ساسة العالم وحكام القوى الكبرى وقادة المال والاعمال يعتبرون خروج الثوار في مصر الحدث الاهم والاكثر أهمية وما ستنتهى إليه الاحداث سترسم على أساسه خريطة مستقبل العالم ...
أمريكا هبطت بجيوشها وأسلحتها في منطقة الخليج العربي وهى تضع مصر نصب أعينها وكانت ترصد وتراقب عن كثب كل كبيرة وصغيرة يتناولها المصريون وكانت تقـّيم اوضاعهم وحالتهم النفسية ومدى بغضهم للشخصيات ومدى كراهية الشعب لمبارك وهى تعلم أن الشعب الموجود حاليا هو نفسه الشعب الذي خلصو في تحليله الى أنه الشعب الذي سيأتى عليه يوم ويصطدم في ذاته ليفرز نموذجا جديدا ولولا تدخلهم في الشأن المصري بعد تولى الاسلاميين حكم مصر لأصبحت مصر اليوم دولة رنانة أينما حلت تقدمت
وعندما تريد أن تقيس قيمة وقدر دولة ونظامها في منطقتها .. أنظر الى قدرة نظامها في ادارة ازمه دوليه ..
في ديسمبر 2008 شنت إسرائيل حربا شرسه ودموية على أهالى قطاع غزه وحددت هدفين للحرب وهما القضاء على حماس ووقف اطلاق الصواريخ أى إعادة احتلال القطاع مرة اخرى وقبل الحرب بــ 48 ساعه أعلنت تسيبي ليفنى وزيرة خارجية إسرائيل حين ذاك ومن مصر عن أن حماس ستتلقي ضربة ستقضي عليها
بدأت الحرب ودارة الة القتل وحصدت الاف القتلى والجرحى وأستخدمت اسرائيل كل الاسلحة المحرمة دوليا والقت على القطاع ارتالا وارتالا من المواد الحارقه وظلت الطائران تلقي الاف والاف من القنابل الانشطاريه الحارقه وهى تغطى مساحات كبيره على الارض وهى غير انها محرمة دوليا فهى تندرج تحت اسلحة الدمار الشامل وقتل مئات الاطفال والنساء وضربت المستشفيات وهدم 13 مسجدا واحدهم فوق المصلون واحرقت مخازن منظمات الاغاثه واستهدف الاعلاميين وفعلت اسرائيل كل ما يمكن فعله كى تنتصر في حربها بتنفيذ ولو هدف واحد من هدفي الحرب الا ان قوات حماس تصدو لها ببسالة منقطعة النظير بالرغم من ان مصر قيادة وجيشا وافقو على اغلاق المنفذ الوحيد للقطاع ولم يفتح الا لبعص الحالات الحرجة وغالبا ما كانت تعتقل وتستجوب وتعذب بعد الشفاء حتى الموت وسمحت مصر لمحمد دحلان بادارة شبكة تجسس في غزه لصالح اسرائيل من مسكنه في مدينة العريش ولم يسمع العالم غير ثلاثة اصوات كانت الاكثر قوة وصرامة في الموقف وهما تركيا وقطر وايران وهما الثلاثة دول التى استفادت سياسيا من الحدث بغض النظر عن بشاعة ما جرى والتصريح التركى بانها قد تضطر لارسال طائرات تركيه لنقل المصابين الاتراك اصاب اسرائيل بالدهشة وكانت مصر هى الدولة التى خسرت كل شئ واحرق علم مصر في مظاهرات العالم اكثر مما حرق علم اسرائيل واصبحت سفارات مصر مزار المتظاهرين والحقوقيين في كل مكان واصبحت مصر دولة سيئة السمعة ووضعت مصر واسرائيل في سلة واحده وشهد العالم تسيبي ليفنى تعلن عن الحرب من مصر وانتهت الحرب بشكر قدمه إيهود أولمـرت رئيس وزراء اسرائيل لحسنى مبارك وعلى المستوى العسكرى من لا يحقق هدف الحرب فأنه المهزوم دون النظر لخسائر الاخر ..
