أثار الفيديو الذي نشره حزب "النور" السلفي، للتدليل على نقض "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، عهودهم مع قيادات سلفية بقيادة الشيخ محمد حسان قبل فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، جدلاً واسعًا، وطرح التساؤلات حول كواليس "المفاوضات السرية" التي جرت عشية فض الاعتصام في 14 أغسطس الماضي. إذ لم يعد سرًا وبعد مضي أكثر من 5 أشهر على فض الاعتصام الذي أسفر عن سقوط آلاف القتلى والمصابين، الحديث عن الجهود والوساطات التي قادتها بعض الشخصيات عشية فض الاعتصام عبر اتصالات دارت مع أطراف مع قيادات "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، وقيادات بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة، لتجنب ارتكاب "مذبحة الفض" التي وقعت يوم 14 أغسطس الماضي. وكان من بين هؤلاء الذين قادوا محاولات حثيثة لتجنب "حمام الدم" مجموعة من العلماء والدعاة أبرزهم الشيخ محمد حسان والدكتور عبدالله شاكر، رئيس مجلس شورى العلماء، والدكتور محمد المختار المهدي الرئيس العام للجمعية الشرعية في مصر، والدكتور جمال المراكبي، رئيس جمعية أنصار السنة، والدكتور محمد عبد السلام، القيادي بالدعوة السلفية، والدكتور محمد أبوموسى عضو هيئة كبار علماء الأزهر. وكان ذلك عبر مسارين مختلفين؛ الأول مع قيادات من التحالف "الوطني لدعم الشرعية" وهم الدكتور عبد الرحمن البر، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، والدكتور صلاح سلطان، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وأيمن عبد الغني، القيادي بحزب الحرية والعدالة، وصفوت عبد الغني، القيادي بحزب البناء والتنمية، وإيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة. وبحسب رواية الشيخ محمد حسان فإنه تم خلال اللقاء مع قيادات "التحالف الوطني" الاتفاق على ثلاث نقاط رئيسية وهي: "حقن الدماء وعدم فض الاعتصامات بالقوة، وتهيئة الأجواء لمصالحة حقيقية، والإفراج عن جميع المعتقلين بعد 30 يونيو وإسقاط جميع القضايا". أما المسار الثاني؛ فكان عبر لقاء مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وكبار قيادات المجلس العسكري، وعدوا خلاله بعدم فض الاعتصامات بالقوة، "لكن بشرط تهيئة الأجواء عبر منصة رابعة والنهضة، وأن تظل الاعتصامات سلمية"، كما أكد الداعية السلفي الشهير، بعد أن "أسمعتهم ما يرضي ربنا، وذكرتهم بحرمة الدماء وضرورة حقنها، وأن فض اعتصامات الشباب في الميادين بالقوة كارثة ومصيبة، ونقلت لهم الخوف من الحرب الأهلية". لكن حسان لم يكشف عن تفاصيل أخرى خلال اللقاء المشار إليه، تحصلت عليها "المصريون" من خلال مصادر وثيقة الصلة بالمفاوضات التي أجراها الوسطاء مع السيسي وقيادات المجلس العسكري، إذ طلب وزير الدفاع من الحضور تهدئة الخطاب الذي يتم توجيهه عبر منصة "رابعة"، قائلاً ما نصه: "خليهم يهدوا شوية، ومفيش داعي للشتايم"، مضيفًا: "هم بيدعوا علي، خليهم يدعوا". وأكد المصدر أن السيسي أثنى على شخص الرئيس المعزول محمد مرسي، قائلاً للوسطاء في بداية كلامه: "الدكتور مرسي إنسان فاضل، وأحبه في الله"، وأشار إلى أنه حذره "والإخوان المسلمين" أكثر من مرة، بأن "مشروعهم في الحكم غير قابل للتطبيق"، مضيفًا لهم: "خلينا نتكلم بصراحة التجربة الإسلامية فشلت في السودان والجزائر وتركيا، فكيف سيتم تطبيقها في مصر"؟ وخلال تلك الجلسة، طلب الشيخ محمد حسان بضرورة عودة القنوات الإسلامية، وهو ما رفضه السيسي في البداية، قبل أن يقتصر طلبه على عودة قناة "الرحمة"، المملوكة للداعية السلفي، وهو ما استجاب له، قائلاً: "رجعوا قناة الشيخ حسان"، إلا أن أحد العلماء الحاضرين، قال: "إذا فتحت الرحمة فلابد من فتح باقي القنوات، حتى لا يفهم الأمر أنه خاص للشيخ حسان، وعلى الفور قال السيسي: لا الرحمة ولا غيرها".
اقرأ المقال الاصلى فى المصريون :
اقرأ المقال الاصلى فى المصريون :