"روبرت فيسك".. يفجّر مفاجأة ويفتح سراديب الانقلابيين


نشرت "الإندبندنت" للكاتب "روبرت فيسك" أمس مقالاً قصيراً عن الأحداث في مصر. كثيرون لا يعرفون أن سقوط مصر هو سقوط للشرق الأوسط ككل، وستلتهم الخسائر كل من له علاقة بالشأن المصري من قريب أو من بعيد.. وكثيرون أيضاً يرون في بيان التحالف المؤيد للشرعية تنازلاً، إلا أن بيان التحالف جاء يؤكد الشرعية وعودة الرئيس، وإن اختلفت الطرق. الإسلاميون: الإسلاميون وبمساندة دولية وإقليمية وتأييد من بعض قادة الجيش المصممين على التضحية بـ"السيسي" قدموا ما يشبه المبادرة، وألقوا الكرة في ملعب الانقلاب الغارق في وحل انقلابه، ولا أمل أبداً في انتصار الانقلاب على إرادة المتظاهرين ولاسيما "طلاب الجامعات" الذين تسلموا زمام المبادرة وكانوا على قدر المسؤولية، فمازالت ثورتهم الجامعية ملتهبة وحادة وغير قابلة للتراخي أو التراجع. الشعب: زادت نسبة البطالة في مصر بشكل مخيف بعد توقف عشرات الشركات ومئات المصانع وإغلاق أكثر من 70 فندقاً بعد توقف العمل في مجال السياحة بشكل كبير، وقد أخفت السلطة الحالية في مصر تقريراً أعده بعض المنظمات التابعة لها، يفيد بأن أكثر من 400 ألف فقدوا عملهم منذ الانقلاب، وهذه الأعداد تزداد يومياً، فمسلسل الخسائر مستمر مادامت الأوضاع لم تهدأ، وتشهد مصر الآن ثورة من الاحتجاجات العمالية؛ بسبب تدهور الوضع الاقتصادي وعدم صرف مستحقات العمال على مدار أشهر الانقلاب الخمسة. المجاعة: المجاعات التي تشهدها الدول لا تأتي بغتة، بل تسبقها ممارسات وقرارات وخطوات خاطئة تؤدي في نهايتها إلى مجاعات، وما يحدث في مصر الآن هو مقدمة لمجاعة شعبية ستتحول تدريجياً وتلقائياً إلى ثورة جياع، لن تترك للعسكر أي سلطة، ولن تستطيع قوة العسكر المتمثلة في قوة الجيش أن توقف هذه الثورة، وهذا لا يعني أن ما يجري في مصر الآن ليس بثورة، بل هي ثورة، ولكنها ستنفتح على أطياف وطبقات ستحولها إلى ثورة تاريخية كبرى، وأكثر المستفيدين منها هم من يتظاهرون منذ 5 أشهر دون توقف لأن مطالبهم ستظل هي المطالب الأم. النخبة: مصر هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تعمل نخبتها مع الأجهزة الأمنية بلا استثناء، وبطرق مباشرة وغير مباشرة، واستعادة الشرعية سينسف ما يسمى بـ"النخبة المصرية"؛ لأنها مؤسسة يجب استئصالها من جذورها، وما تمتلكه النخبة من قنوات ومنابر إعلامية يجب التصعيد ضدها، لاسيما في هذه الأوقات التي يشعر فيها الإعلاميون بالرعب؛ لأنهم كانوا من أشد المحرضين على قتل الآلاف من الإسلاميين، وأغلب ما قدموه وما قالوه يقع تحت طائلة القانون، ومحاكمتهم أمر يجب ألا يتنازل عنه المتظاهرون؛ لأنهم كانوا سبباً رئيساً فيما آلت إليه الأمور في مصر، ومعاقبتهم ستكون مقدمة جيدة للتطهير، وأغلبهم الآن بدأ يدرك أن نهاية الانقلاب أصبحت أقرب بكثير مما يتوقع الكثيرون، ولعل أسرع من فهم وأدرك ذلك هو الصحفي "هيكل" الذي سارع بالاتصال بقيادات إخوانية وإسلامية خشية الانتقام منه. مبادرتي: أدعو أنصار الشرعية إلى تشكيل حكومة من الآن تستلم إدارة أعمال الحكومة بعد عودة الرئيس "مرسي"، والتنازل عن حكومة "مرسي" التي أقالها الانقلاب وسجن وزراءها؛ حتى يشعر المصريون بأن الأوضاع في طريقها للأفضل بعد أشهر قحط الانقلاب، وعلى التحالف أن يعلن اسم رئيس الحكومة التي ستساعد الرئيس "مرسي" في إدارة الدولة في أسرع وقت، وعلى العاملين على شبكات التواصل في منطقة الشرق الأوسط توضيح حقيقة ما حدث في مصر من مجازر، وترجمة ما حدث ونشره في كل صفحات العالم.