ومن مصر التى وضعت نفسها تحت الاستفزاز الاسرائيلى الى مصر التى حكمها العسكر عاما كاملا شنت إسرائيل خلاله حرب على أهالى قطاع غزه وحددت هدفين اولهما تقييم اداء نظام الرئيس محمد مرسي وقياس قدرته على ادارة ملف حرب في ظل عدم سيطرته على الجيش والامن وعدم تعاون الاجهزه المخابراتيه والمعلوماتيه معه والهدف الثانى كان الاضرار بهيكل حماس العسكرى قدر الامكان وتقليل وامتصاص قوتها خشية ان يصبح قرار ضرب غزه بعد ذلك امرا صعبا وخطيرا في ظل تنامى سلطة وقوة الاسلاميين وخاصة الاخوان المسلمين وبدأت الحرب في 2012 ورئيس مصر كان احد اعضاء مكتب ارشاد جماعة الاخوان المسلمين وحركة حماس هى نتاج الاخوان المسلمين والعلاقة بين الحركة والجماعة تاريخية وعميقة وفوجئت اسرائيل بحماس المدعومه من النظام المصري ترد بصواريخ اجبرت سكان تل ابيب على الهروب الى الملاجئ ووصفت صحف العالم تل ابيب بمدينة اشباح خالية من الحركه والسكان وبدأ عداد الخسائر الاسرائيليه وبرز الموقف المصري بقيادة مرسي واستضلفت مصر زعيمى قطر وتركيا ووصل رئيس وزراء مصر الى القطاع ليعلن ان مصر مع القطاع ولحق به وزير خارجية تركيا وظهرت مصرالرائدة التى يهدد رئيسها تل ابيب من داخل مسجد واختفت ايران من المشهد وتلاشى الدور التركى ولم يرى سوى مصر ولم يسمع غير صوت مصر واقيمت الى جوار المعبر مستشفيات ميدانية لمعالجة الجرحى ودخلت كل المساعدات التى يحتاجها القطاع من دواء وغذاء وامدادات عسكرية واسلحة متطورة لم تستطع المخابرات المصرية ايقافها او حتى الاعتراض عليها وشهد العالم بالدور المصري وشعرت اسرائيل حكومة وشعبا ان مصر قد تغيرت وان نظاما جديدا قد تولى ووصفت صحف اسرائيل مرسي بقصير القامة الذي حرق دم نتنياهو وما ان علمت اسرائيل ان مرسي يسعى لامتلاك صواريخ مداها من 300 الى 500 كيلو من روسيا حتى بدأ الضغط على البنتاجون ليضغط على الجيش المصري لوقف طموح مرسي وكبح جماحه ولولا الانقلاب لاصبحت مصر تملك صواريخا تشعل اى منطقة في اسرائيل في اى وقت اذا وصلت هذه الصواريخ الى قلب سيناء وموقع مصر فقط يمثل قوة لا تضاهيها الاسلحة ومن سيناء يمكن اخلاء اسرائيل باكملها من السكان ثم تدمير مداخل الانفاق بالصواريخ وهذا ما ادركه المشير ابو غزالة وزير دفاع مصر الاسبق الذي ادرك ان الصواريخ هى نقطة ضعف اسرائيل وتم الضغط من امريكا حتى تم عزله ومنعت مصر من محاولة امتلاك الصواريخ حتى سافر مرسي الى روسيا والهند وباكستان وبدأ التعاون العسكرى يأخذ خطوات جاده اعتبرت بعد الانقلاب في حكم العدم حتى تعود الشرعية او ان مصر ستتراجع كما كانت دولة تابعة لا كلمة لها ولا وزن ولا قيمة لنظامها وتؤمر فتنفذ ولن يحترم مصري ما دامت مصر تحت الاستفزاز الدولى ومادمت التبعية مبدأ العسكر فلن يكتب لمصر نهضة لان الحكم العسكرى يستمد قوته وبقائه من ضعفه امام القوى الكبرى
وبين مصر 2008 التى يحكمها العسكر ومصر 2012 التى حكمها مرسي فرق شاسع و من يريد الاولى هم العبيد اعداء الحريات واصحاب المنافع والمصالح الرخيصه ومن يريد الثانية هم من يقتلون كل يوم في الشوارع وفي النهاية ستنتصر الثورة لان الرصاص لا يحصد ارواح الشعوب بل يحصد في النهاية ارواح قادة المجازر والقذافي خير دليل واعظم مثال وشباب مصر الان على اهبة الاستعداد لملاحقة فريق الانقلاب في كل مكان دون ان يضطرو الى حمل السلاح ومواجهة الرصاص بالرصاص فاحيانا تكون الصدور العارية اقوى من القنابل واحيانا يكون صمت البعض اقوى من طلقات المدافع وكتلة كبيرة من الشباب الذي صمت طيلة الاشهر التى اعقبت الا نقلاب بدأ ينفجر ويعلن عن تمرده المضاد لتمرد العسكر على النظام المدنى المنتخب وما اصبح مكشوفا هو رعب الانقلابيون وكل من حولهم فهم لايدافعون عن مراكز السلطه في مصر بل يدافعون عن حياتهم التى قد يفقدونها في حالة سقوط الانقلاب وسيسقط الانقلاب وسيندم من لم يقفز من سفينة تتجه صوب الجحيم بسرعة لن تتوقف الا بالاصطدام