هذه القصة ذكرها الكاتب بلال فضل في مقاله بالشروق ولئن صدقت الرواية فأنا مدين باعتذار للكاتب الأستاذ محمد القدوسي لأني راجعته في عبارة قالها قبل نحو شهرين واعتبرتها حينئذ تجاوزا.
يقول بلال فضل: «الحاجة محروسة بدوى، صاحبة الـ62 عاما التى صعدت روحها إلى بارئها فجر يوم الجمعة فى الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، والمعروفة بين أهالى المنطقة بـ«أم حسن». لم يشفع لها كبر سنها فى رحمتها من بطش زوار الفجر، 10 دقائق كانت كفيلة بإنهاء حياتها، تلقت خلالها ضربتين على الرأس بظهر طبنجة أحد ضباط «أمن الدولة» الذى اقتحم المنزل ليلا، بحثا عن ابنها المحامى الذى يدافع عن المعتقلين السياسيين فى إطار مهام عمله.
فى شارع الاعتماد بساقية مكى حيث منزل الأم روت لنا زوجة نجلها هانى، ما حدث بالتفصيل فى هذا اليوم كونها الوحيدة الموجودة بالمنزل مع أم هانى «لم يكن بالبيت سوى والدة هانى زوجى حيث تقطن فى الطابق الأول وأنا وأولادى فى الطابق الثانى، كان أحفاد «أم هانى» نائمين، والسكون يغطى المكان، ومع دقات الثانية إلا ربع صباحا فجر يوم الجمعة الماضى، فوجئت الأم والزوجة بـ«خبط ورزع» على باب الشارع الحديد وكأن القيامة قد قامت، وتحول شارع الاعتماد و6 أكتوبر إلى ترسانة مسلحة، حيث تراصت نحو 8 سيارات ترحيلات كبيرة مليئة بتشكيلات الأمن المركزى، وانتشرت القوات الخاصة وهم ملثمون بزيهم الأسود المعروف مرتدين الدروع الواقية، وأجهزة اللاسلكى، والكشافات، ومسلحين بالرشاشات والطبنجات ومعهم «أجنة كبيرة» استخدموها فى كسر باب الشارع الحديد».
وتابعت فى حسرة: «استيقظت والدة هانى مخضوضة على هذا الصوت ونزلت لتفتح لهم الباب لتفاجأ بأنهم كسروه ودخلوا، لم يعطوا لها أدنى اهتمام رغم كبر سنها وامتلأ المنزل عن آخره بضباط الداخلية والقوات الخاصة يفتشون عن زوجى وحينما رأت القوات تصعد إلى الطابق العلوى حيث أقطن وأولادى صعدت خلفهم لتكون معنا، إلا أن الضابط نهرها وطلب منها النزول ولم يمهلها الرد وبطبنجته ضربها ضربتين على مقدمة رأسها لتسقط جثة هامدة، وتجمع الدم فى مقدمة الرأس، فلم تأخذهم بها شفقة أو رحمة وبعد سقوطها على الأرض لم يكترثوا لها كما لم يلقوا بالا أو تتحرك قلوبهم لبكاء الأطفال أبناء زوجى وأحفاد الجدة التى نحسبها شهيدة». وأضافت: «دخلوا فتشوا المنزل وغرف نوم الأطفال وسط فزع الصغار، لم يجدوا زوجى، وأخبرتهم بأنه خارج مصر وأعطيتهم التأشيرة ليروها فأخذوها وكافة تفاصيل بطاقتى، وغادروا المنزل، هرولت على السلم لا استطيع أن أتمالك أعصابى وتجمع الجيران بعد رحيل الأمن وطلبنا الإسعاف ولكن أم هانى كانت فارقت الحياة».
«أعتبرها أمى لم أجد منها سوى كل الخير»، كلمات خرجت من زوجة هانى لتعبر بها عن قلبها المحترق من بطش الأمن، لافتة إلى أن «أم هانى» أدت صلاة العشاء جماعة فى المسجد، رغم أنها كانت انقطعت عن الذهاب لعدة أيام بسبب البرودة القارسة التى لا يقوى جسدها على تحملها، وأخذت تحتضن أهالى منطقتها وكأنها تودعهم، وكانت حريصة على قيام الليل ولفتت إلا أن كلام المُغسلة لها خفف عليهم الكثير وكان بمثل مؤشرات بأنها شهيدة بإذن الله؛ حيث رفضت المغسلة أن تغطى وجه أم هانى حتى يراها أهل المنزل ووجها مشرق، ووضع الجسد على ما هو عليه رغم أن الساعة كانت العاشرة صباحا».
«مصر العربية» اتصلت بالابن الهارب هانى الأرنؤوطى المعروف بهانى سعيد، 37 عاما، والذى تبحث قوات الأمن عنه لتعتقله، قائلا «كان خبر وفاة أمى صدمة كبيرة لى، الأمن المركزى جاء ليبحث عنى لأنى محامى المعتقلين السياسيين وضحايا النهضة حيث أدافع عنهم دون مقابل، وحينما لم يجدونى بالمنزل قتلوا والدتى الكبيرة فى السن دون أدنى شفقة». وأشار إلى أنه تم اعتقال حتى الآن 52 محاميا كل تهمتهم أنهم يدافعون عن المعتقلين السياسيين، قائلا: «يبدو أن الدور جاء على».
