تناقلت وسائل إعلام مختلفة وصفحات التواصل الاجتماعي صورا مختلفة قيل
إنها للشابة فطوم الجاسم التي نفذت فيها دولة العراق والشام "داعش" حد
الرجم حتى الموت "لأنها تملك حساباً على موقع"فيسبوك".
ويبدو
في واحدة من هذه الصور وهي الأكثر انتشاراً ظهر وشعر الفتاة المسّرح جيداً
فقط دون وجهها، وفي خلفية الصورة حشد من الرجال، غير واضحي الملامح، وذكرت
بعض المصادر التي نشرت الصورة أن فطوم وهي من سكان مدينة الرقة "ضبطت
بالجرم المشهود وهي تستعمل حسابها الذي تملكه على موقع فايسبوك" مشيرة إلى
أنّ عناصر تنظيم “داعش” أحالوا الشابة إلى المحكمة الشرعيّة في الرّقة،
و”وُجهت بالجرم الكبير الذي ارتكبته”، وهو أن لديها حساباً على ”فيسبوك”،
وحكم القاضي الشرعي ضدها بحكم (الرجم حتى الموت)، نظرا لأن الهيئة الشرعية
ترى أن الـ”فيسبوك” والتعامل معه، هو نفس (جرم الزنا)، وفقاً لما ذكرته
المصادر.
وبغض النظر عن حقيقة وصدقية الخبر الذي
تناقلته صفحات ومواقع المعارضة والموالاة على حد سواء فإن الغريب أن هذه
المواقع قامت بنشر صورة ليست حقيقية وأحياناً أكثر من صورة على أنها للفتاة
المرجومة لإضفاء المزيد من التهويل والتضليل والتركيز على تفاهة الجرم
وشناعة العقوبة.
ولدى بحث "زمان الوصل " عن أصل
هذه الصور تبين أنها مأخوذة من الفيلم الإيراني "رجم ثريا" للمخرج الأمريكي
"سيريوس نوراستيه" عن رواية للصحفي الفرنسي الإيراني الأصل "فريدون
صاهبجام" ويسرد فيها أحداثاً حقيقية وقعت في بلدة نائية في إيران.
جريدة
الحياة السعودية نقلت الخبر عن موقع "دايلي بهاسكار" الهندي - الذي لا
ندري إن كان محرروه يعرفون موقع الرقة على الخارطة بالضبط أم لا - بعد أكثر
أسبوعين على شيوعه، وأشار خبر "بهاسكار" الذي أرفق بصورة كتب تحتها
(المعارضة السنّية ترجم فتاة حتى الموت) إلى حيثيات الحكم على فطوم من قبل
المحكمة الشرعية في محافظة الرقة وهو استعمال "فيسبوك" الذي يعد فعلاً
مشابهاً للزنا ويجب تطبيق عقابه أي الرجم حتى الموت.
وبدوره
ينفي الناشط مهند الفياض لـ "زمان الوصل" أن تكون الفتاة "فطوم الجاسم "
التي كانت طالبة بكلية التربية جامعة الفرات سنة أولى قد ماتت رجماً بل قضت
انتحاراً كما يقول، لأن والدها قرر تزويجها من "مهاجر" تونسي".
وأكد
أن لا صحة للأخبار التي تقول إن دولة العراق والشام رجمتها مع تأكيدنا أن
الدولة يمكن أن تفعل أفظع من ذلك ولكن الحق يقال هذه قصتها الحقيقية وهي
تمت بصلة قرابة لزوج أختي.
تشبيح على الإسلام
بعض
المواقع الإلكترونية استعملت الخبر والصورة للتشبيح على الإسلام كله كدين،
كما فعل موقع "الأقباط اليوم" المصري الذي نشر خبراً آخر، منسوباً لنفس
التنظيم، قال فيه إن «داعش» بعد ما حرق مسلحوها كنيسة الاستقلال في مدينة
الأبيض الحدودية في ريف الرقّة الغربي ونهبوها وكسّروا الصلبان فيها، أصدرت
«دولة الاسلام في العراق والشام بيان شديدًا يحدد أسلوبَ حياة جديدا لسكان
المناطق التي يسيطرون عليها ويضم عددا من الممنوعات والمطالب، ومنها: يمنع
على الفتاة ارتداء الجينز والكنزة وعليها ارتداء اللباس الإسلامي وهو
«العباية» والبرقع ويمنع عليها أيضا التبرّج، ويمنع تدخين السجائر
والنرجيلة... إلخ، وقام موقع "أقباط اليوم" بنشر ذات الصورة مع تقرير عن
امرأة باكستانية تم رجمها من قبل عائلتها حتى الموت لامتلاكها هاتف خلوي.