استغنت الأحزاب المدنية عن مقعد شريكها فى الإنقلاب العسكرى "حزب النور" ، حيث وجّه الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد الدعوة لرؤساء وممثلي الأحزاب المدنية لعقد اجتماع طارئ ظهر غد الأربعاء بحزب الوفد ، لمناقشة قانون الانتخابات البرلمانية القادمة ، متناسيا بذلك توجيه الدعوة لحزب النور.
وكانت نية أعضاء تلك الأحزاب مبيته من قبل ، حيث شن الحاضرون في اجتماع القوى المدنية لتعديل دستور الإنقلاب - في الثامن والعشرون من يوليو الماضي - هجوماً شديداً وصل لحد السب والقذف بحق حزب النور الذي شاركهم خطة وخارطة الانقلاب.
كما شدد فيه الحاضرون على أن هوية مصر علمانية ، وأنه حان الوقت للقضاء تماماً على تيار الإسلام السياسي ، وظل الهجوم مستمراً حتى فوجئ الحاضرون أن اللقاء مذاع على الهواء مباشرة.
كما شن النمنم هجوماً شديداً على حزب النور ، وصل لحد السب والقذف ، حيث وصف النور بالمرأة التي تطلب من زوجها 100 جنيه ، فإذا لم يعطها تهدده بالحصول عليها بطرق غير شريفة ، وأضاف النمنم أن الوقت الآن مناسب للغاية لإخراج التيار الإسلامي من المشهد تماماً.
وبدأت القوى السياسية - المؤيدة للانقلاب – بشكل مباشر في الإعلان عن خطواتها في الإطاحة بحزب النور بعد ظهور نتيجة الاستفتاء على الدستور، ووجه أعضاء الأحزاب والتيارات اليسارية والليبرالية هجوما على حزب النور، ولكنه هدأ نوعا ما حتى إستغلال دورهم في المساعدة في تمرير عملية الإستفتاء.
وقد ظهر حزب النور كشريك رئيسي في مشهد الإنقلاب العسكري في الثالث من يوليو، ومشاركته فى خارطة الطريق ولجنة الخمسين لتعديل الدستور ، بدعوي حفاظه على مواد الهوية الاسلامية ، لكنه تراجع عن موقفه السابق بضرورة عدم المساس بالتفسير الموجود في دستور 2012 ، والذى وصفه من قبل بأنه الحد الأدنى الذي لا يمكن القبول بما هو أقل منه.
وكان حزب النور من أشد المعارضين للقبول بتفسير المحكمة الدستورية العليا لمبادئ الشريعة خلال مناقشة دستور 2012 ، ورغم ذلك حلل "مشايخ النور" قبول الدستور الإنقلابي حتى بعدما أطاح بمواد الهوية الإسلامية.
وبعد إعلان نتيجة الدستور، ظهر نادر بكار - مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام - مع الإعلامية جيهان منصور فى برنامج "دستور مصر" على قناة التحرير ، فى مناظرة مع أحمد فوزي - الأمين العام للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي.
وهاجم فوزي حزب النور قائلا أن : حزب النور انضم لثورة 30 يونيو مضطر وليس بإرادته ، لأنه "برجماتي ويتمتع بذكاء سياسي ، حيث أدرك أن أداء الإخوان المسلمين يضر بالتيار الاسلامي" ، مؤكدا أن الخطاب السياسي لبعض قادة "النور" ساهم في تكريس الطائفية ، بحسب قوله.
واستمر فى الهجوم عليه وأضاف "فوزي" أن : "النور" يعتقد أن الناس خرجت في 30 يونيو ضد حكم الإخوان ولكن الشعب خرج فزعا من التيار الإسلام السياسي وحوادث الاعتداء على الكاتدرائية والأزهر ، وسحل شيعة " ، واشار أنه لا يقيم أداء حزب النور قائلا:"ولكن على الحزب وقياداته أن تبحث سر تراجع قوتها في الحشد عن الاستحقاقات الانتخابية السابقة".
وبذلك يجني برهامي ومن حوله من بعض شيوخ الدعوة السلفية ، وقيادات حزب النور ، ثمن خيانتهم ومشاركتهم في خطة الانقلاب العسكري الدموي.
المصدر : رصد