كما ذكرت - من قبل - فان جانباً كبيراً من المهزلة أن الانقلابيين يحسبون أنفسهم أذكى من الشعب المصرى ، صاحب حضارة السبعة آلاف سنة أو يزيدون !!!
ولهذا أضحكنى كثيراً القرار الهزلى (بامتياز) الذى أصدرته حكومة الانقلاب تحت مُسمّى (الحد الأقصى للأجور) ..فقد تجاوز القوم فيه (الحد الأقصى للاستحمار) و محاولة (قرطسة) شعبى الحبيب !!!!!
اذ طبقاً لنص القرار فهو لا ينطبق سوى على موظفى الجهاز الادارى للدولة ..و هناك استثناء لكل علية القوم من تطبيقه !!!
فهو لا ينطبق على العسكريين ، و لا المخابرات ، و لا الشرطة ، و لا القضاء ، و لا الدبلوماسيين ،و لا البنوك ، و لا شركات الاستثمار ، و لا شركات البترول ،و لا قطاع الأعمال ، و لا الهيئات العامة ولا الكوادر الخاصة.!!! و من الواضح أنه يستهدف فقط الشرفاء الكادحين ، من الفقراء و المساكين ، أمثال عم سيد (كنّاس) البلدية ، و أخيه بيومى موظف التأمينات ، وابن خالتهما برعى ساعى البريد ، و ابن عمتهما مدبولى كاتب التموين..الخ الخ !!!
و هؤلاء (الغلابة) لن تصل رواتبهم الى الحد الأقصى المذكور ، و لو عملوا أعماراً (اضافية ) الى أعمارهم !!
و تعترف الحكومة بأن كل من سيُطبق عليهم القرار فى سائر أنحاء مصر المحروسة حوالى 8 آلاف موظف فقط لا غير !!! و بهذا يُمكن أن ندرك أحد أخطر أسباب الانقلاب على الرئيس الشريف الزاهد محمد مرسى،الذى لم يحصل –باعتراف وزارة مالية الانقلاب-على جنيه واحد من الخزينة العامة طيلة عام كامل !! فقد انتفضت ضده كل (الديناصورات) و (الوحوش ) و ( الجحوش) و (الحيتان ) و القطط (السمان)!!
و أمّا الحد الأدنى (المزعوم) فسوف يلتهمه التضخم ، بعد أن استبقت الحكومة (غير الرشيدة) الأمر ، و طبعت مليارات من النقود الجديدة ، بدون غطاء ذهبى ، ولا عملات أجنبية ، ولا سلع و خدمات مقابله ..و هذا يعنى زيادة محتومة فى كل الأسعار خلال الفترة القادمة ، و سوف تفقد النقود أكثر من نصف قيمتها الحقيقية .
(و كأنك يا أبو زيد ما غزيت) ..و ( و كأننا يا بدر لا رحنا و لا جينا)!!!
انه ليس أكثر من فصل جديد فى مسرحية ( الضرب على القفا )!!!
و ...اشرب يا شعبى العظيم ...فالعطش يقتل أحياناً !!!
...و بُكرة ( هتشحتوا ) فى مصر !!!!!!!!!!
حمدى شفيق
صحفى مفقوع المرارة