الشريعة
الإسلامية دين ودولة ومنهج متكامل للحياة
يعتقد الكثير من المسلمين وغير المسلمين أن تطبيق الشريعة الإسلامية إنما
يقصد منه فقط تطبيق وإقامة وتنفيذ الحدود التي تمثل عقوبات لجرائم حرمها الإسلام ,
على الرغم من أن هذه الحدود هي آخر ما يطبق في المنهج الإسلامي الذي جاء لتنظيم
الحياة كلها بكل جوانبها , ومجالاتها وميادين النشاط , والاهتمام بالإنسان روحا
وجسدا , فلم يهتم الإسلام بالعقيدة فقط أو العبادات وإنما تضمن منهجا كاملا من
الآداب والأخلاق والعبادات والمعاملات من أجل إصلاح الدنيا والآخرة معا .
فالشريعة الإسلامية منهج و دستور لحياة البشر يتضمن :
أولا : النظام الاقتصادي :
يعتقد معظم المهتمين
بالمشكلة الإقتصادية والمتخصصين في الاقتصاد أن المشكلة الاقتصادية تتمثل في (ندرة
الموارد الاقتصادية وتعدد الحاجات الإنسانية ) ويعني هذا أن حل المشكلة في تحديد
النسل وقلة عدد السكان , ولكن القرآن
الكريم حدد المشكلة الإقتصادية وحلها في قول الله تعالى " وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة
الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار " والمقصود بالظلم الاقتصادي سوء توزيع
النعم والثروات بين أفراد المجتمع حيث تنعم فئة صغيرة من المجتمع بمعظم ثرواته
وتعيش الغالبية تحت خط الفقر , أما الكفران فهو جحود النعم وعدم استغلالها
الاستغلال السليم بما يحقق النفع للمجتمع أو استثمارها بطريقة خاطئة أو ضارة وبالتالي فإن الموارد البشرية هي حل المشكلة وليست
سببا فيها فالمورد البشري تقع عليه مهمة استغلال الموارد المادية الإستغلال الأمثل
بما يحقق النفع للمجتمع وأيضا تحقيق العدالة الإجتماعية بين أفراد المجتمع
يتضمن النظام الاقتصادي في الإسلام منهجا
متكاملا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لتنظيم كافة الأمور التي لها
علاقة بالاقتصاد , يمكن إيجازه في النقاط الآتية :
1-
المال مال الله
تعالى ونحن مستخلفون فيه
يتضح ذلك من قول الله تعالى :
-
"وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما
آتاكم" ( الأنعام : 165 ) .
-
"وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه" ( الحديد :7 ) .
2-
الله سبحانه وتعالى بيده كل مقومات الاقتصاد
يتضح ذلك من قول الله تعالى :
- " فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل
السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا "
( نوح : 10-12 ) .
- "والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي
وأنبتنا فيها من كل شيء موزون وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين. وإن من
شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من
السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين " ( الحجر: 19-22 ) .
- " ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها
معايش قليلا ما تشكرون "( الأعراف : 10 ) .
3-
نعم الله ورزقه لا نهاية له ولكن يشترط للحصول عليه تقوى الله وطاعته .
و
يتضح ذلك من قول الله تعالى :
-
" ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم
يطمع أن أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيدا سأرهقه صعودا " ( المدثر : 11-17) .
-
" كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه
غضبي فقد هوى " ( طه : 81 ) .
-
"ويستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من
فضله والكافرون لهم عذاب شديد " ( الشورى :26 ) .
- "ولو بسط الله
الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير"
(الشورى : 27) .
-
"ولو أن أهل القرى
آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا
يكسبون" ( الأعراف :96 ).
4- فرض الله تعالى على المسلمين كل
ما يساعد على تنمية الاقتصاد وتحقيق الرخاء والتقدم للمجتمع
حيث
فرض الله تعالى على المسلمين :
-
العمل الحلال لكسب الرزق .
-
فرض الله تعالى على الأبناء البالغين الإحسان للوالدين
والإنفاق عليهما إذا كانا محتاجين .
-
فرض الله إقامة العدل بين الناس حيث قال تعالى
"إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر
والبغي" (النحل :90) كما قال سبحانه
"يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو
الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن
تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا" (النساء
"135) .
- فرض الله تعالى
الزكاة على الأغنياء وجعلها حق للفقراء حيث قال تعالى "وأقيموا الصلاة وآتوا
الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون" (النور :56 ) كما قال سبحانه "وفي
أموالهم حق للسائل والمحروم" (الذاريات : 19) .
- فرض الله تعالى
استثمار الأموال في المجالات النافعة للمجتمع والتي تحقق له الاكتفاء الذاتي , مع
التركيز على السلع والخدمات الضرورية , مع تحمل المستثمر كافة مسئولياته
الاجتماعية من رعاية لمصالح وحقوق العاملين لديه ورعاية لمصالح الفقراء والمحتاجين
وتنفيذ متطلبات حماية البيئة والمحافظة عليها .
-
فرض الله التعامل العدل والسماحة في البيع والشراء
والقضاء والاقتضاء .
-
فرض الله تعالى الوفاء بالعهد لقول الله تعالى "
يأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود " (المائدة 1).
- فرض الله تعالى
إعطاء كل ذي حق حقه كاملا وعدم تطفيف الكيل لقول الله تعالى " فأوفوا الكيل
والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم " (الأعراف 85).
-
فرض الله تعالى المنافسة الشريفة التي تقوم على تكافؤ
الفرص .
5- حرم الله تعالى على المسلمين كل
ما هو ضار ومخرب للاقتصاد
فقد حرم
الله تعالى الأفعال الآتية والتي لها آثار سلبية على الاقتصاد :
- الربا
: حيث قال تعالى "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه
الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا
فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب
النار هم فيها خالدون يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار
أثيم" (البقرة : 275 – 276 ) .
- السحب
على المكشوف وتصرف الفرد في أموال ليست مملوكة له .
-
السرقة : حيث قال تعالى "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا
نكالا من الله والله عزيز حكيم" ( المائدة : 38 ) .
-الاحتكار
: حيث قال تعالى "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله
فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم
هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون" (التوبة :34 – 35 ) .
- أكل
أموال الناس بالباطل كالرشوة والنصب والغبن والغرر والحيل والتدليس حيث قال تعالى "ولا تأكلوا أموالكم بينكم
بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم
تعلمون" ( البقرة : 188) .
- الظلم
بكل أشكاله والاستغلال والغش فقال تعالى "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم
بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون" (الأنعام :82 ) كما قال سبحانه "ولا
تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين" ( هود :85 ) كما قال سبحانه
"إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون
سعيرا " (النساء :10) .
-
التبذير والإسراف حيث قال تعالى "وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا
تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا" (
الإسراء : 26 – 27 ) .
-
التجارة في الخمور والمخدرات والمحرمات ( كل ما هو ضار للفرد والأسرة والمجتمع ) .
-
اكتناز المال وعدم استثماره في مجالات الاستثمار النافعة للمجتمع .
6-
نظم الله تعالى كافة الأعمال التي لها تأثير على الاقتصاد ووضع لها الضوابط التي
تدعم آثارها الإيجابية وتقضي على آثارها السلبية
من هذه
الأعمال التي نظمها الله تعالى بحيث تتم بالطريقة التي تؤدي إلى التنمية والتقدم
للمجتمع :
-
اقتناء و بيع وشراء الأسهم والسندات و المضاربة في
البورصة .
-
كافة العقود البيعية الآجلة .
-
البيع والشراء بصفة عامة .
-
كافة عمليات الإنتاج والتوزيع .
-
المواريث .
-
أعمال البنوك .
-
التأمين على الحياة والممتلكات .
- يضمن النظام الاقتصادي
الإسلامي لكل مواطن يعيش في الدولة الإسلامية بغض النظر عن ديانته أو اعتقاده
:(إتاحة الفرصة لكل قادر على العمل ودخل مناسب من بيت المال لكل من هو غير قادر
على الكسب - حرية الملكية بدون حدود أو
قيود - حق الحياة - حق الكرامة - حق الحرية في العقيدة – حرية إبداء الرأي - حق التعليم والعلاج المجاني- حق كل مواطن في
المأكل والمسكن والمواصلات- حق كل مواطن في الزواج وتكوين أسرة – حق كل مواطن في
الأمن على نفسه وممتلكاته) .
7- تضمن النظام
الاقتصادي الإسلامي أساليب مناسبة للاستثمار لا تتضمن ربا أو غرر أو غبن أو قمار أو
ظلم أو استغلال وهي :
-
المضاربة .
-
المرابحة .
-
المشاركة .
-
القرض الحسن ( لظروف اجتماعية خاصة ) .
-
التأجير التمويلي .
-
بيع السلم .
ثانيا : النظام المالي :
يمكن إيجاز أهم ملامح النظام المالي في الشريعة
الإسلامية في النقاط الآتية :
1- إيرادات النظام المالي الإسلامي
- الزكاة : تعتبر أهم تكليف شرعي , قرنه الله تعالى بالصلاة بحيث لا
تقبل الصلاة بدون إخراج الزكاة , والصلاة عماد الدين من أقامها أقام الدين ومن
هدمها فقد هدم الدين .
- الجزية : تكليف لغير المسلمين الذين يعيشون في دولة الإسلام حيث
تقوم الدولة الإسلامية بحمايتهم ورعاية مصالحهم , وحتى تتحقق المساواة بينهم وبين
المسلمين فيما يقدمونه من تضحيات , حيث يتحمل المسلمون الزكاة .
