من أروع المقالات التي كتبها الأستاذ/ عمرو عبد العزيز "واقع يبكي القلوب قبل العيون "
هناك (جون) البريطاني الآن - الآن - يقوم بالعبث في جسد أختك (فاطمة) المسلمةالأفغانية بحجة أنه يفتشها .. انت تعرف فاطمة أختك يا أخي و تعلم أنها تبكي الآن لكن اعذرها فهي فتاة خائفة من الموت و لن تقدر على دفع يده الشهوانية العابثة ..
بينما (كاثي) الأمريكية تقف الآن - الآن - فوق أخوك (محمد) العراقي العاري و قد أمسكت الكرباج في يدها مبتسمة واضعة قدمها فوق رأسه كي يصورها زميلها صورة تثير سعادة صديقتها (باتي) في (نيويورك) .. أعرف أن (محمد) اخوك ثار مائة مرة لأقل اهانة من رؤساء العمل السابقين و شكاه أبوك للجميع لأنه لا يقبل أن يجعل أموره (تمشي) من أجل (لقمة العيش) لكن لابد أن تعذر (محمد) يا أخي فهم يضربونه ويكهربونه منذ أيام .. انه يتمنى الموت و لا يرضونه له .. لابد من اهانة أخوك و أخذ عشرات الصور له و الجنود الأمريكان يركبونه كالدابة ..
أمك (عائشة) مختبئة الآن - الآن - تحت السرير مع ابنها الرضيع بينما (جان كوبيه) و (كلود فرانسوا) يقتحمون بيتها المصنوع من الجص في مالي .. هذا البيت مشكوك أن أحد الاسلاميين يعيش فيه .. و هم ثائرين جداً لمقتل زميلهم المحبوب (دانيال) صباحاً .. لهذا يبحثون عن الارهابي قاتل زميلهم .. و قد أقسموا أن يذبحوا زوجته و أولاده إن وجدوهم .. (عائشة) ترتعد بقوة وبدأت تشهق و الطفل يبكي بينما (جان) يرفع السرير الآن - نعم الآن - و قد كشر عن أنيابه .. (عائشة) أمك فاقدة لأعصابها و اخوك الرضيع لا يتوقف عن الصراخ الذي سيتوقف الآن .. الآن ..
(مريد) واقف على باب الأقصى يشاهد الآن - نعم الآن - سرب من اليهود يغيظونه بعمل اشارات بذيئة من داخل المسجد بينما الجندي الاسرائيلي يمنعه من الدخول بابتسامة باردة و قد رفع فوهة بندقيته منبهاً لحقائق القوى .. يقول له ساخراً بعربيته الركيكة : سنهدمه و نبني الهيكل يا حمقى و أقصى ما ستفعلونه مظاهرات غاضبة و حرق سفارة ..
ثم يبصق في وجه(مريد) محتقراً .. المرير أن (مريد) يعلم صدق الملعون ..
هل تعرف (ريتاج) الصغيرة ذات العيون الزرقاء ؟ نعم .. بنت جارك تلك التي كنت تتيه بها فخراً مع جيرانك أكثر من والديها و تحب حجابها الأبيض العجيب على وجهها الزهري ذو السبعة أعوام مع اصرار والدها واصرارها على ختم القرآن قبل العاشرة .. نعم هذه هي .. أنت الآن تُمسك بجسدها بدون رأس بينما جسدي والديها لم يعثر لهما على أثر في حطام منزلهم .. واضح أنها كانت تجرب ملابس جديدة لأنك لم ترى هذا الفستان عليها من قبل .. بشار لا يتسامح .. العلويون ينتقمون .. كل العالم ضدك و ضد ريتاج و حكام المسلمين لا يحاولون حتى مواساتك ولو بالتوقف عن مقابلة قاتل (ريتاج) !
