صحفي ألماني: “مكافحة الإرهاب” هي من تصنع الإرهاب في مصر




أورد الصحفي الألماني كريم الجوهري ذو الجذور المصرية تقريراً عن الممارسات القمعية للحكومة المصرية تجاه تظاهرات أنصار جماعة الإخوان على مدونة تابعة لصحيفة “تاجس تسايتونج” الألمانية.

وإليكم التقرير :

أولا وقبل كل شيء تحذير يجب أن تأخذوه على محمل الجد لضعاف القلوب قبل مشاهدة الفيديو بالأسفل حيث يحتوي على مشاهد وحشية.

الفيديو الذي يتحدث عنه الصحفي والخاص بمذبحة المطرية
http://www.youtube.com/watch?v=YAjB9y9j9hI

من فضلكم أقرأوا الكلام أولا ثم انظروا ما إذا كنتم ستشاهدون الفيديو أم ستكتفون بقراءة الوصف المكتوب لمحتوي الفيديو.

سألت نفسي مراراً ما إذا كان علي أن أنشر هذا الفيديو أم لا . ولكن في الحقيقة لم تفارق ذهني المشاهد التي رأيتها ولم أستطع النوم بالأمس.

يظهر في الفيديو مجموعة من المتظاهرين بالمطرية “أحد أحياء القاهرة الفقيرة” خلال إحياء ذكرى الثورة الثالثة في الوقت الذي كان يحتفل فيه المشير عبد الفتاح السيسي كانت هناك تظاهرة بالمقابل تضم بعض أنصار جماعة الإخوان المسلمين يحملون صورة الرئيس المعزول محمد مرسي .

بداية قام المتظاهرون بتمزيق صورة السيسي مرددين هتافات معادية له ولوزارة الداخلية .

بعد ذلك يتم الاعتداء على المتظاهرين بوابل من الرصاص ويتفرق المتظاهرين باحثين عن مأوى للوقاية من ضرب النار.

القتلى والمصابين تم نقلهم إلى نهاية الشارع بالعشرات حيث المشاهد الأسوأ داخل المستشفى الميداني وبكيت في تلك اللحظة بعدما رأيت الجرحى والقتلى داخل المستشفى بلا إسعافات في حين يحاول البعض جلب المساعدة ولكن دون جدوى.

وجوه تلك الشباب الصغير لم تعد تفارق ذهني بعد أن تم الاعتداء على تلك التظاهرة باسم “مكافحة الإرهاب”.

مشاهد هؤلاء الشباب واليأس في عيونهم والحزن والغضب يملأ قلوبهم وحناجرهم جعلني أردد “من هنا ينشأ الإرهاب”.

عندما يتكرر هذا المشهد كل يوم فسيتحول كثير من هؤلاء الشباب إلي متطرفين قد يحملون السلاح وساعتها ستكون مصر في أزمة حقيقية.

لم يمر شهرين على ارتكاب مذبحة مماثلة لما رأيته اليوم في المطرية.

وهنا أتساءل: هل يمكن للمرء في تلك الظروف بناء منزل أو تكوين أسرة؟ هل يمكنك في ظل مشهد كهذا أن تلتقي زملاءك مساءا وتقضون بعض الوقت الممتع على ضفاف النيل وهو الشيء الذي كان يحلم به من يقطنون تلك الأحياء عندما قامت الثورة قبل ثلاث سنوات.

ولكن الآن بعد أن فقد الكثير منهم صديقه أو جاره ماذا يمكن له أن يفعل؟ ربما التظاهر مرة أخرى وتكرار الأمر ذاته ولكن بعد ذلك يمكن أن يتحول الأمر إلى لعنة.

في النهاية يجب أن نقف مع أنفسنا جميعا لمنع تقسيم البلد سوءا كنت مع الجيش أو الإخوان المسلمين والسعي لوقف دائرة العنف المتصاعدة وإلا سوف نتحول إلى السيناريو السوري أو الجزائري ففي البداية تعودنا على سقوط قتيلين أو ثلاثة لكن في نهاية الأسبوع الماضي وصل عدد القتلى إلى 60 على الأقل كان 21 منهم في المطرية وحدها خلال الذكرى الثالثة للثورة.

أحد المقربين لي ممن يدعمون الجيش يقول لي دائما لا تقلق الأمور ستتحسن وبالاتجاه الأخر أحد أصدقائي ممن يدعمون الإخوان يقول لي لا تقلق فالثورة الثانية قادمة.

لكني ازداد قلقا يوماً بعد يوم علي البلد التي أحبها والتي عشت فيها ما يقارب ربع قرن وعملت فيها كصحفي وعايشت أهلها وحاولنا سوياً التغلب على مصاعب الحياة بالكثير من الفكاهة لقد أصبحت قلقا جدا وأخاف أن تكون البلد وأهلها يتجهون ناحية الهلاك.

رابط التقرير من مدونة الصحفي الألماني: هنـــا

http://blogs.taz.de/arabesken/2014/01/27/agypten-wenn-terroristenbekampfung-erst-terroristen-schafft-ein-personliches-pladoyer/

ترجمة عمر نايل
المصدر| الصفوة نيوز