- خمس الغنائم : والغنائم هي الأموال التي يحصل عليها المسلمون من
الغزوات والمعارك وتقسم الغنيمة إلى خمسة أجزاء أربعة أجزاء للمحاربين وجزء لبيت
المال .
- الخراج : وهو تكليف يفرض على الأرض المفتوحة مثلما تفرض الجزية على
الأشخاص.
- عشور التجارة : تماثل الضريبة الجمركية حيث تفرض على التجار الذين
يقومون بنقل بضاعتهم إلى أقاليم مجاورة .
- ما يستجد من تكليفات تحتمها حاجة المجتمع عند نفاذ ما في بيت المال
أو عدم كفايته .
2- خصائص السياسة المالية في الإسلام :
تتسم السياسة المالية في الإسلام بأنها سياسة تقوم على المبادئ
الآتية :
-
أنها سياسة ذات إطار أخلاقي تقوم على
العدالة والملائمة وتستهدف تحقيق مصلحة المجتمع بالكامل وعدم التركيز على زيادة
الحصيلة فقط .
-
أنها سياسة لا ربوية .
-
أنها سياسة متعددة الموارد .
-
أنها سياسة تقوم على التوازن والاعتدال (
سياسة ضد الإسراف والتقتير وتقوم على ترشيد الإنفاق العام ) .
-
تقوم على تفضيل المصلحة العامة على المصالح
الفردية .
-
تراعي حسن اختيار القائمين على الإنفاق (
ممن يتصفون بالأمانة والنزاهة والتقوى والصلاح إلى جانب الكفاءة والتخصص والعلم )
.
-
تحقق ملائمة الإنفاق للظروف التي تمر بها
الدولة ( الحرب – السلم – الرواج – الكساد ) .
3- وظائف النظام المالي الإسلامي
- ضمان حد أدنى من الدخل للذين عجزوا بوسائلهم الخاصة من حيث العمل والملكية عن توفير هذا الحد وهم ( أصحاب الحاجة من الفقراء والمساكين - عتق الرقيق عندما كان قائما – فدية أسرى المسلمين - مساعدات للأقليات الإسلامية التي تعاني من إضطهاد الأغلبيات غير المسلمة ـ الغارمون – إعانة غير القادرين على التعليم والزواج والعلاج وغير ذلك من متطلباتهم الضرورية - أية مشروعات خيرية نافعة لمحدودي الدخل ) .
- ضمان حد أدنى من الدخل للذين عجزوا بوسائلهم الخاصة من حيث العمل والملكية عن توفير هذا الحد وهم ( أصحاب الحاجة من الفقراء والمساكين - عتق الرقيق عندما كان قائما – فدية أسرى المسلمين - مساعدات للأقليات الإسلامية التي تعاني من إضطهاد الأغلبيات غير المسلمة ـ الغارمون – إعانة غير القادرين على التعليم والزواج والعلاج وغير ذلك من متطلباتهم الضرورية - أية مشروعات خيرية نافعة لمحدودي الدخل ) .
- تحقيق المصالح العامة مثل ( الدفاع والأمن
والصحة والتعليم والإسكان وكل ما يحقق التنمية للمجتمع ) .
- مواجهة الحالات الطارئة وغير العادية مثل
المجاعات والحروب والكوارث الطبيعية وغير ذلك .
- تحقيق التوازن والاستقرار بين أجيال الأمة
الإسلامية ( الموازنة بين متطلبات الحاضر ومتطلبات المستقبل ) .
- تخصيص الموارد الاقتصادية بمعنى توزيع الموارد الاقتصادية المتاحة
في المجتمع على الأنشطة الاقتصادية المختلفة حسب أولوياتها ودرجة أهميتها للمجتمع
.
- مراعاة اختلاف القدرات والإمكانيات المالية بين الأفراد عند
تكليفهم بالتزامات مالية .
- تحقيق الرقابة على الأعمال المالية والتجارية للوصول إلى ( منع
الغش في المبيعات , وتدليس الأثمان - مراقبة المكاييل والموازين – منع الاحتكار –
منع التغرير والظلم وأكل أموال الناس بالباطل – منع الربا في التعاملات – منع
البيوع والمعاملات غير الشرعية ) .
4-المحاسبة في القرآن الكريم
فَحَاسَبْنَاهَا
حِسَابًا شَدِيدًا (الطلاق: 8])
يُحَاسَبُ
حِسَابًا يَسِيرًا (الانشقاق: 8)
وَنَضَعُ
الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا
وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا
حَاسِبِينَ (الأنبياء: 47)
وَكَفَى
بِاللَّهِ حَسِيبًا (النساء: 6)
إِنَّ
اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (النساء: 86)
وَاللَّهُ
يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (البقرة: 212)
وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ
رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا
نُكْرًا (الطلاق: 8)
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ
آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ
مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ
وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (الإسراء: 12)
هُوَ
الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ
لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا
بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (يونس: 5)
قَالَ
اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (يوسف: 55)
وَابْتَلُوا
الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا
فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا
أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا
فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ
فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (النساء: 6)
أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا
وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (البقرة: 202)
ثُمَّ
رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ
الْحَاسِبِينَ (الأنعام: 62)
وَالَّذِينَ
كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآَنُ مَاءً حَتَّى
إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ
حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (النور: 39)
وَزِنُوا
بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (الإسراء: 35)
أَوْفُوا
الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (الشعراء: 181)
وَيْلٌ
لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ
(2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) (المطففين: 1-3)
ولِتَعْلَمُوا
عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ (يونس: 5)
يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ
اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (القصص: 26)
إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ (النحل: 90)
أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8)
وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)( الرحمن:
8-9).
وَلَا
يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ (البقرة: 282)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا
بِالْعُقُود (المائدة: 1)
وَأَوْفُوا
بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (الإسراء: 34)
إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً
تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا
(البقرة: 282)
إنَّمَا
الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا
وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ
اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
(التوبة: 60)
لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ
وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ
وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (النساء:
7).
يُوصِيكُمُ
اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ
نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً
فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا
تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ
أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ
السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آَبَاؤُكُمْ
وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ
اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11) وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ
أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ
فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ
دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ
فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ
وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ
امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ
كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ
وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ (12) (النساء: 11-12)
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي
الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا
نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ
كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا
إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ
اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (النساء: 176).
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ
لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ
وَابْنِ السَّبِيلِ0(الأنفال: 41)
مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ
أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى
وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ
الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ (الحشر: 7).
لَا
يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا
أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (سبأ: 3)
وَالَّذِينَ
إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ
قَوَامًا (الفرقان: 67)
ثالثا
: الإدارة في الشريعة الإسلامية
أ-
مفهوم الإدارة في الشريعة الإسلامية
يقول
الله تعالى في كتابه العزيز :
"
نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا
بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا
" ( الزخرف: 32 ) .
كما يقول الله تعالى :
" إِلَّا أَنْ تَكُونَ
تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ " ( البقرة: 282 ) .
توضح الآيتان أن المجتمع ينقسم إلى فئتين (
مديرين يقومون بالتخطيط والتنظيم والقيادة والتوجيه والرقابة , وعاملين يقومون
بتنفيذ الخطط والبرامج والنهوض بالأعمال والتكليفات المحددة لهم من قبل المديرين
).
لذا فإن الإدارة من منظور الآيتين الكريمتين
تتمثل في ( قيام المديرين بالتخطيط والتنظيم والقيادة للعاملين بما يحفزهم على
القيام بتنفيذ الخطط والأعمال بكفاءة
ومراقبتهم وتقويم أدائهم من أجل تحقيق الأهداف المنشودة ) .
كما يقول
سبحانه وتعالى :
" يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ
السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ
أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ " ( السجدة: 5 ) .
وتضيف الآية الكريمة للإدارة معنى
آخر أنها تدبير الأمور بإحكام .
ب- مبادئ الإدارة في الإسلام
-
عدم
إمكانية الفصل بين الدين والدولة، فالإسلامُ
دين ودولة.
-
الإحتكام
في كافة العلاقات الإنسانية بين البشر ( الرؤساء والمرؤسين ) إلى أحكام ومبادئ
الشريعة الإسلامية .
-
أداء كافة
الأعمال على مبادئ
وأصول الشريعة الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة فيما
يتعلق بالأحكام والعقائد والعبادات والمعاملات وذلك لجلب المصالح ودرء المفاسد .
-
تفعيل
الرقابة الذاتية وتقوى الله في كل عمل يقوم به الإنسان .
-
الإدارة
في الإسلام هي منهج إسلامي وضعه لنا خالق الكون بهدف تحقيق العبودية لله تعالى
وتعمير الكون وفق مراده سبحانه
حيث قال ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت
وأنا أول المسلمين) (الأنعام: 162-163)
.
-
أن
تكون الغايات ووسائل تحقيقها مشروعة من الخالق عز وجل .
ج- وظائف الإدارة ومهام
المدير في الشريعة الإسلامية:
1-التخطيط
1/1-التخطيط للمستقبل
لتفادي الأزمات ولتسيير الأمور وتدبيرها مع التوكل على الله سبحانه
يقول الله تعالى :
-"قال تزرعون سبع سنين
دأبًا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون. ثم يأتي من بعد ذلك سبع
شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصنون. ثم يأتي بعد ذلك عام فيه يغاث
الناس وفيه يعصرون " (يوسف 47-49 ) .
1/2-
التخطيط للمعارك وإدارتها
-" وَأَعِدُّوا لَهُمْ
مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ
عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) " الأنفال : 60 ) .
- " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا
لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ " (الأنفال: 45) -
" وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ
مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا
مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا
مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ
تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ
مَيْلَةً وَاحِدَةً " ( النساء : 102)
1/3-
التخطيط للدَّعوة الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ( التي مرت بعدة
مراحل ) :
1/3/1-
سرية الدعوة
-وقد استغرقت مدةَ ثلاث سنوات، وكانت بدايتها قول
الله تعالى للرسول صلى الله عليه وسلم " يَا أَيُّهَا
الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ *
وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ " (المدثر: 1 - 5].
- ثُمَّ جاء الأمر للرسول صلى الله عليه وسلم بإنذار
أقاربه وعشيرته فقال تعالى " وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ
"(الشعراء : 214) .
- كما حدَّد الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أسلوب
الدعوة الذي سيتبعه بقوله سبحانه " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ
بِالْمُهْتَدِينَ " ( النحل: 125) .
1/3/2- الجهر بالدعوة
أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابَه بالجهر بالدَّعوة وقد استغرق ذلك
عشرَ سنوات ، وحاول الرسولُ في هذه المرحلة جاهدًا إقناعَ قريش بقَبول دَعوته،
ولكنَّهم لَم يستجيبوا، بل اشتدت مُضايقتهم له بالسخرية والاستهزاء وبالأذى،
ولكنَّه صَمَّم وعقد العزم على إتمام رسالته، وقال قولته المشهورة عندما طلبت
قريشٌ منه التخلي عن تبليغ رسالته، عن طريق عمه أبي طالب : ( والله يا عم، لو
وضعوا الشمس في يَميني والقمر في يَساري على أن أترك هذا الأمر، ما تركتُه، حتى
يُظهره الله أو أهلِك دونه ).
1/3/3- الهجرة إلى الحبشة
بعد أنِ اشتَدَّ الأذى بالمسلمين من قبل قريش، أمر
الرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعضَ الصَّحابة بالهجرة إلى الحبشة، وكان عددُ
الصَّحابة الذين هاجروا إلى الحبشة اثني عشر رجلاً وأربعَ نسوة ، أما الهجرة
الثانية، فكان عدد المسلمين الذين هاجروا ثلاثةً وثمانين رجلاً وثماني عَشْرَةَ
إمرأة، وتُعَدُّ هذه الهجرة دليلاً قاطعًا على دقة تَخطيط الرسول لمستقبل الإسلام
، والحفاظ على أرواح المسلمين .
1/3/4- بيعة العقبة الأولى
تمت هذه
البيعة في السنة الحادية عشرة للنبوة ، وذلك عندما التقى النبيُّ - صلَّى الله
عليه وسلَّم - بوفدٍ من قبيلتي الأوس والخزرج في مَوسم الحج بمكة؛ حيثُ تَمَّت
بيعة العقبة الأولى، ويُروَى عن عبادة بن الصامت أنَّه قال: "كنت ممن حضر بيعةَ العقبة الأولى، وكنا اثني عشر
رجلاً، فبايعنا رسول الله على ألاَّ نشرك بالله ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل
أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف".
1/3/5- بيعة العقبة الثانية
في السنة الثانية عشرة للنبوة اجتمع الرسول - صلَّى
الله عليه وسلَّم - عند العقبة مع ثلاثة وسبعين رجلاً وامرأتين، وتَمَّ توقيع بيعة
العقبة الثانية .
1/3/6 - الهجرة إلى يثرب
قام الرسول صلى الله عليه وسلم بوضح خطة الهجرة
كالآتي :
- اتباع السرية الكاملة , حيثُ لَم يَعرف بأمرِ خطةِ
الهجرة إلاَّ أبو بكر وعلي بن أبي طالب، ولم يتم إبلاغهما بالخطة إلا قبل تنفيذها
مباشرة .
- نوم علي بن أبي طالب في فراش الرسول عليه الصَّلاة والسَّلام وإيهام قريش بأنَّ الرسول لا يزال في فراشه .
- القيام بالترتيبات اللاَّزمة المشتملة على إعدادِ
الراحلتين، واستئجار دليل الطريق، وتكليف أسماء بنت أبي بكر بإحضار الطعام للغار
في كل مساء .
- تضليل المشركين واستبعادهم عن الغار، وذلك عن طريق
بقاء عبدالله بن أبي بكر معهما في الليل، ومُغادرته الغار في وقتِ السَّحر؛ لإيهام
المشركين بأنه يبيت في مكة، كذلك قيام عامر بن فهيرة مولى أبي بكر برعي الغنم قربَ
مدخل الغار لمحو آثارهم وآثار إمدادهم بالغذاء والمعلومات .
- سير قافلة الرسول صلى الله عليه وسلم في طريق مغاير تمامًا للطريق المألوف .
1/3/7-
( تأسيس الدولة ) بالمدينة
- قام
صلى الله عليه وسلم في سبيل ذلك بالخطوات الآتية :
-
بناء المسجد النبوي .
- المؤاخاة بين
المهاجرين والأنصار .
- الإصلاح بين
قبيلتي الأوس والخزرج .
- عقد معاهدات
ومواثيق مع غير المسلمين .
- تنظيم الشؤون
الاقتصادية والعلاقات الاجتماعية بمّا يتطلّبه أي مجتمع منظم .
- اتخاذ مركز
للقضاء وإدارة الأُمور وهو المسجد .
- تحديد
المسؤوليات الإدارية والتكليفات والمهام .
- قتال المشركين
في عدة غزوات .
- توجيه رسائل
وإرسال السفراء والمندوبين إلى الملوك والزعماء في الجزيرة العربية وخارجها .
- عقاب اليهود
وإجلائهم عن المدينة جزاء خيانتهم ونقضهم العهود .
- تجهيز وتسيير
الجيوش والسرايا لنشر دين الله وتبليغ رسالته إلى العالم كله .
- تنصيب القضاة
وتعييّن الولاة ، وتعليمهم ( أساليب الإدارة والسياسة - الأخلاق والآداب التي جاء
بها الإسلام – منهج تعليم القرآن الكريم - جباية الزكاة والصدقات والضرائب
الإسلامية وإنفاقها على الفقراء والمعوزين- وتحقيق المصالح العامة - وفصل الخصومات
بين الناس، وحل مشاكلهم- والقضاء على الظلم والطغيان ) وغير ذلك من المهام
والصلاحيات والمسؤوليات الإدارية والاجتماعية .
2- التنظيم
2/1-الله تعالى منظم الكون
كله :
يقول الله تعالى :
-" أهم يقسمون رحمة ربك
نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات "
(الزخرف: 23) .
2/2- طاعة الله ورسوله وولي الأمر ( الرئيس ) :
- "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ
اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ
فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ
بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً" (النساء
: 59)
- "وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ
وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا
الْبَلاَغُ الْمُبِينُ" ( المائدة : 92 ) .
- قال رسول الله صلى الله عهليه وسلم :
"اسمعوا وأطيعوا وإن استُعْمِل عليكم عبدٌ
حبشيٌّ" رواه البخاري.
"إذا كنتم ثلاثة فأَمِّروا أحدكم". رواه
الطبرانيُّ بإسناد حسن
2/3- التنظيم
والإنضباط في القتال :
- "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ
فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ" (سورة الصف: 4(
.
2/4- ضرورة قيام الرئيس
بنصح وتوجيه المرؤسين لتقويم أدائهم
- "وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً
وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ
عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" [النحل: 93].
- "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ
هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ "
(النحل: 125) .
3- القيادة
3/1-توجيه عام للقادة والعامة
يقول الله تعالى:
- "وأن تعفوا أقرب للتقوى
ولا تنسوا الفضل بينكم " (البقرة: 237) .
- "الذينَ ان مكناهم في الارضِ أقاموا
الصلوةَ وءاتوا الزكوةَ وأمروا بالمعروفِ ونهوا عنِ المنكرِ... " (الحج
:41) .
3/2- المشورة والمشاركة في
اتخاذ القرار
يقول الله تعالى :
- "والذينَ استجابوا لربهم وأقاموا الصلوةَ وأمرهم
شورى بينهم ومما رزقنهم ينفقونَ " ( الشورى:38 )
- "فبما رحمة منَ اللهِ لنتَ لهم ولو كنتَ فظاً
غليظَ القلبِ لانفضوا من حولك فاعفُ عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمرِ فاذا
عزمتَ فتوكل على اللهِ إنَّ اللهَ يحبُّ المتوكلينَ" (آل عمران :159
.(
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم "
الدينُ النصيحةُ فُلنا لِمن ؟ قالَ لله،
ولرسولهِ ولكتابهِ، ولأئمةِ المسلمينَ
وعامتهِم".
3/3- العدل بين المرءوسين
يقول الله تعالى :
- " إنَ اللهَ يأمركُم أن
تؤدوا الأماناتِ إلى أهلهَا وإذا حكمتُم بينَ
الناسِ أن تحكُمُوا بالعدلِ" (النساء :58) .
- " وَلا يجرمنكُم شنئانُ قوم على ألا تعدلُوا اعدِلوا
هوَ أقربُ للتقوى " (المائدة :8) .
- "يأيها الذينَ ءامنوا كونوا قومينَ
بالقسطِ شهداءَ للهِ ولو على أنفسكُم أو الولدينِ والاقربينَ .....
" (النساء :135) .
3/4- الخصائص الجسدية
والعقلية والوجدانية والنفسية للقائد
يقول الله تعالى :
- "وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ
إنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ
الْـمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْـمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً
مِّنَ الْـمَالِ قَالَ إنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي
الْعِلْمِ وَالْـجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ
عَلِيمٌ" (البقرة: 247) .
-"فَهَزَمُوهُم بِإذْنِ اللَّهِ
وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْـمُلْكَ وَالْـحِكْمَةَ
وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ
لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ"
(البقرة: 251).
-"قَالَ رَبِّ إنِّي ظَلَمْتُ
نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"
(القصص: 169) .
