*رؤية لإنهاء الانقلاب العسكري*
وصل الزخم الرافض للانقلاب العسكري لمستوى رفض شعبي غير مسبوق، ولا يمكن تجاهله، ويجب تطوير هذا الزخم للوصول لنقطة إنهاء الانقلاب فعليا، وألخص هذه الرؤية في نقاط:
أولا التحرك السياسي
طارق أبو علو
يجب عمل مؤتمر صحفي في رابعة العدوية، تدعى له وسائل الإعلام العالمية، ويتم نقله على الهواء مباشرة، لعرض رؤية التحالف الوطني بخصوص:
-كيفية إدارة مصر بعد انتهاء الانقلاب، بما فيه التأكيد على نقاط المبادرة التي تحدث عنها مرسي في خطاب 2 يوليو
-ضرورة إجراء انتخابات مجلس النواب فورا، وتحميله مسئولية اتخاذ القرارات المختلف عليها، بما فيها إمكانية إجراء استفتاء على بقاء مرسي، وغيرها
-التمييز بوضوح بين الانقلابيين، وبين المعارضين السياسيين الذين خرجوا ضد مرسي في 30/6
-طرح تصور لاحتواء مطالب المعارضين السياسيين
-توضيح أسلوب التعامل مع الانقلابيين، والدول التي اعترفت بالانقلاب
-طرح رؤية التعامل أو إعادة هيكلة المؤسسات الرئيسية مثل الجيش والشرطة والقضاء والإعلام والأزهر والكنيسة
-توضيح الموقف المبدئي الواضح من الأقباط كطائفة، حتى وإن تواترت أخبار انحياز كثير منهم للانقلاب
-وغيرها من الأسئلة الهامة المطروحة
ثانيا المراجعات التنظيمية
يجب أن نتفق أن قيادة مظاهر رفض الانقلاب تتمثل في التحالف الوطني لدعم الشرعية، وأن الإخوان المسلمين هم النواة الصلبة لهذا التحالف، ولذلك يقع عليهم العبء الأكبر في هذه النقطة، والتي تتضمن:
-ضرورة خروج المرشد العام (أو المتحدث باسم الجماعة) بخطاب يوجهه للأمة يتضمن اعتذارا واضحا لسوء تقدير الجماعة لكثير من المواقف، والتي أدت للموقف الراهن، حتى في ظل وجود مؤامرة انقلاب مدعومة من الخارج، كما يجب تقديم ما يفيد التوجه للعمل بشكل مختلف في المستقبل، في حالة استمرار الإخوان في موقع القيادة بعد الانتخابات البرلمانية.
-يجب تغيير واجهة التحالف الوطني وجماعة الإخوان باستبعاد القيادات التي تم تشويهها إعلاميا (مثل حجازي، عبد الماجد، العريان، وغيرهم)، حتى إن لم يكونوا أخطأوا، إلا أن استمرارهم في تمثيل رابعة والتحالف والجماعة عقبة ضد انحياز الكتلة الأكبر من المصريين لرفض الانقلاب.
-الدفع بشباب لم يتم تشويههم للتعبير عن الإخوان مثل باسم عودة، أحمد عارف، جهاد الحداد، وغيرهم، للقضاء على إحساس قطاع كبير من الشباب أن الجماعة جزء من "دولة العواجيز".
-الإعلان عن وعد سياسي بتشكيل التحالف لحكومة ائتلافية في حالة فوزه في الانتخابات القادمة، ويمكن أن يتم الالتزام بنسبة أكبر من 50% للائتلاف الحاكم لطمأنة المزيد من القوى السياسية (60% - 70%).
-إعلان بعض القيادات والرموز التي تم تشويهها إعلاميا اعتزال العمل السياسي في مناصب تنفيذية (وزراء أو محافظين) أو نيابية (مجالس النواب والشورى والمحليات)، واقتصارهم على العمل الحزبي.
-يجب تحديد رؤية واضحة لخطاب منصة رابعة، يلتزم برؤية التحالف الوطني السابق ذكره، واستبعاد المتحدثين الذين لا يلتزمون بهذه الرؤية، وإن كانوا أولو قربى.
ثالثا التحركات النوعية
الرهان على استمرار الزخم الشعبي للمسيرات والاعتصامات لفترة طويلة وحده مقامرة، ولذلك يجب تطوير تحركات نوعية جديدة. على سبيل المثال:
-عمل توكيلات من أهالي الشهداء والمصابين لمصريين مقيمين بالعواصم الأوروبية الكبرى، لتقديم دعاوى محاكمة رؤساء الانقلاب يتهم جرائم ضد الإنسانية، مما قد يصل إلى إصدار أوامر اعتقال لهم في حال دخولهم تلك البلاد.
-تنظيم فعاليات عالمية عقب صلاة عيد الفطر (يوم الخميس القادم)، تركز على رفض المسلمين في العالم البقاء تحت أنظمة عميلة للغرب، معادية للمرجعية الإسلامية، باستخدام التزوير او الانقلابات العسكرية، وترميز قضية مصر ومرسي في هذا الشأن.
-تحرك النقابات المهنية، والحركات مثل محامون ضد الانقلاب، ومهندسون ضد الانقلاب، بمراسلة الهيئات الدولية المرتبطة بهم مطالبين بتجميد عضوية مصر فيها طالما استمرت حكومة الانقلاب العسكري.
-عمل فيلم تسجيلي عن الحياة داخل اعتصام رابعة، ويرفق بترجمة احترافية، وشهادات لمستقلين وأجانب وصحفيين، ويتم بثه وتسويقه إعلاميا لتوضيح طبيعة "الإرهاب" الذي يحارب في مصر. أفضل سيناريو أن تتبنى هذه الفكرة قناة الجزيرة، ولكن يمكن أن ينفذها هواة أيضا.
-عمل نشرات إعلامية تلخص الحالة المتردية التي وصلت لها مصر في ظل الانقلاب سياسيا، واقتصاديا، واجتماعيا، وترد على أهم الأساطير الإعلامية المتداولة في هذا الشأن.
أرجو أن تصل هذه الرؤية لقيادات التحالف الوطني لدعم الشرعية، وأرجو أن يكون بها ما يقنعهم بضرورة التفاوض مع الشعب، والتنازل له إذا اقتضى الأمر، لا التفاوض أو التنازل مع العسكر وأمريكا، مهما كان الثمن.
من قبل طارق أبو علو.