية تشريعات أو ضوابط تحمي الرقيق من تسلط الملاك , فلم تكن هناك أية مسئولية جنائية لو قتل السيد مملوكه أو خصاه ، أما في الإسلام يقتل الحر بالعبد ويخصي الحر لو خصي عبده ، وقبل الإسلام كانت الأمة مشاع للأسرة بأكملها في العلاقات الجنسية ، بل يمكن للسيد أن يؤجرها لممارسة الزني ، وحرم ذلك في الإسلام ، بل ولا يحق لسيدها نفسه أن يباشرها لو زوجها لعبد أو سيد ، وفي وقت كان الرومان يستمتعون بمصارعة الرقيق للرقيق حتي الموت ، حرم الله ذلك علي المسلمين لحماية الإسلام لأرواح البشر كافة ومنهم الرقيق .

أخيرا أوجز ردي على الشيخ في النقاط الآتية :
-         ليس في كتاب الله تعالى أو في سنّة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم نصّ يبيح الرقّ، مع أنّ هناك آيات وأحاديث كثيرة تنصّ على إباحة أحكام شرعية ، ممّا يؤكّد أنّ إباحة الرقيق لم تكن إلاّ من قبيل التعامل مع الواقع , مع وضع الضوابط الشرعية للحد منه تدرجا في القضاء عليه نهائيا مثل التدرج في تحريم الخمر , أو من قبيل المعاملة بالمثل للأعداء في الحروب .
-          
-         ليس في كتاب الله تعالى نصّ يُبيح الإسترقاق بسبب الحرب. إنّما الآية الكريمة صريحة أنّه بعد إنتهاء الحرب وأخذ أسرى المشركين، فالحكم الشرعي فيهم إطلاق سراحهم إمّا مقابل فِدية ، وإمّا منّاً بدون مقابل حيث قال تعالى " فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب، حتّى إذا أثخنتموهم فشدّوا الوَثاق فإمّا منّا بعدُ وإمّا فداءً حتّى تضع الحرب أوزارها " ( سورة محمد، الآية 4 ) .
-          
-         ليس في كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم أي دليل على أن أحد مصادر الرق أو ملك اليمين ( إرادة الحرة ذلك لعدم رغبتها أو إقتناعها بالحجاب وسعيها للتخلص منه ! ) .
-          
-         أعطى الإسلام للرقيق حقوقا تؤكد للبشرية على إعتبار الرقيق بشر وأن البشر جميعا متساوون أمام الله عز وجل ( لا فرق بينهم إلا بالتقوى والعمل ) , فالإسلام قد جاء ومن بين أسمي أهدافه أن يصفي الرق ومــلك اليمين ، ولم يأت ليقنن أوضاع الرق ليستديم .
-          
-         كرم الله تعالى الإنسان بلا قيد أو شرط ( لكونه إنسان ) حيث قال تعالى " ولقد كرّمنا بني آدم " ( سورة الإسراء ، الآية 7 )  , كما منحه الله تعالى الحرّية الكاملة في كلّ أعماله الاختيارية حيث قال تعالى " وقل الحقّ من ربّكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " ( سورة الكهف ، الآية 26) , وأكد رب العزة على عبودية البشر جميعا لله وحده بقوله سبحانه وتعالى  " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً " ( سورة النساء، الآية 36 ) .

-         حرم الإسلام إسترقاق الحر حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم " ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثمّ غدر ، ورجل باع حراً فأكل ثمنه ، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يُعطه أجره "  رواه البخاري , أي أن الإنسان الذي يسترق حرا ويبيعه يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم خصمه يوم القيامة , فما بال الحر الذي يبحث بنفسه عن العبودية لغير الله ؟!


-          فرض الله الزكاة على رؤؤس الأموال التي تزيد على نصاب معين وليس على عائد هذه الأموال , لأن المشرع سبحانه يريد دفع هذا المال إلى الإستثمار والإنماء حتى لا تأكله الزكاة , وقد أعفى المشرع العظيم ( الرقيق ) من الزكاة لعدم رغبته سبحانه وتعالى في تنمية هذا المال أو تشجيع هذه التجارة أو الإستثمارفي هذا المجال , بل القضاء عليه .