-"قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ" (يوسف: 55)
-"قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ" (يوسف: 55)
-"قَالَ رَبِّ إنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ
أَن يَقْتُلُونِ * وَأَخِي هَرُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ
مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ * قَالَ سَنَشُدُّ
عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلا يَصِلُونَ إلَيْكُمَا
بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ" (القصص: 33 – 35)
.
-"قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي
أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَل
لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي * هَرُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي *
وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا *
إنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا" (طه: 25 – 35).
-"فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا * قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّـمَنِ مِمَّا عُلِّـمْتَ رُشْدًا" (الكهف:65-66 ) .
-"فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا * قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّـمَنِ مِمَّا عُلِّـمْتَ رُشْدًا" (الكهف:65-66 ) .
-"أَحَطتُ بِمَا
لَمْ تُحِطْ بِهِ" (النمل: 22) ,
تؤكد الآية صفة التواضع وعدم الغرور التي يجب أن يتحلى بها القائد .
-"رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْـحِقْنِي بِالصَّالِـحِينَ * وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ * وَاغْفِرْ لأَبِي إنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ * وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ"(الشـعـراء: 83 – 87) .
-"رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْـحِقْنِي بِالصَّالِـحِينَ * وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ * وَاغْفِرْ لأَبِي إنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ * وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ"(الشـعـراء: 83 – 87) .
-"وَإذِ ابْتَـلَى إبْرَاهِيـمَ رَبُّـهُ بِكَلِـمَاتٍ
فَأَتَمَّــهُــنَّ قَالَ إنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إمَامًا قَالَ وَمِن
ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِـمِينَ" (البقرة: 124) .
-"رَبِّ إنِّي لِـمَا أَنزَلْتَ إلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِير" (القصص: 24 ) الرغبة فيما عند الله .
-"رَبِّ إنِّي لِـمَا أَنزَلْتَ إلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِير" (القصص: 24 ) الرغبة فيما عند الله .
-"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ
كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ
وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ
عَلَى اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْـمُتَوَكِّلِينَ"(آل عمران: 159) .
-"مُحَمَّدٌ
رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ
بَيْنَهُمْ" (الفتح: 29) .
-"إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ" (الحجر: 75) .
-"إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ" (الحجر: 75) .
-"يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا
فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إنَّهُ
لا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" (يوسف: 87)
.
-"إلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ
نَصَرَهُ اللَّهُ إذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إذْ هُمَا
فِي الْغَارِ إذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ
اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ
كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا
وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (التوبة: 40) .
-عن أبي ذر- رضي الله عنه -قـلـت: يـا
رســول الله! ألا تســتعملني؟ قـال: فضـربَ بـيده على منكبي، ثم قال: «يا أبـا
ذرٍّ! إنك ضـعيف وإنـها أمانةٌ، وإنها يوم القيامة خـزيٌ ونـدامةٌ إلا مـن أخـذها
بحـقِّها وأدَّى الـذي عليه فيها» رواه مسلم.
- يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «سيدُ القومِ خادمهم» , أي ان قائد الجماعة هو
من يقوم على خدمتها ( توفير متطلباتها ).
4- الرقابة
يقول الله تعالى:
- "وقل اعملوا فسيرى الله
عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون
" ( التوبة : 105) .
- "ما يلفظ من قول إلا
لديه رقيب عتيد " ( ق : 18).
" إن الله كان عليكم رقيبا " (النساء
: 1 ) .
" يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا
أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد" ( المجادلة : 6 ) .
- " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم
نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين " (
الانبياء : 47 ) .
- " إن الله لايخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء" (سورة آل عمران :5) . -"يعلم خائنة العين وما تخفي الصدور "( سورة غافر:19) . -"واعلموا أن الله يعلم مافي أنفسكم فاحذروه" ( البقرة :235) . -"وهو معكم أينما كنتم " (الحديد :4) . -"ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب" ( التوبه :78) . |
-
سأل جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن الاحسان قال إن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فانه يراك .
-
روى الإمام البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعث معاذ بن جبل إلى اليمن يدعوهم إلى الإسلام فقال له ستأتي قوما أهل
كتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى إن يشهدوا إن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله
إلى أن قال واتق دعوة المظلوم فانه ليس بيينها وبين الله حجاب.
- بعث الرسول صلى الله عليه وسلم
رجلاً يجمع الصدقة فلما عاد الرجل بشيء من المال قال هذا لكم وهذا أهدي إلى فغضب
النبي صلى الله عليه وسلم وقال قولته المشهورة " ما بال الرجل نستعمله على
العمل مما ولانا الله فيقول هذا لكم وهذا أهدي إلي فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت
أمه فنظر أيهدى إليه أم لا " أخرجه الإمام البخاري ومسلم .
|
5
- التحفيز والدافعية
يقول الله تعالى :
-" زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير
المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا
والله عنده حسن المآب " ( آل عمران :14 ). - " فقلنا يا آدم إن هذا عدو
لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وإنك لا
تظمئوا فيها ولاتضحى " (سورة طه :117- 119) .
- " وتحبون المال حبا جما " (سورة الفجر :20) .
- " وتحبون المال حبا جما " (سورة الفجر :20) .
- " ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر " (سورة التكاثر :2،1) .
- " الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله قوي عزيز " ( سورة الحج : 40) .
- "تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وهو الذي جعل الليل والنهار خلفه لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا " .( سورة الفرقان :62،61)
- " من عمل صالحا من ذكرا أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون " ( النحل : 97) .
- " الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله قوي عزيز " ( سورة الحج : 40) .
- "تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وهو الذي جعل الليل والنهار خلفه لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا " .( سورة الفرقان :62،61)
- " من عمل صالحا من ذكرا أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون " ( النحل : 97) .
- " إن الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات
الفردوس نزلا خالدين فيها لايبغون عنها حولا" (الكهف : 107-108) .
6 – الإهتمام برأس المال الفكري :
يقول الله تعالى :
-" قال اجعلني على خزائن
الأرض إني حفيظ عليم " ( يوسف : 55 ).
" قالت ياأبت استئجره إن
خير من استئجرت القوي الأمين " ( القصص :
26) .
- استئجر رسول الله صلى الله
عليه وسلم عبد الله بن أريقط دليلا له في رحلة الهجرة من مكة إلى المدينة لتميز
عبد الله بن أريقط رغم أنه كان كافرا بالأمانة والوفاء بالعهد , وكذا لعلمه
بالصحراء وبطرق متعددة إلى المدينة , وقد سلك بالرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه
الصديق رضي الله عنه طريقا غير مألوف للعرب .
- في غزوة الخندق قال سلمان
الفارسي للرسول صلى الله عليه وسلم ( كنا بفارس إذا حوصرنا حفرنا خندقا يحول بيننا
وبين عدونا ) , فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بحفر الخندق الذي حال بين المسلمين
وبين الكفار .
7- مدخل فريق العمل .
قال الله تعالى:
"وَتَعَاوَنُواْ
عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ
وَٱلۡعُدۡوَٲنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ" (
المائدة : 2) .
-قال صلى الله عليه وسلم
"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضوا منه
تداعى له سائر الأعضاء بالسهر و الحمى " .
-عن عبد الله بن عمر رضي
الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " يد الله مع الجماعة "
, رواه البخاري .
-جاء في الحديث الذي أخرجه
أحمد وأبو داود والنسائي وحسنه الألباني(1) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم
الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم
القاصية»
- قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لأصحابه " وأنا على جمع الحطب " عندما شكلوا
فريق عمل للقيام بتحضير الطعام .
-يقول عليه الصلاة والسلام
" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضوا منه
تداعى له سائر الأعضاء بالسهر و الحمى " دليل على العمل بروح الفريق المبنى
على الحب والعاطفة .
8- مبدأ الإدارة الأبوية .
-يقول الله تعالى "
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " ( الأنبياء : 107 ) .
-فى الصحيحين من حديث معقل
بن يساررضي الله عنه قال:قال النبى صلى الله عليه وسلم "ما من عبد يسترعيه الله رعية ثم لم
يحطها بنصحه إلا لم يدخل الجنة"
.
-كان من دعائه صلى الله
عليه وسلم " اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به." , (
صحيح مسلم ) .
9- مبدأ الالتزام بالمسئولية الفردية والجماعية.
-عن عبد الله بن عمر رضي
الله عنهما: أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: (كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول
عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته
وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها، والرجل
راع في مال أبيه وهو مسئول عن رعيته، فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) رواه
البخاري و مسلم
10 -إدارة الوقت .
-عن معاذ بن جبل رضي الله
عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لن تزول قدما عبد يوم القيامة
حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين
اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به ؟ " .
-عن ابن عباس رضي الله
عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نعمتان مغبون فيهما كثير من
الناس: الصحة والفراغ ".
-عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: " إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم
حتى يغرسها فليفعل " .
11 - الإداره من واقع
الأحداث .
- كان صلى الله عليه وسلم يسير فى طرقات المدينه يتفقد أحوال المسلمين فى
حفر الخندق وكان يمر على الصحابه ليزيد من حماسهم وكان يشترك معهم فى الحفر وكان
ينشد لهم ليرفع من معنوياتهم ويقول " اللهم لا عيش إلا عيش الأخرة فارحم
الأنصار والمهاجره .
-. كان عمربن الخطاب يخرج
ليلا يتفقد أحوال الرعية وهو فيما ترويه الأحداث عن قصة " بائعة اللبن "
و قصة " أم الأيتام " .
