التاريخ يعيد نفسه كوبي بسيت والعسكر العامل المشترك في المشهد السياسي منذ الخمسينات
في
الحصول على الرابط
Facebook
X
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
التاريخ يعيد نفسه كوبي بيست والعسكر العامل المشترك في التفجيرات والأحداث الدامية ضد أبناء الشعب في المشهد المصري منذ الخمسينات .
تعقيباً على الثلاث تفجيرات التي حدثت اليوم بمنطقة ميدان النهضة ( محيط جامعة القاهرة ) والتي راح ضحيتها عميد شرطة وإصابة خمس جنود. بدايةً : نقول ونؤكد على أن الدم المصري حرام كل الدم المصري حرام ونرفض وندين بشدة إراقة الدماء المصرية.
ثانياً : إن مايحدث هو من آثار الإنقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي فهذا هو ديدن وشأن العسكر منذ أكثر من ستون عاماً يقتلون القتيل ويمشون في جنازته وأنا أستشهد بما ذكره اللواء محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية التي إنقلب عليه عبد الناصر بعد أن أدى محمد نجيب مهمته من وجهة نظر عبد الناصر فقد ورد في كتابه كنت رئيساً لمصر حرفياً مايلي:
أكد فيه أنه وقعت ستة تفجيرات في أماكن متفرقة منها السكة الحديد والجامعة وجروبي …الخ ولم يقبض على الفاعل حتى الآن ، وقد عرفت بعد سنوات أن هذه الإنفجارات كانت بتدبير من جمال عبد الناصر كما إعترف عبد اللطيف البغدادي نائب رئيس الجمهورية في مذكراته وذلك لإثبات أن الأمن غير مستقر ولابد من العودة الى الحالة الغير عادية .
ويضيف اللواء محمد نجيب أنا شممت هذه الرائحة القذرة في إجتماع اليوم التالي للتفجيرات فقد تعالت الصيحات التي تطالب بالضرب على أيدي المخربين وقلت لهم في الإجتماع في صراحة أقرب للإتهام لايوجد صاحب مصلحة في هذا التخريب الإ هؤلاء الذين يريدون تعطيل مسار الشعب الى الديموقراطية .
هذا نقل حرفي من كتاب كنت رئيسا لمصر للواء محمد نجيب ثم نعرج على كتاب المؤامرة الكبرى للدكتور مصطفى محمود والذي ذكر فيه ما يلي :
بأن خالد محيي الدين أحد الضباط الأحرار وهو بالمناسبة من حزب التجمع اليساري المعادي تماماً لجماعة الإخوان المسلمين قال خالد محيي الدين في مذكراته أن جمال عبد الناصر طلب من مجلس الثورة تكوين تنظيم سري للتخلص من الإخوان المسلمين والشيوعيين وطبقة البشوات الرجعية وقال ان عبد الناصر كان ضد الديموقراطية على طول الخط وانه هو الذي دبر التفجيرات الستة التي حدثت في الجامعة وجروبي ومخزن الصحافة بمحطة سكك حديد مصر وأنه إعترف لبغدادي وكمال حسين وحسن ابراهيم أنه دبر هذه التفجيرات لإثارة مخاوف الناس من الديموقراطية وللإيحاء بأن الأمن سيهتز وأن الفوضى ستعود إذا مضوا في طريق الديموقراطية.
وأكثر من ذلك هو الذي نظم إضراب العمال في شهر مارس 1954 وأنه هو الذي انفق عليه وموله وذكر خالد محيي الدين ان عبد الناصر قال له بالحرف الواحد هذا الإضراب كلفني أربعة آلاف جنيه وهي تساوي أثناء كتابة هذه المذكرات 400.000 جنيه وبسعر اليوم مايقرب من 4 ملايين جنيه.
بهذه العقلية التآمرية كان عبد الناصر يدير شؤون مصر ويفجر القنابل وينظم الإضرابات ثم يبحث عن متهمين وهميين يعلق في رقابهم التهم والشبهات تلك كانت حالتا ايام حكم العسكر وتلك اعترافاتهم ويشكر الأخ خالد محيي على أمانته وصدقه وضميره المحايد. إنتهى الكلام على لسان الدكتور مصطفى محمود .
هناك عدة أدوات وعوامل مشتركة بين ماحدث في الخمسينات ومازال يستخدمها العسكر اليوم بنفس الطريقة والسيناريو والتنفيذ وكأنهم ينسخون التجربة الناصرية ويلصقونها على أرض الواقع الآن ولا يدركون أن هناك متغيرات في الأدوات على أرض الواقع فقد كانت أدواتهم كما يلي :
1- عراب الانقلابات العسكرية محمد حسنين هيكل الذي يقترب من الستعين عاما والذي وضح أنه مازال يمارس دوره القديم ضد جماعة الإخوان المسلمين وضد الحرية والديموقراطية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية
2- الإعلام فمازلنا نعيش بنفس إعلام وعقلية الخمسينات التي تعمل على تغييب الشعب وتسوق أكاذيب وتلفيقات وقصص وهمية وإتهامات غير حقيقية وتشويه في الجماعة بصفة خاصة وأبناء التيار الإسلامي بصفة عامة والذين عوملوا على أنهم مواطنون من الدرجة الثالثة طوال الستون سنة الماضية بل أننا وصلنا بأنهم لم يعد لهم قيمة فاصبحوا يقتلون في الشارع على أهون سبب أو يتم القبض عليهم والتنكيل بهم ونسائهم بل ووصل الأمر للتحرش وإغتصاب بعض الفتيات والسيدات اللاتي تم إعتقالهن
3- القضاء فقد قام عبد الناصر بعمل مجزرة القضاء في الستينات وأطاح بشرفاء القضاء الحقيقيون وعلى رأسهم جدي المستشار ممتاز نصار رحمه الله وأنشأ المحكمة الدستورية العليا لكي تخدم على مشروعه وأفكاره وأهدافه.