لا تزعج اذن (محب خان) و زوجته و أطفاله و أبوه العجوز فهم متحلقين الآن - الآن - حول طبلية الطعام بينما الطائرة الأمريكية بدون طيار فوق السحب الباكستانية تستعد لتحويلهم الى فحم بعد ثوان .. (محب) يضحك و هو يداعب أطفاله كالمعتاد فأنت تعلم كيف يعشق أخوك (محب) أطفاله و يعتبرهم حياته .. لا بأس في موتهم جميعاً الآن كي يبقوا معاً .. اليانكي الجالس في القاعدة الأمريكية الذي يقوم بتوجيه الطائرة لو شاهد هذا المنظر لتأثر بهذه الشاعرية الجميلة قبل حرقهم ولربما ذهب ليأخذ صورة مع جثث محب و أولاده المحترقة ..
في وسط هذا العالم .. في وسط هذه الكارثة .. يجلس في الجبال و الصحاري رجال تركوا دنياهم كلها من أجل ايقاف هذه المهزلة .. نعم بكل مقاييس العلم و التاريخ و الدنيا هم مجانين .. من يقاتل نظام لم يستطع هتلر و لا السوفييت التصدي له ؟ لا أحد في العالم يخرج من الدائرة حقاً بهذه الصورة ..
الا هم ..
انهم يريدون الانتقام لأختهم فاطمة و أمهم عائشة و أخوهم محمد و ابنتهم ريتاج و صديقهم محب .. يجلس المئات بل الآلاف في قاعات مكيفة ليبدوا تخوفهم من هذا التطرف أو حساب مخاطر هذا الجنون الذي يفعلونه الا انهم بالفعل لا يفكرون الا في أمك و بنتك و أختك و أخوك و صديقك ..
فإن لم تنضم لهم .. على الأقل كف أذاك عنهم ..
ففي النهاية سيقرأ بعد مائة عام حفيدك التاريخ ويبكي على الكارثة الحالية و يبصق على صورتك التي قمت بالتقاطها لنفسك بالأمس في الحديقة تضحك ملئ فيك بينما أهلك كلهم يذبحون و يغتصبون !
صدقني حفيدك سيفتخر بمن تهاجمهم .. فلا تترك لحفيدك كلام يزيده احتقاراً لك !
هناك (جون) البريطاني الآن - الآن - يقوم بالعبث في جسد أختك (فاطمة) المسلمةالأفغانية بحجة أنه يفتشها .. انت تعرف فاطمة أختك يا أخي و تعلم أنها تبكي الآن لكن اعذرها فهي فتاة خائفة من الموت و لن تقدر على دفع يده الشهوانية العابثة ..
بينما (كاثي) الأمريكية تقف الآن - الآن - فوق أخوك (محمد) العراقي العاري و قد أمسكت الكرباج في يدها مبتسمة واضعة قدمها فوق رأسه كي يصورها زميلها صورة تثير سعادة صديقتها (باتي) في (نيويورك) .. أعرف أن (محمد) اخوك ثار مائة مرة لأقل اهانة من رؤساء العمل السابقين و شكاه أبوك للجميع لأنه لا يقبل أن يجعل أموره (تمشي) من أجل (لقمة العيش) لكن لابد أن تعذر (محمد) يا أخي فهم يضربونه ويكهربونه منذ أيام .. انه يتمنى الموت و لا يرضونه له .. لابد من اهانة أخوك و أخذ عشرات الصور له و الجنود الأمريكان يركبونه كالدابة ..
أمك (عائشة) مختبئة الآن - الآن - تحت السرير مع ابنها الرضيع بينما (جان كوبيه) و (كلود فرانسوا) يقتحمون بيتها المصنوع من الجص في مالي .. هذا البيت مشكوك أن أحد الاسلاميين يعيش فيه .. و هم ثائرين جداً لمقتل زميلهم المحبوب (دانيال) صباحاً .. لهذا يبحثون عن الارهابي قاتل زميلهم .. و قد أقسموا أن يذبحوا زوجته و أولاده إن وجدوهم .. (عائشة) ترتعد بقوة وبدأت تشهق و الطفل يبكي بينما (جان) يرفع السرير الآن - نعم الآن - و قد كشر عن أنيابه .. (عائشة) أمك فاقدة لأعصابها و اخوك الرضيع لا يتوقف عن الصراخ الذي سيتوقف الآن .. الآن ..
