"بعد تضامن عدد من العلماء معه" .. مراسل الجزيرة بأمريكا يكشف أسرار عدم عودة المخترع الصغير


 نشر مصطفى الحسيني -الإعلامى ومراسل قناة الجزيرة بأمريكا- شهادته على ما حدث مع عبد الله عاصم -المخترع الصغير- بالتفصيل، موضحا أنه تأخر في إعلانها إلى أن يظهر عبد الله بنفسه، ويؤكد بقاءه في أمريكا.
ووصف -فى تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"- المُشرف المسئول عن عبد الله الذي جاء معه من مصر بـ"أندل خلق الله"، مشيرا إلى أنه يمكن توصيفه بأوصاف أخرى أكتر من ذلك، قائلا: "كفاية تعرفوا إنه مارس على عبد الله ضغوطا جبارة علشان يقنعه أنه يرجع مصر، رغم علمه أن عبد الله أكيد هيعتقل على ذمة القضيتين اللي الداخلية ملفقاهم لعبد الله".
وأضاف "الحسيني": "معرفتي بعبد الله قبل وصوله بعدة أيام لكاليفورنيا، وبمجرد وصول عبد الله لمقر المؤتمر والفندق بعض أعضاء اللجنة المنظمة كان عارف خبر اعتقال عبد الله في مصر سابقاً، لكن محدش كان يعرف أنه لسه على ذمة قضايا تانية الداخلية ملفقهاله في مصر".
وتابع: "يشاء ربنا سبحانه وتعالى أنه فيه بروفسير جامعي معروف عايش في أمريكا من زمان -محدش يعرف مين هو غير إدارة المؤتمر والشرطة الأمريكية- وعبد الله- يبعت إيميل لإدارة المؤتمر وللشرطة الأمريكية، يقولهم فيه بالتفصيل إن عبد الله "القاصر سبعة عشر عامًا" حياته مهددة بالخطر لو رجع مصر بسبب تهم سياسية ملفقه ليه، الايميل ده يقلب الدنيا هنا في أمريكا والمؤتمر يتكهرب بمعنى الكلمة، واللي عايش هنا في أمريكا يعرف يعني إيه قاصر حياته مهددة بالخطر بالنسبة للقانون الأمريكي".
واستطرد قائلا: "تبدأ وساخة وندالة المشرفين المصريين اللي جايين مع الوفد المصري، خاصة "أ.وسيم" مشرف عبد الله" :
أولاً: كذب على الشرطة الأمريكية لما جت تفهم منه موضوع عبد الله، وضللهم بمعلومات خاطئة؛ مفادها أن حياة عبد الله غير مهددة لو رجع مصر.
ثانياً: كذب وادعى أنه ما اخدش جواز عبد الله، في حين أن جواز السفر كان معاه بعد يوم من وصول الوفد المصري لأمريكا".
وأوضح "الحسيني" أن وسيم مشرف عبد الله قال بالنص لعبد الله: "وفيها إيه يعني لما ترجع مصر ويتقبض عليك، كلها يومين وهتطلع، وأنا هحاول أقف معاك، لكن لازم ترجع لإنك بالنسبالي عهدة".
وأشار إلى أن عبد الله حين أبلغه بأن المشرف قال له هذا الكلام في التليفون، شتمت في المشرف لأني عارف ندالة الموظفين اللي يهمهم بس العهدة اللي متسلمة ليهم ترجع كاملة، ومش مهم أي حاجة تانية!! حتى لو حياة أو مستقبل طفل صغير نابغة!!.
وأكد أن المشكلة الفعلية أن عبد الله كان خايف جدًّا يرجع مصر، وكان متخوف من اعتقاله أول ما يرجع، ومع ذلك مقدرش ياخد القرار بأنه يفضل في أمريكا، وبالفعل توجه للمطار علشان يرجع مع الوفد المصري اللي راجع!!.