4- نفس الفكر العقيم والعقلية التي لا تفكر الإ في الحل الأمني والتي ثبت فشلها على مدار ستون عاما حيث سخرت أجهزة الدولة قدراتها وإمكانياتها لمحاربة أبناء التيار الإسلامي وحرمت عليهم كل مؤسسات الدولة وأدى ذلك إلى أننا تأخرنا عن ركب الأمم الكثير والكثير فقد بدأت معنا دولاً التنمية والنهضة مثل اليابان وكوريا الجنوبية والهند والصين وسنغافورة وماليزيا ودولاً بعدنا مثل تركيا والبرازيل أين هم وأين نحن بسبب حكم العسكر .
5- الأجهزة الأمنية والمؤسسة العكسرية حيث زرع عبد الناصر ضابط جيش أو شرطة في كل مؤسسة مدنية لكي يضمن الولاء له وإتخذ القمع والتنكيل والتعذيب والقتل أسلوبا للتخلص من خصومه حتى وصل الأمر الى الجيش بأنه عين صديقه الغير كفء في وقتها عبد الحكيم عامر وقام بترقيته وتخطيه لضباط أقدم وأخبر منه حتى أوصله الى درجة المشير وعينه وزيراً للدفاع ومن هنا يتضح أن عبد الناصر هو أول أسس لعسكرة الدولة وفساد القضاء والديكتاتورية وإختيار أهل الثقة وليس أهل الخبرة وقد شهدت مصر في عهده هزيمة 1967 والتي اقل مايقال عنها أنها وكسة وكارثة ومصيبة أثرت على الوضع المصري فيما بعد بسبب أهل الثقة وعسكرة الدولة ، الغريب و العجيب في الأمر أن الإعلام وقتها صور الهزيمة على أنها إنتصار وللأسف هو نفس الأسلوب الغبي للإعلام المصري الآن.
نعود لموضوع التفجيرات ونتذكر ما قاله المستشار وليد شرابي أحد قضاة مصر الشرفاء والمتحدث الرسمي باسم قضاة من أجل مصر والتي احالتهم السلطة القضائية القائمة في مصرالآن الى الصلاحية بسبب وقوفهم إلى جانب الحق والشرعية.
حيث أكد على قناة الجزيرة مباشر مصر والجزيرة الإخبارية قبل شهرين تقريباً بأنه عندما علم السيسي بأن الجنائية الدولية قبلت ملفات مجازر النهضة والمنصة ورابعة العدوية ورمسيس وسيارة الترحيلات والذي قتل فيها المئات من الأبرياء فقام قائد الإنقلاب عبد الفتاح السيسي بتكليف المحامي الدولي الأمريكي الجنسية اللبناني الأصل داوود خير الله للدفاع عنه أمام الجنائية الدولية فارسل له داوود خير الله تقريراً للمخابرات في 18/12/2013 وصل منه نسخة مسربة للمستشار وليد شرابي ونشر بعض ماجاء فيه.
حيث طلب المحامي الدولي من السيسي تسويق جماعة الإخوان المسلمين بأنهاجماعة إرهابية وبعد استلام مكتب المخابرات التقرير بأسبوع تم تفجير مبنى مديرية الأمن بالدقهلية وخرج يومها كل من المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة والداخلية ورئاسة مجلس الوزراء والرئاسة في توقيت واحد قبل إنتقال فريق النيابة لمكان الحادث وقبل إجراء أي تحقيقات بإعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية دون حكم قضائي ، وقد أعلن هذا القرار في اليوم الثاني اليساري حسام عيسى وزير التعليم العالي كما أعلنه حازم الببلاوي بعد الانفجار بأقل من نصف ساعة قبل بدء أي تحقيقات ثم تكرر الحادث في مديرية أمن القاهرة وتكرر الإتهام للجماعة قبل حدوث أي تحقيقات ثم بعض التفجيرات في بعض المحافظات وأيضا تكررت الإتهامات للجماعة هي الفاعل بدون تحقيقات وكلها بيانات ومؤتمرات لوزير الداخلية ثبت كذبه في كثير مما نشره وأعلنه على الهواء علينا.
وأخيراً وإستمراراً للمسرحية الهزلية والمسلسل الدموي حدث تفجير اليوم الأربعاء بمحيط جامعة القاهرة في أعقاب تصاعد حراك ثوري كبير من طلاب الجامعة وهذا ما عهدناه من سلطة الأنقلاب.
كلما زاد الحراك الثوري والمظاهرات وقتل من المواطنين الرافضة للإنقلاب كلما حدثت تفجيرات راح ضحيتها بعض من أبناء الشرطة لم يعرف من هو الفاعل ولم يتم القبض عليه حتى الآن نفس سيناريو الخمسينات وهو مايعرف في عرف الأنظمة الديكتاتورية بتوازن الدم .
التاريخ يعيد نفسه بنفس أدوات الماضي فهل ينجح في تسويق نفسه مع تغير بعض الأدوات الهامة وكشف بعض الحقائق والأسرار التاريخية أم سيفشله ويسقطه الثوار والأحرار من أبناء الوطن خاصة وأن كل مواطن بجهازالهاتف المحمول الخاص به إصبح قناة إعلامية متحركة ينقل مايحدث في الشارع فوراً لشبكات التواصل الإجتماعي حتى يعرف العالم حقيقة مايجري على ارض المحروسة. نكتفي بهذا القدر وللحديث بقية ان كان في العمر بقية.