(مريد) واقف على باب الأقصى يشاهد الآن - نعم الآن - سرب من اليهود يغيظونه بعمل اشارات بذيئة من داخل المسجد بينما الجندي الاسرائيلي يمنعه من الدخول بابتسامة باردة و قد رفع فوهة بندقيته منبهاً لحقائق القوى .. يقول له ساخراً بعربيته الركيكة : سنهدمه و نبني الهيكل يا حمقى و أقصى ما ستفعلونه مظاهرات غاضبة و حرق سفارة ..
ثم يبصق في وجه(مريد) محتقراً .. المرير أن (مريد) يعلم صدق الملعون ..
هل تعرف (ريتاج) الصغيرة ذات العيون الزرقاء ؟ نعم .. بنت جارك تلك التي كنت تتيه بها فخراً مع جيرانك أكثر من والديها و تحب حجابها الأبيض العجيب على وجهها الزهري ذو السبعة أعوام مع اصرار والدها واصرارها على ختم القرآن قبل العاشرة .. نعم هذه هي .. أنت الآن تُمسك بجسدها بدون رأس بينما جسدي والديها لم يعثر لهما على أثر في حطام منزلهم .. واضح أنها كانت تجرب ملابس جديدة لأنك لم ترى هذا الفستان عليها من قبل .. بشار لا يتسامح .. العلويون ينتقمون .. كل العالم ضدك و ضد ريتاج و حكام المسلمين لا يحاولون حتى مواساتك ولو بالتوقف عن مقابلة قاتل (ريتاج) !
لا تزعج اذن (محب خان) و زوجته و أطفاله و أبوه العجوز فهم متحلقين الآن - الآن - حول طبلية الطعام بينما الطائرة الأمريكية بدون طيار فوق السحب الباكستانية تستعد لتحويلهم الى فحم بعد ثوان .. (محب) يضحك و هو يداعب أطفاله كالمعتاد فأنت تعلم كيف يعشق أخوك (محب) أطفاله و يعتبرهم حياته .. لا بأس في موتهم جميعاً الآن كي يبقوا معاً .. اليانكي الجالس في القاعدة الأمريكية الذي يقوم بتوجيه الطائرة لو شاهد هذا المنظر لتأثر بهذه الشاعرية الجميلة قبل حرقهم ولربما ذهب ليأخذ صورة مع جثث محب و أولاده المحترقة ..
في وسط هذا العالم .. في وسط هذه الكارثة .. يجلس في الجبال و الصحاري رجال تركوا دنياهم كلها من أجل ايقاف هذه المهزلة .. نعم بكل مقاييس العلم و التاريخ و الدنيا هم مجانين .. من يقاتل نظام لم يستطع هتلر و لا السوفييت التصدي له ؟ لا أحد في العالم يخرج من الدائرة حقاً بهذه الصورة ..
الا هم ..
انهم يريدون الانتقام لأختهم فاطمة و أمهم عائشة و أخوهم محمد و ابنتهم ريتاج و صديقهم محب .. يجلس المئات بل الآلاف في قاعات مكيفة ليبدوا تخوفهم من هذا التطرف أو حساب مخاطر هذا الجنون الذي يفعلونه الا انهم بالفعل لا يفكرون الا في أمك و بنتك و أختك و أخوك و صديقك ..
فإن لم تنضم لهم .. على الأقل كف أذاك عنهم ..
ففي النهاية سيقرأ بعد مائة عام حفيدك التاريخ ويبكي على الكارثة الحالية و يبصق على صورتك التي قمت بالتقاطها لنفسك بالأمس في الحديقة تضحك ملئ فيك بينما أهلك كلهم يذبحون و يغتصبون !
صدقني حفيدك سيفتخر بمن تهاجمهم .. فلا تترك لحفيدك كلام يزيده احتقاراً لك !