12- الإهتمام بالجودة في
أداء الأعمال
- يقول الله تعالى: "صنع الله الذي أتقن كل
شيء" (النمل، أية: 88) .
- يقول تعالى "الذي أحسن كل شيء خلقه" (السجدة، أية: 7)
.
- عن شداد بن أوس أن
الرسول صلى الله عليه وسلم قال " إن الله كتب الإحسان على كل
شيء" رواه مسلم
- يقول الله تعالى:
"ولا تقف ما ليس لك به علم" (الإسراء، أية: 36) .
-يقول تعالى "وقل
اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله" (التوبة، الآية: 105) .
رابعا : النظام الاجتماعي
نظم الله سبحانه وتعالى العلاقات بين المسلم
وغيره من أفراد المجتمع تنظيما لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بهدف
تحقيق التعاون والمحبة والسكن والمودة
والتراحم والتكافل بين كل أفراد المجتمع وتجعل المجتمع المسلم كالجسد الواحد إذا
اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر , ويتمثل هذا النظام في جملة
آداب وأخلاقيات يجب على كل مسلم الالتزام بها , وكذا حدد الله سبحانه وتعالى
الضوابط اللازمة لكافة معاملات الفرد المسلم مع غيره من أفراد المجتمع بما يحقق
العدل وإحقاق الحق , ويمكن إيجاز أهم ملامح هذا النظام الاجتماعي في النقاط الآتية
:
1-
الآداب
فرض الله
تعالى على كل مسلم التحلي بالآداب الآتية :
-
الأدب مع النفس : يعمل المسلم على تأديب نفسه بتحقيق (
التخلي عن المعاصي والذنوب وتنفيذ كافة أوامر الله عز وجل – مراقبة الله تعالى في
كل التصرفات – محاسبة النفس على كل الأعمال – مجاهدة النفس وإلزامها بالطاعات ) .
-
الأدب مع الوالدين ببرهما وطاعتهما والإحسان إليهما .
-
الأدب مع الأولاد بحسن تربيتهم ورعايتهم وتعليمهم أمور
دينهم ومتابعة كل تصرفاتهم .
-
أدب المسلم مع زوجته وأدب المسلمة مع زوجها حيث أن الله
تعالى قد فرض على كل منهما حقوقا على الآخر .
-
الأدب مع الأقارب بصلة الأرحام والإحسان إليهم وبرهم
ومساعدتهم .
-
الأدب مع الجيران فالجار له حقوق كثيرة على جاره جعلت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يظن أن الله سبحانه وتعالى سيورث الجار في مال جاره
من كثرة وصايا جبريل عليه السلام بحق
الجار .
-
آداب عامة مع كل فرد في المجتمع الإسلامي من ( السلام
عليه – زيارته عند مرضه – تشميته إذا عطس – تشييعه عند موته – أن يبر قسمه – تقديم
النصح له – أمره بالمعروف – نهيه عن المنكر – أن ينصره إذا كان مظلوم – أن يكفه عن
الظلم إذا كان ظالما – ألا يغتابه – ألا يمسه بسوء أو يناله بمكروه – أن يتواضع له
– ألا يهجره أكثر من ثلاثة أيام – ألا يسخر منه أو يعيبه أو يقلل من شأنه أو يحقره
أو يسبه – ألا يسيء الظن به – ألا يحسده – ألا يخونه أو يغدر به – ألا يكذبه – أن
يكون سمحا في معاملاته معه بيعا وشراء وقضاء واقتضاء – ألا يغشه أو يخدعه أو يغرر
به – أن يخالقه بخلق حسن – أن يوقره إذا كان أكبر منه – أن يرحمه إذا كان أصغر منه
– أن يعفو عنه إذ أخطأ – ألا يفشى أسراره – أن يساعده إذا احتاج لمساعدته – أن
يدعو له – أن يلتمس له العذر) .
-
الأدب مع غير المسلم ( عدم إقراره على ما هو فيه من كفر
– دعوته بالتي هي أحسن للدين الحق – عدم موالاته – إنصافه ومعاملته بالعدل وإسداء
الخير له إذا كان غير محارب – إطعامه إن جاع وعلاجه إن مرض – إنقاذه من أية تهلكة
– عدم إيذائه – تقديم الهدايا له – أداء حق الجار كاملا للجار غير المسلم ) .
-
الأدب مع الحيوانات ( تقديم الطعام والشراب لها – الرحمة
بها وعدم إيذائها – عدم تكليفها من العمل ما لا تطيق – إراحتها عند ذبحها إن كان
ذبحها مباح – عدم تعذيبها عند قتلها إن كان قتلها مباح – أداء الزكاة المفروضة
عليها ) .
-
أدب المجالس ( عدم الجلوس في الطرقات إلا لضرورة مع
إعطاء الطريق حقها من غض البصر وكف الأذى ورد السلام وإرشاد الضال والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر – إذا قام أحد الجالسين من المجلس ثم عاد فهو أحق بمكانه – يسلم
على الجالسين ويجلس حيث انتهى به المجلس – لا يجلس في وسط الحلقة – لا يقيم أحد
الجالسين من مكانه ليجلس فيه هو – أن يستغفر الله عند القيام من المجلس تكفيرا لما
قد يكون قد بدر منه من ذنوب ومعاصي أثناء جلوسه ) .
-
أدب الطعام والشراب ( ينظر المسلم إلى الطعام والشراب
باعتبارهما وسيلة للتقوية على طاعة الله تعالى والقيام بواجباته نحو مجتمعه – أن
يرضى بالمتاح من الطعام ولا يعيبه – يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم – أن يأكل
بيمينه ومما يليه – ألا ينظر إلى من يأكل معه أثناء الطعام – إذا سقط منه شيء يزيل
ما به من تلوث ويأكله –ألا ينفخ في الطعام الحار – ألا يأتي فعلا فيه إيذاء لمن
حوله – ألا يأكل حتى يجوع وإذا أكل لا يشبع – أن يحمد الله تعالى بعد الطعام – ألا
يشرب واقفا بل يجلس ويبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم ويشرب على ثلاث مرات ثم يحمد
الله تعالى) .
-
أدب الضيافة ( أن يدعو لضيافته الأتقياء – ألا يخص
بضيافته الأغنياء دون الفقراء – ألا يقصد بالضيافة التفاخر والمباهاة – ألا يدعو
من يعلم أنه يشق عليه تلبية الدعوة – أن يجيب دعوة الآخرين ولا يتأخر عنها إلا
بعذر – ألا يميز في الإجابة بين الغني والفقير – أن يعجل بتقديم الطعام للضيف – أن
يبتعد عن الإسراف وعن التقتير فيما يقدمه لضيفه – أن ينصرف الضيف طيب النفس لا
يتأثر بأي تقصير قد كان في حقه ) .
-
آداب أخرى كثيرة منها أدب السفر وأدب اللباس وأدب خصال
الفطرة .
2- الأخلاق
فرض الله تعالى على المسلمين التحلي بأخلاق
عديدة منها :
-
خلق الصبر واحتمال الأذى .
-
خلق التوكل على الله ( الأخذ بالأسباب المشروعة والمباحة
مع التيقن من عدم جدوى هذه الأسباب من غير إرادة الله سبحانه وتعالى وقدرته ) .
-
خلق الاعتماد على الله تعالى ثم على النفس .
-
خلق الإيثار وحب الخير لكل أفراد المجتمع الإسلامي (
تقديم مصلحة الآخرين على مصلحته هو ) .
-
خلق العدل ( مع الله تعالى بعدم الشرك – في الحكم بين
الناس - مع الناس بإعطاء كل ذي حق حقه – بين الزوجات – مع الأولاد – في الأقوال
فلا يشهد الزور ولا يتكلم إلا بحق – عدم النفاق – أداء الأمانات إلى أهلها ) .
-
خلق الرحمة مع الإنسان والحيوان .
-
خلق الإحسان ( إذا قتل حيوان ضار يحسن القتلة وإذا ذبح
يحسن الذبحة – الإحسان في العبادات وأدائها على الوجه الأكمل – الإحسان في
المعاملات بتنفيذها كما أمر الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم –
الإحسان إلى الأيتام والرحمة بهم ورعاية مصالحهم – الإحسان للأقارب والعطف عليهم
والتعاون مهم – الإحسان إلى بن السبيل بقضاء حاجته وإعانته على العودة لأهله –
إتقان العمل ) .
-
خلق الصدق ( في الحديث – في المعاملات – في الوعد – في
العزم على الخير – لا يظهر خلاف ما يبطن ) .
-
خلق الكرم والسخاء .
-
خلق التواضع .
كما فرض الله تعالى على المسلمين البعد عن
عدة أخلاق ذميمة وسيئة منها ( الظلم – الحسد – الحقد – الغش- الرياء – العجب -
الغرور– العجز – الكسل ) .
3- المعاملات
نظم الله تعالى كافة المعاملات داخل المجتمع الإسلامي , ووضع لها الضوابط
الكفيلة برقي وتقدم وطهارة المجتمع وتحقيق العدل والمساواة وتكافؤ الفرص بين كل
أفراده , وتتمثل هذه المعاملات التي تتميز بمنهج أعده خالق الكون والعليم بما
يصلحه في :
-
الجهاد في سبيل الله ( حكمه وأحكامه وأنواعه وفضله –
الإعداد له – آدابه – الهدنة والمعاهدة والصلح- الغنائم – أسرى الحرب ) .
-
السباق والمناضلة والرياضات البدنية والعقلية .
-
البيوع ( أركان البيع – البيوع المحرمة – الربا – بيع
السلم – الشفعة – الإقالة ).
-
العقود ( الشركة – المضاربة – المساقاة والمزارعة –
الإجارة – الجعالة – الحوالة – الضمان – الكفالة – الرهن – القرض – الوديعة –
العارية – الغصب – اللقيطة – الحجر – الوصية – الوقف – الهبة – الرقبى ) .