-         فرض الله الحجاب على المرأة ( لحفظ الأعراض , وطهارة القلوب , وتحقيق مكارم الأخلاق , تحقيق العفة والكرامة للمرأة فلا يستمتع بها غير زوجها , وقطع الأطماع والخواطر الشيطانية للمعتدين , وحفظ الحياء الذي هو شعبة من شعب الإيمان , ومنع الزنا والإباحية فالعين تزني وزناها النظر والأذن تزني وزناها السمع واليد تزني وزناها اللمس , ولحفظ الغيرة للمسلمين الذين يفرض الإسلام عليهم الغيرة على زوجاتهم وبناتهم وقريباتهم ) , فلماذا يجتهد الشيخ ويجهد نفسه في القضاءعلى كل هذه الثمار من الحجاب للمرأة وللرجل وللمجتمع , ويسعى للتخلص من الحجاب الذي يحقق كل هذا حتى ولو بإرتكاب جريمة أفظع بعودة الرق والعبودية للبشر بإختيارنا , لتتحلل النساء من ملابسهن وتشيع الفاحشة في المجتمع ؟ ثم أليس الأجدى بداعية إسلامي أن يكون جهده في دعوة المسلمات إلى الحجاب ( فريضة الله عز وجل ) ؟


-          إنَّ إستشهاد الشيخ بموقف أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب من مملوكات اليمين , وبحديث سيدنا أنس بن مالك هو دليلٌ عليه, وليس له , إذ أنَّ الحكمة من منع أمير المؤمنين لهن إرتداء الحجاب هى التفريق بينهن وبين الحرائر من النساء , وذلك لأنَّ المملوكة باليمين في ذلك العصر كانت آدميتها منقوصة ولا تعد إنساناً له ذات الحقوق والواجبات التي تتمتع بها المرأة الحرَّة , ولذلك كان ممنوعا عليهن التشبه بالحرائر , فإذا كانت ملك اليمين منقوصة الحقوق فلماذا يسعى الشيخ إلى تحويل الحرائر إلى إماء ؟

-         هل عند الشيخ دليلا على أن المرأة تمتلك نفسها ولها أن تتصرف فيها كيفما شاءت , وأن تملكها لغيرها ؟ فهل يملك الإنسان نفسه ويجوز له أن ينتحر مثلا ؟ وكيف للإنسان أن يملك بإرادته لإنسان آخر شيئا لا يملكه ؟ , فالإنسان لا يملك ماله , فالمال مال الله ونحن مستخلفون فيه ولا يجوز أن يكتسب الإنسان ماله أو أن ينفقه إلا بالطريقة التي حددها الله تعالى له , وسيحاسب على ماله من أين اكتسبه ؟ وفيم أنفقه ؟ , كما أن نفس الإنسان وجسده لا يملكه الإنسان ويخلد في النار إن قتل نفسه , ويأثم إذا أحدث ضررا لنفسه وقد حرم الله كل ما فيه ضرر للإنسان من مأكولات ومشروبات وتصرفات .

-         ألا تكفي فتاوى ( علماء الأزهر الشريف , وفضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة مفتي مصر, وعلماء مجمع البحوث الإسلامية ) لحسم الموضوع وإنهاء المشكلة ؟ , أم لا يزال الشيخ يصر على أنه أعلم بدين الله من كل هؤلاء ؟ وأنه دون غيره أهل للإجتهاد في هذا الموضوع ؟

-         يقول الشيخ أن نسبة كبيرة من الفتيات المسلمات لا تستطيع الإلتزام بالحجاب ولا هي مقتنعة به  , ومن هنا جاءت له فكرته في تقنين ذلك , هل معنى ذلك أن الله تعالى فرض على المسلمين فروضا يصعب على البعض إقامتها ؟ ( حاشى لله ) فدين الله يسر لا مشقة فيه لأحد , ولا يصعب على إنسان تنفيذ فروضه , وعند وجود صعوبات فإن المشرع سبحانه قد شرع رخصا لها مثل ( عدم صيام المريض والمسافر – الجمع والقصر في الصلاة – الحج لمن استطاع إليه سبيلا – الزكاة على ما زاد على نصاب معين ...... ) فالمسلمة التي تستصعب فرضا فرضه عليها خالقها لتحقيق العفة والطهارة لها وللمجتمع ( مسلمة عاصية آثمة ) , والمعصية والإثم والجرم أكبر إن هي كانت غير مقتنعة وغير راضية بأحكام الله وترد الحكم عليه سبحانه , وما هي الحلول عند الشيخ إذا استصعب مسلما فريضة الصلاة أو الصيام أو الزكاة أو الحج , أو كان غير مقتنع بأيا منها ؟ هل له من مخرج ينقذه من العقوبة ويجعله لا يأثم إن لم يقيم فريضة فرضها عليه الخالق سبحانه ؟ ثم هل كثرة العصاة لله تعالى يفرض على الشيوخ والعلماء الأجلاء والدعاة الإجتهاد في إبتكار أبواب تقي العصاة من العقوبة ؟ أم يفرض هذا عليهم جهدا أكبر لتعليم المسلمين أمور دينهم , وحثهم على تقوى الله والإلتزام بفرائضه ؟ , وهل موضوع ( البحث عن وسائل وتدابير تعفي المسلمين من إقامة فروض الله عز وجل ) هو من أبواب إجتهاد علماء الإسلام والدعاة ؟!
 دكتور
 عبد المنعم أحمد محمد المنسي