«وبكره تشوفوا مصر».
يقول بلال فضل: «الحاجة محروسة بدوى، صاحبة الـ62 عاما التى صعدت روحها إلى بارئها فجر يوم الجمعة فى الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، والمعروفة بين أهالى المنطقة بـ«أم حسن». لم يشفع لها كبر سنها فى رحمتها من بطش زوار الفجر، 10 دقائق كانت كفيلة بإنهاء حياتها، تلقت خلالها ضربتين على الرأس بظهر طبنجة أحد ضباط «أمن الدولة» الذى اقتحم المنزل ليلا، بحثا عن ابنها المحامى الذى يدافع عن المعتقلين السياسيين فى إطار مهام عمله.
فى شارع الاعتماد بساقية مكى حيث منزل الأم روت لنا زوجة نجلها هانى، ما حدث بالتفصيل فى هذا اليوم كونها الوحيدة الموجودة بالمنزل مع أم هانى «لم يكن بالبيت سوى والدة هانى زوجى حيث تقطن فى الطابق الأول وأنا وأولادى فى الطابق الثانى، كان أحفاد «أم هانى» نائمين، والسكون يغطى المكان، ومع دقات الثانية إلا ربع صباحا فجر يوم الجمعة الماضى، فوجئت الأم والزوجة بـ«خبط ورزع» على باب الشارع الحديد وكأن القيامة قد قامت، وتحول شارع الاعتماد و6 أكتوبر إلى ترسانة مسلحة، حيث تراصت نحو 8 سيارات ترحيلات كبيرة مليئة بتشكيلات الأمن المركزى، وانتشرت القوات الخاصة وهم ملثمون بزيهم الأسود المعروف مرتدين الدروع الواقية، وأجهزة اللاسلكى، والكشافات، ومسلحين بالرشاشات والطبنجات ومعهم «أجنة كبيرة» استخدموها فى كسر باب الشارع الحديد».
وتابعت فى حسرة: «استيقظت والدة هانى مخضوضة على هذا الصوت ونزلت لتفتح لهم الباب لتفاجأ بأنهم كسروه ودخلوا، لم يعطوا لها أدنى اهتمام رغم كبر سنها وامتلأ المنزل عن آخره بضباط الداخلية والقوات الخاصة يفتشون عن زوجى وحينما رأت القوات تصعد إلى الطابق العلوى حيث أقطن وأولادى صعدت خلفهم لتكون معنا، إلا أن الضابط نهرها وطلب منها النزول ولم يمهلها الرد وبطبنجته ضربها ضربتين على مقدمة رأسها لتسقط جثة هامدة، وتجمع الدم فى مقدمة الرأس، فلم تأخذهم بها شفقة أو رحمة وبعد سقوطها على الأرض لم يكترثوا لها كما لم يلقوا بالا أو تتحرك قلوبهم لبكاء الأطفال أبناء زوجى وأحفاد الجدة التى نحسبها شهيدة». وأضافت: «دخلوا فتشوا المنزل وغرف نوم الأطفال وسط فزع الصغار، لم يجدوا زوجى، وأخبرتهم بأنه خارج مصر وأعطيتهم التأشيرة ليروها فأخذوها وكافة تفاصيل بطاقتى، وغادروا المنزل، هرولت على السلم لا استطيع أن أتمالك أعصابى وتجمع الجيران بعد رحيل الأمن وطلبنا الإسعاف ولكن أم هانى كانت فارقت الحياة».
«أعتبرها أمى لم أجد منها سوى كل الخير»، كلمات خرجت من زوجة هانى لتعبر بها عن قلبها المحترق من بطش الأمن، لافتة إلى أن «أم هانى» أدت صلاة العشاء جماعة فى المسجد، رغم أنها كانت انقطعت عن الذهاب لعدة أيام بسبب البرودة القارسة التى لا يقوى جسدها على تحملها، وأخذت تحتضن أهالى منطقتها وكأنها تودعهم، وكانت حريصة على قيام الليل ولفتت إلا أن كلام المُغسلة لها خفف عليهم الكثير وكان بمثل مؤشرات بأنها شهيدة بإذن الله؛ حيث رفضت المغسلة أن تغطى وجه أم هانى حتى يراها أهل المنزل ووجها مشرق، ووضع الجسد على ما هو عليه رغم أن الساعة كانت العاشرة صباحا».
«مصر العربية» اتصلت بالابن الهارب هانى الأرنؤوطى المعروف بهانى سعيد، 37 عاما، والذى تبحث قوات الأمن عنه لتعتقله، قائلا «كان خبر وفاة أمى صدمة كبيرة لى، الأمن المركزى جاء ليبحث عنى لأنى محامى المعتقلين السياسيين وضحايا النهضة حيث أدافع عنهم دون مقابل، وحينما لم يجدونى بالمنزل قتلوا والدتى الكبيرة فى السن دون أدنى شفقة». وأشار إلى أنه تم اعتقال حتى الآن 52 محاميا كل تهمتهم أنهم يدافعون عن المعتقلين السياسيين، قائلا: «يبدو أن الدور جاء على».
«وبكره تشوفوا مصر».