-
النكاح والطلاق والخلع والإيلاء واللعان والظهار والعزل
والنسب والعدد والنفقات والحضانة .
-
حقوق الزوجة على زوجها وحقوق الزوج على زوجته .
-
تنظيم العلاقات الخاصة بين الزوجين .
-
أعمال ومسئوليات كل من الزوج والزوجة .
-
تعدد الزوجات .
-
المحرمات من النساء .
-
كفالة الأطفال .
-
المواريث وتقسيم التركات ومن لهم الحق في الميراث وحقوق
كل وارث .
-
اليمين والنذر.
-
الزكاة والصيد والطعام والشراب .
-
الجنايات والديات .
-
الحدود ( حد الخمر – حد القذف – حد الزنا – حد المحاربين
– حد السرقة – التعزير ) .
-
القضاء والشهادات .
-
الرقيق .
خامسا: النظام
السياسي
السياسة في الإسلام تعني قيام الحكومة برعاية شئون الدولة وإدارة النواحي
الدينية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والعسكرية والأمن وغيرها
وإدارة العلاقات الخارجية مع الدول الأخرى وحماية الوطن وتحقيق الحرية والعدل
والمساواة وتكافؤ الفرص بين كل أفراد الشعب وتحقيق حرية العقيدة وممارسة الشعائر
الدينية للجميع ( مسلمين وذميين ) , وكذا قيام الشعب بمحاسبة الحكومة وتوجيه النصح
والمشورة لها وتقييم أدائها , ويأتي كل ذلك من منطلق تعليمات الشريعة الإسلامية
وتنفيذا لأوامر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم , فلا اجتهاد للحكومة أو
للرعية مع وجود نص في القرآن أو السنة الصحيحة .
و يتضح لنا مدى اهتمام الشريعة الإسلامية بتنظيم السياسة التنظيم الذي لا
يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لأنه تنظيم من العلي القدير سبحانه وتعالى
من النصوص الآتية ( وهي على سبيل الأمثلة ) :
قال
الله تعالى :
- " ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم
لننظر كيف تعملون " ( يونس : 14 ) .
- " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في
الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك
" ( البقرة : 30 ) .
- "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات
إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل نعما يعظكم به إن الله كان سميعا
بصيرا يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم
في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن
تأويلا " ( النساء : 58- 59 ) .
- " الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا
الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور " (
الحج : 41 ) .
- " وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم
وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون " (
التوبة : 12 ) .
- " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل
على الله إنه هو السميع العليم " ( الأنفال : 61 )
- " فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في
الأمر " ( آل عمران : 159 ) .
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:
-
"كلّكم راع وكلّكم مسئول
عن رعيّته..." .
-
"ومَن لم يهتم بأمور
المسلمين فليس منهم" .
-
" ما من والٍ يلي رعية من المسلمين، فيموت وهو غاش لهم، إلّا
حرّم الله عليه الجنّة".
-
"إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قيل يا رسول الله وما إضاعتها،
قال إذا وسد الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة".
-
"إن من أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر".
-
" ما من عبد استرعاه الله رعيّة، فلم يحطها بنصح، إلا لم يجد
رائحة الجنة".
-
" َمن ولي من أمر المسلمين شيئاً فولّى رجلاً، وهو يجد مَن هو
أصلح منه للمسلمين، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين".
- "من رأى سلطاناً
جائراً مستحلاً لحرام الله، ناكثاً عهده، مخالفاً لسنة رسول الله صلى الله عليه
وسلم يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغّير عليه بفعل ولا قول، كان حقّاً
على الله أن يدخله مدخله".
سادسا
: حقوق الأقليات غير المسلمة في المجتمع الإسلامي
يمكن إيجاز هذه الحقوق في :
1-
حق الإقامة والمواطنة .
2-
حق الحرية في الاعتقاد وإقامة
شعائر دينهم لقول الله تعالى " لا إكراه في الدين " ( البقرة : 256 ) .
3-
حقهم في الأمان والحماية
للأنفس والممتلكات .
4-
حقهم في العدل معهم وعدم ظلمهم
ومساواتهم بالمسلمين ( أمام القانون والقضاء وفي تولي الوظائف والمناصب ..) : حيث
قال الله تعالى " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم
من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين " ( الممتحنة : 9 )
.
5-
الحق في حرية الفكر والرأي .
6-
الحق في حرية التعليم والعلاج
والسكن .
7-
حق العمل و التملك .
8-
الحق في تولي الوظائف العامة .
9-
حق العضوية في مجلسي الشعب
والشورى .
10- حق إبداء الرأي والتفكير والشكوى والتظلم .
11-
حق تعليم أبنائهم وتربيتهم التربية الدينية .
12-
حقهم في تطبيق أحكام الأسرة في الزواج والطلاق وفق شريعتهم.
13-
حقهم في أكل الخنزير وشرب الخمور .
14-
حق الانتفاع بالمرافق والخدمات العامة مثل المسلمين .
15-
حق التكافل الاجتماعي وحصول غير القادرين على ما يسد حاجاتهم من بيت مال المسلمين
.
16-
حقهم في معاملة المسلمون لهم بالمودة والرحمة والبر والإحسان .
17- حقهم في رعاية حق الجار ( زيارتهم – عيادة
مرضاهم – مؤاكلتهم – تقديم الهدايا لهم – عدم إيذائهم – مساعدتهم في حل مشاكلهم )
.
18- حقهم في أدب الحوار معهم .
ويزيد على ذلك في مصر متاح للأقليات غير
المسلمة تولي رئاسة الدولة حيث ينص الدستور على أن يكون الرئيس مصريا فقط دون
تحديد دينه أو عقيدته رغم أن الأغلبية الساحقة في مصر مسلمون على عكس ما هو موجود
في معظم دول أوروبا ( الدول المتقدمة والتي تنادي بالحرية والمساواة وحقوق الإنسان
) .
وهذه الحقوق للأقليات غير المسلمة في
بلاد الإسلام غير متاحة للأقليات المسلمة في أي دولة في العالم رغم مناداتهم بحقوق
الإنسان والمساواة والعدل وغير ذلك .
سابعا
: النظام العسكري في الإسلام
الجهاد فريضة إسلامية من أسمى وأجل وأعظم
الفرائض حيث فرض الله على المسلمين قتال غير المسلمين المعتدين على بلاد الإسلام ,
ليحقق للمسلمين العزة والكرامة والأمن , كما فرض الله تعالى القتال على المسلمين
ضد الفئة الباغية حتى لو كانت مسلمة , والمجتمع الإسلامي عليه إعداد الجيش للقتال
وتجهيزه حسب إمكانيات الدولة الإسلامية , فلا يشترط أن تكون الأسلحة متقدمة أو
متطورة أو بمستوى معين لإمكانية القتال , لأن النصر لا يتحقق للمسلمين بقوة السلاح
, إنما النصر من عند الله تعالى وبإرادته سبحانه يحقق النصر لعباده المؤمنين على
الكفار المعتدين بغض النظر عن العدد أو العدة , وقد تضمن شرع الله عز وجل تنظيما
كاملا للنواحي العسكرية والقتالية , يتضح هذا النظام العسكري الذي لا يأتيه الباطل
من بين يديه ولا من خلفه من خلال الآيات القرآنية الآتية ( على سبيل الأمثلة ) :
قال
الله تعالى :
-
" محمد رسول الله والذين
معه أشداء على الكفار رحماء بينهم .." ( الفتح : 29 ) .
-
" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو
الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل
الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون " ( الأنفال : 6-9 ) .
-
" فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة
ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما " ( النساء :74
) .
-
" والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح
بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم " ( محمد : 4- 6 ) .
-
" انفروا خفافا
وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون "
( التوبة : 41 ) .
-
" إن الله يحب الذين
يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص " (الصف : 4).
-
" يأيها الذين آمنوا
إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا
تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين " ( الأنفال : 45-
46 ) .
-
" يأيها الذين آمنوا
اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " ( آل عمران : 200 ) .
-
" كتب عليكم القتال
وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله
يعلم وأنتم لا تعلمون " ( البقرة : 216 ) .
-
" وما النصر إلا من
عند الله إن الله عزيز حكيم " ( الأنفال : 10 ) .
-
إن يمسسكم قرح فقد مس
القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم
شهداء والله لا يحب الظالمين وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين " ( آل
عمران : 140 – 141 ) .
- "إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في
دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا " ( النصر : 1-3 ) .
- " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله
لمع المحسنين " ( العنكبوت : 69 ) .
- " يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات
أو انفروا جميعا " ( النساء : 71 ) .
- " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل
أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا
بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله
لا يضيع أجر المؤمنين " ( آل عمران : 169 – 171 ) .
- " يا أيها
الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ولا تقولوا لمن يقتل في
سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون " ( البقرة : 153 -154 ) .
- " يا أيها
الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره
إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير
" ( الأنفال : 15 – 16 ) .
ثامنا : نظام
الحكم في الإسلام
يقوم
نظام الحكم في الإسلام على أربع قواعد هي:
1- السيادة للشرع ( القرآن الكريم والسنة الصحيحة واجتهاد علماء المسلمين والقياس ) لا للأُمة .
2- السلطان للأُمة ( هذا المنهج المتكامل الذي هو من عند الخالق العظيم إنما لتحقيق مصلحة الأمة وتقدمها ورقيها في كافة المجالات , وطاعة الأمة للسلطان مشروطة بطاعته لله تعالى وتنفيذه أحكامه والحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى , مع تقبل النصح والمشورة من علماء المسلمين وعامتهم ) .
3- تنصيب خليفة واحد فرض على المسلمين ( إتحاد مسلمي العالم تحت راية واحدة وقائد واحد فالمؤمنون إخوة مهما كان اختلافهم في الجنس أو اللون أو اللغة ) .
4- للخليفة وحده حق تبني الأحكام الشرعية فهو الذي يسن الدستور وسائر القوانين ( ذلك لأنه لا يعتمد على عقله وإمكانياته الخاصة ويشرع بنفسه , إنما يحكم شرع الله عز وجل ويطبق المنهج القرآني الذي قال الله تعالى عنه " وما فرطنا في الكتاب من شيء " ) .
1- السيادة للشرع ( القرآن الكريم والسنة الصحيحة واجتهاد علماء المسلمين والقياس ) لا للأُمة .
2- السلطان للأُمة ( هذا المنهج المتكامل الذي هو من عند الخالق العظيم إنما لتحقيق مصلحة الأمة وتقدمها ورقيها في كافة المجالات , وطاعة الأمة للسلطان مشروطة بطاعته لله تعالى وتنفيذه أحكامه والحكم بما أنزل الله سبحانه وتعالى , مع تقبل النصح والمشورة من علماء المسلمين وعامتهم ) .
3- تنصيب خليفة واحد فرض على المسلمين ( إتحاد مسلمي العالم تحت راية واحدة وقائد واحد فالمؤمنون إخوة مهما كان اختلافهم في الجنس أو اللون أو اللغة ) .
4- للخليفة وحده حق تبني الأحكام الشرعية فهو الذي يسن الدستور وسائر القوانين ( ذلك لأنه لا يعتمد على عقله وإمكانياته الخاصة ويشرع بنفسه , إنما يحكم شرع الله عز وجل ويطبق المنهج القرآني الذي قال الله تعالى عنه " وما فرطنا في الكتاب من شيء " ) .
من تتبع
سيرة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) نجد أنه قام بتأسيس دولة بصورة كاملة فقد مارس صلى الله عليه وسلم تنظيم النواحي(
الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية ..) تنظيما من لدن العليم
الخبير سبحانه وتعالى , فقد قام صلى الله عليه وسلم بالأعمال الآتية بالمدينة المنورة
عقب الهجرة إليها :
-
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار .
-
الإصلاح بين قبيلتي ( الأوس والخزرج ) .
-
عقد معاهدات ومواثيق مع غير المسلمين .
-
تنظيم الشؤون الاقتصادية والعلاقات الاجتماعية ممّا
يتطلّبه أي مجتمع منظم .
-
اتخاذ مركز للقضاء وإدارة الأُمور وهو المسجد .
-
تحديد المسؤوليات الإدارية والتكليفات والمهام .
-
قتال المشركين في عدة غزوات .
-
توجيه رسائل وإرسال السفراء والمندوبين إلى الملوك
والزعماء في الجزيرة العربية وخارجها .
-
عقاب اليهود وإجلائهم عن المدينة جزاء خيانتهم ونقضهم
العهود .
-
تجهيز وتسيير الجيوش والسرايا لنشر دين الله وتبليغ
رسالته إلى العالم كله .
-
قتال الفرس والروم .
- تنصيب القضاة
وتعييّن الولاة ، وتعليمهم ( أساليب الإدارة والسياسة - الأخلاق والآداب التي جاء
بها الإسلام – منهج تعليم القرآن الكريم - جباية الزكاة والصدقات والضرائب
الإسلامية وإنفاقها على الفقراء والمعوزين- وتحقيق المصالح العامة - وفصل الخصومات
بين الناس، وحل مشاكلهم- والقضاء على الظلم والطغيان ) وغير ذلك من المهام
والصلاحيات والمسؤوليات الإدارية والاجتماعية , وفي حديثه صلى الله عليه وسلم
"صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت أمتي وإذا فسدا فسدت أمتي الفقهاء والأُمراء
" .
ويؤكد الحديث على ضرورة صلاح الأمير (
بتطبيقه منهج الله عز وجل ) وضرورة صلاح الفقهاء وعلماء المسلمين واهتمامهم بتقديم
النصح للأمير , والجهر بالحق من أجل مصلحة المجتمع , وعدم الخوف من الأمير أو
السلطان .
وبذلك
يكون الرسول (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
أول مؤسس للدولة الإسلامية التي استمرت من بعده، واتسعت وتطورت وتبلورت على
يده خلفائه رضي الله عنهم .
تاسعا : نظام
القضاء في الإسلام
تضمن المنهج الإسلامي نظاما للقضاء يقوم على
العدل والمساواة وإحقاق الحق بين كل أفراد المجتمع ( لا تمييز بين مسلم وغير مسلم
, ولا تمييز بين غني أو فقير , ولا تمييز بين الحاكم والرعية ) , فقد كان الرسول
صلى الله عليه و سلم رئيسا للدولة الإسلامية وقاضيا بين أفراد الدولة فقد
قال الله تعالى :
-
" إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس
بما أراك الله " .
-
" فأحكم بينهم بما
أنزل الله " .
-
" فإن تنازعتم في
شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر".
وقد وضع النبي صلى الله عليه و سلم قواعد الحكم بين الناس لتحقيق العدل بينهم فقال صلى الله عليه وسلم " :
وقد وضع النبي صلى الله عليه و سلم قواعد الحكم بين الناس لتحقيق العدل بينهم فقال صلى الله عليه وسلم " :
-
"لا يقضين حاكم
بين اثنين و هو غضبان " .
-
" لو يعطي الناس
بدعواهم لأدعى الناس دماء رجال و أموالهم و لكن البينة على المدعي و اليمين على من أنكر
" .
-
" يا على إذا جلس إليك
الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول فإنك إذا
فعلت ذلك تبين لك القضاء" .
ويمكن إيجاز أهم أهداف نظام
القضاء في الإسلام في :
-
رعاية مصالح المجتمع .
-
تحقيق الأمن والعدل والطمأنينة لكافة أفراد المجتمع .
-
حصول كل فرد في المجتمع على حقه كاملا دون نقص أو زيادة
.
-
القضاء على الظلم , و ردع المفسدين والظالمين
والمخالفين لشرع الله.
-
قطع الخصومات و القضاء على المنازعات .
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر وإعانة
أفراد المجتمع على طاعة الله وتحري الحلال .
ولتحقيق هذه الأهداف للقضاء يلزم توافر عدة
شروط يمكن إيجازها في :
-
تحقيق التأهيل العلمي والديني والأخلاقي للقضاة .
-
الالتزام بالعدل وبذل أقصى جهد في سبيل تحقيقه .
- عدم التدخل من ولاة
الأمر في نظام القضاء بأي شكل من أشكال التأثير على القضاة , بل إن ولاة الأمر
أنفسهم خاضعين لسلطان القضاء يقفون أمامه وينفذون أحكامه.
-
رقابة ولي الأمر المستمرة للقضاء والقضاة .
عاشرا : النظام الإعلامي في الإسلام
تهتم الشريعة الإسلامية في مجال الإعلام
بتحقيق التوازن بين الحاكم والمحكومين , وبالتالي يتحقق
احترام الإنسان , وإتاحة الفرصة للمواطنين
لمراقبة الحكام والمسئولين والتحقق من عدم خروجهم عن منهج الله تعالى , مما
يجعل المسئولين بالدولة يراقبون الله تعالى في أعمالهم لأنهم يعلمون أنهم معرضون
للتقييم والانتقاد من المواطنين , وقد أتاح النظام الإسلامي للمواطنين ممارسة
حقوقهم في التعبير عن الرأي وأتاح أيضا للدولة ملكية وسائل الإعلام وإدارتها بصورة
شرعية .
ويقوم
النظام الإعلامي الإسلامي على عدة أسس وقواعد :
- عدم
إساءة استخدام الحقوق سواء من الدولة أو المواطنين .
-المساواة
التامة بين كافة أفراد المجتمع في التعبير عن الرأي .
-
السعي الدائم للرقي بالنظام الإعلامي وتطويره وتحديثه حسب مستجدات العصر .
-
العمل على نشر عقيدة التوحيد وتعريف الناس بأمور دينهم .
- إشاعة الثقافة
الإسلامية الصحيحة والقضاء على الأمية الدينية وأي لبث في أمور الدين .
- بث المعلومات
والأخبار الصحيحة بدون تضليل .
- خلو وسائل
الإعلام من كافة المخالفات لشرع الله عز وجل ( رقص – غناء – موسيقى – اختلاط – تبرج وعري ...) .
- العمل على نشر
الإسلام وتوصيل أحكامه ومبادئه السامية وعقائده وآدابه وأخلاقه إلى كل فرد في العالم كله , لأن رسالة الإسلام
للعالم كله وإلى يوم القيامة , فحق لكل فرد في العالم أن يعرف القدر الكافي عن
الإسلام ثم يكون له الخيار بحرية تامة في أن يدخل الإسلام أو يظل على عقيدته حيث
يقول الله تعالى " لا إكراه في الدين " .
حادي عشر :
التربية في الإسلام
اهتمت الشريعة الإسلامية بوضع منهجا متكاملا
لتربية المجتمع الإسلامي على الفضائل والآداب والأخلاق حيث تضمنت شريعة الله تعالى
:
- الحث على طلب
العلم وجعله فريضة على كل مسلم وكذا التعليم وإيصال المعارف الدينية والدنيوية إلى
كل مسلم , حيث قال الله تعالى : " وما أوتيتم من العلم إلا
قليلا " ( الإسراء : 85 ) , " علم الإنسان ما لم يعلم " ( العلق :
5 ) , وعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على محو الأمية حيث جعل فداء أسرى بدر أن
يعلم كل منهم عشرة من المسلمين , كما اهتمت الشريعة الإسلامية بتربية الفرد وتنمية
شخصيته ودفعه إلى طلب العلم والسعي للنبوغ والريادة والابتكار والتقدم .
- الاهتمام بتقويم سلوكيات الفرد المسلم من خلال تعلمه
الآداب والأخلاق والمعاملات الإسلامية ,
حيث اهتمت الشريعة الإسلامية بتربية الأبناء بدءا من اختيار الرجل لزوجته وضرورة
أن تكون على درجة عالية من الأخلاق والتدين وأن تكون أهلا لإعداد أبناء بنفس
المستوى الديني والأخلاقي , وتضمنت الشريعة الإسلامية ضوابط ومقومات التربية في كل
مراحل حياة الطفل حتى يصبح رجلا .
- جعلت الشريعة
الإسلامية للمرأة الدور الرئيسي في تربية الأبناء حيث أن دور المرأة المسلمة يكاد
يكون مقصورا على إعداد وتربية الأبناء التربية الإسلامية على منهج القرآن الكريم
والسنة النبوية الصحيحة ( عقيدة – آداب – أخلاق – عبادات – معاملات ) ويتكامل دور
المرأة مع دور الرجل في تربية الأبناء وإعدادهم ليكونوا مواطنين صالحين نافعين
لأنفسهم ولمجتمعهم ودينهم حيث يقول الله تعالى " يا أيها
الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نار وقودها الناس والحجارة " ( التحريم : 6 )
, كما أكد الرسول على أهمية تأديب الطفل وتربيته فقال صلى الله عليه وسلم "
مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا
بينهم في المضاجع " .
بذلك يتضح أن الشريعة الإسلامية ليست طقوسا
موجهة للآخرة فقط , إنما تتضمن مناهج تنظم كل شئون الحياة وتحقق للمجتمع الذي
يلتزم بتطبيق هذه المناهج كل مقومات الرقي والتقدم والرخاء والرفاهية والكرامة
والعزة والأمن والعدل والحرية والمساواة , حيث أن المشرع هو الخالق العظيم العليم
القدير سبحانه وتعالى .
على الرغم من هذا إلا أننا نجد الغالبية
العظمى من مسلمين وغير مسلمين عندما يسمعون عن تطبيق الشريعة الإسلامية :
-
البعض يعتقد أنها مجرد
تطبيق لحدود الجرائم فقط , على الرغم من أن الحدود هي آخر ما يطبق في الشريعة
الإسلامية , ويسيء للإسلام وللشريعة الإسلامية من يقيم الحدود بدون مناهج وأنظمة ,
لأن التطبيق الصحيح لشريعة الإسلام يؤدي إلى منع إقامة الحدود لعدم وجود أية
مبررات لارتكاب أية جريمة .
-
البعض يعتقد أن الشريعة
الإسلامية تقتصر على المسجد وممارسة العبادات فقط
وينسى أن الشريعة الإسلامية منهجا متكاملا لإصلاح الدنيا والآخرة .
-
البعض يتساءل ( وماذا عن
السياسة ؟ وماذا عن الحريات ؟ وماذا عن العدل والمساواة وتكافؤ الفرص والعلاقات
الاجتماعية ؟ وماذا عن..... ) , وكأن الشريعة الإسلامية لا تتضمن تنظيما لكل هذه
الأمور تنظيما ليس فيه أي احتمال للخطأ أو للقصور لأنه من خالق الكون عز وجل .
-
البعض يتساءل ( وهل تصلح
الشريعة الإسلامية في هذا الزمان وفي هذا المستوى من التقدم ؟ ) , وينسى من يتساءل
أن الشريعة الإسلامية منهج صالح لكل زمان ولكل مكان , فرسول الله صلى الله عليه
وسلم هو خاتم المرسلين (لا نبي بعده إلى يوم القيامة) , وقد جاء بمنهج للبشرية
كلها ( كل من يعيش على الأرض وليس لشبه الجزيرة العربية فقط) , وإلى يوم القيامة (
لا تبديل ولا تغيير ولا تطوير ) , حيث أن المنهج يلاءم كافة المتغيرات والمستجدات
ومستويات التقدم لأنه من وضع العليم
القدير سبحانه وتعالى .
-
البعض يتساءل (وأين حقوق
غير المسلمين الذين يعيشون في دولة الإسلام ؟ ) , على الرغم من تضمن الشريعة
الإسلامية حقوق وحريات للأقليات غير المسلمة أكثر مما يطالبون به أو يتوقعونه .
ملخص
الشريعة الإسلامية منهج
ودستورلحياة البشر يتضمن :
نظاما إقتصاديا
: يحقق التنمية والرخاء للمجتمع , ويضمن وظيفة مناسبة تدر دخلا كافيا لكل مواطن ,
ويلزم الغني بإخراج الزكاة للفقير التي تعتبر حقا للفقير في مال الغني وليست منة
يمن بها عليه , وبيت مال للمسلمين يضمن مرتبا كافيا لكل من لا يقدر على العمل
والكسب .
نظاما ماليا :
يضمن تحقيق الأهداف المالية والإقتصادية والإجتماعية بتحقيق وفورات مالية من مصادر
مشروعة وتوجيهها وتوجيهها نحو تحقيق
الرخاءوالعدالة الإجتماعية .
نظام للإدارة : يتضمن تحديدا دقيقا لوظائف الإدارة ومهام
المدير وتكليفات المرءوسين وأساليب التحفيز وتفعيل الرقابة الذاتية , وتحقيق أعلى
مستوى من الجودة والكفاءة في إنجاز الأعمال .
نظاما إجتماعيا : يحقق التعاون والتضامن والتراحم والتكافل
بين كل أفراد المجتمع , ويجعل المجتمع الإسلامي جسدا واحدا إذا إشتكى منه عضو
تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر , ويجعل المؤمنين كلهم إخوة متحابين .
نظام تربية وتعليم : يضمن ثقافة واسعة في كل مجالات الشريعة
الإسلامية لكافة أفراد المجتمع الإسلامي , وكذا تشجيع العلم والبحث العلمي
والتقدم في كل مجالات الحياة , والأخذ
بأحدث التكنولوجيا العصرية , وتشجيع الابتكار والتجديد , وتمييز المبدعين
والمتفوقين .
نظاما للقضاء :
يقوم على العدل التام والإنصاف بين المتخاصمين بغض النظر عن عقائدهم نظام إعلامي : يبث ثقافة وفكر تتفق مع
منهج الإسلام بعيدا عن الأغاني والأفلام والرقص والموسيقى المدمرة للقيم
والأخلاقيات .
نظاما عسكريا : يقوم على الإستعداد التام للقاء العدو (
أي عدو يهدد الإسلام والمسلمين ) , إمتثالا لأمر الله تعالى " وأعدوا لهم ما
استطعتم من قوة " , والتوكل على الله تعالى وطلب النصر منه سبحانه لقول الله
تعالى " وما النصر إلا من عند الله ", يوفر هذا النظام العسكري الأمن
والأمان والكرامة والعزة لكل أفراد المجتمع الإسلامي , حيث أن كل جندي في الجيش
المسلم أمامه إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة .
نظاما سياسيا : يجعل من الدولة الإسلامية دولة متحضرة
ومسايرة لركب التقدم ويحقق العدل التام في المجتمع , ويحقق التعاون والترابط بين
الدولة الإسلامية وباقي دول العالم , والحكم بمنهج الله تعالى الذي لا يأتيه
الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
نظام حكم : يجعل من الحاكم راعيا لشئون المجتمع ساهرا
على راحته , وتوفير كل متطلباته , باذلا كل جهده في تحقيق العدل والرخاء والعلم
وتكافؤ الفرص بين كل أفراد المجتمع , وتحقيق العدل والمساواة والحرية الكاملة لكل
أفراد المجتمع وحرية العقيدة والعبادة لمعتنقي كافة الأديان , يشعر الحاكم أنه
مسئول أمام الله سبحانه وتعالى عن كل فرد في المجتمع ( المسلم وغير المسلم ) بل
وكل دابة , فقد قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ( لو تعثرت بغلة في
العراق لسألني الله عنها لم لم أمهد لها الطريق ) , وفي عهد سيدنا عمر بن عبد
العزيز صار بيت مال المسلمين ممتلئ بالمال لا يجد من يأخذه بعد أن صار المجتمع في
رخاء اقتصادي لم يعرف التاريخ له مثيلا , وكان الفقير الوحيد في الدولة الإسلامية
هو أمير المؤمنين سيدنا عمر بن عبد العزيز .
وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتأسيس
دولة بصورة كاملة فقد مارس صلى الله عليه
وسلم تنظيم النواحي ( الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية ..)
تنظيما من لدن العليم الخبير سبحانه وتعالى .
وهذه النظم والشرائع عند تطبيقها تكون ضمانا
لكل أفراد المجتمع من الإنحراف أو الوقوع في المعاصي , وبالتالي عدم الحاجة أصلا
لتطبيق الحدود . - كما أن نظم الإسلام وشرائعه إنما لتحقيق التقدم والرخاء والعدل
والأمان لكل أفراد المجتمع ( مسلمين وغير مسلمين ) , كما أن تطبيق الحدود فيه
حماية للشرفاء في المجتمع ( مسلمين وغير مسلمين )
, حيث تطبق الحدود على مرتكبي الجريمة سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين ,
كما تطبق الحدود على مرتكبي الجريمة سواء كانت في حق مسلم أو غير مسلم , حيث تضمن
الشريعة الإسلامية حقوقا لغير المسلمين أكثر مما يتوقعونه .
دكتور
عبد المنعم أحمد محمد المنسي