وأشار "الحسيني" إلى أن المشكلة الثانية أن عبد الله كان خايف على المشرف بتاعه وكان متصور أنه هيأذيه لو قرر البقاء في أمريكا، وده طبعاً راجع للضغط النفسي اللي المشرفين المصريين كانوا بيمارسوه على عبد الله علشان يرجع معاهم في حين إنهم مش فارق معاهم سلامة عبد الله ولا مستقبله!!, قائلا "تخيلوا أن عبد الله كان خايف على مستقبل المشرف بتاعه لو مرجعش معاه -اللي هو آخره خصم إداري مثلاً-، في حين أن المشرفين المصريين كانوا عايزين عبد الله يرجع مصر حتى لو اتسجن او اعتقل او حتى مات ومش فارق معاهم سلامته!!.
وقال: "ده اللي خلانا نتشكك في نية المشرف بتاعه خاصة أننا عرفنا انه كان بيكلم مصر يومياً ينقلهم أخبار "القلق" اللي حصل لما الإيميل اتبعت لإدارة المؤتمر".
وأوضح أن ربنا سبحانه وتعالى بعت اشارات مهمة لعبد الله انه مايرجعش مصر، من أول البروفسير اللي بعت الايميل بعد وصول عبد الله مرورا بالناس الكثيرة والدكاترة الجامعيين من أصل مصري وعربي اللي راحوا الفندق لعبد الله وأعلنوا أنهم هيساندوه لو قرر يقعد لأن رجعوه مصر بمثابة انتحار.
وأضاف: "مع كل ذلك إلا أن عبد الله قرر يرجع على الرغم من أنه متخوف من رجوعه وفي قرارة نفسه عارف أنه هيعتقل بنسبة كبيرة لو رجع، بس كان متصور أنه هيرجع مصر وهيقدر يقنع وزير التربية والتعليم أنه بعد ما يكرمه يكلمله وزير الداخلية يسيبه يرجع امريكا يدرس تاني !! طيب أوي الولد ده ولسه صغير".
وأشار "الحسيني" إلى أنه هو من أقنع عبدالله بالتسجيل الذي صرح فيه للمرة الأولى بأنه متخوف يرجع مصر, لأنه كان متأكد أن عبيد البيادة هيشوهوا صورته وهيقولوا أنه المفروض يرجع مصر ينعم بجنة العدل والحرية والقضاء الشامخ.
واستطرد: "في المطار وقبل إقلاع الطائرة بكام ساعة، فجأة الشرطة جت وابتدت تحقق مع المشرف ومع عبد الله ومحدش عارف لحد دلوقت مين اللي بلغ الشرطة، بس عرفنا بعد كدة إن المشرفين المصريين الأفاضل اتهموا عبد الله أمام كل الناس أن عبد الله مخبي جواز سفره علشان عايز يهرب في أمريكا ويبقى مهاجرا غير شرعي!! وده معناه ترحيل عبد الله إجبارياً!!
وقتها اكتشف الكل الخدعة القذرة دي، وعبد الله وشهود تانيين أكدوا انه أصلاً ما اخدش جواز السفر بتاعه، فعبد الله وقتها اقتنع أنه بيتعامل مع أزبل خلق الله واقتنع ساعتها أن المشرفين عايزين يرحلوه إجباري، فقال للشرطة الحقيقة وأنه فعلاً خايف يرجع ومايعرفش ليه المشرفين بيعملوا معاه كدة, وقال كمان انه بقى متاكد دلوقت أنه لو رجع مصر هيسلموه للداخلية وهيعتقل وممكن يموت في السجن ومحدش هيسأل فيه".
وأضاف "الحسيني" أن عبد الله قاعد من غير جواز سفر بعد ما المشرف سرقه منه، وسلمه لحد مصري عايش في أمريكا بس احنا مانعرفهوش هرب قبل ما الشرطة تيجي علشان لو فتشتهم مايلاقوش معاهم الجواز، بس عبد الله محاط بدائرة محترمة من المصريين اللي مقدرين قيمته كشاب مصري أولاً، وكعالم صغير ثانياً، ومستعدين يقفوا معاه لآخر العمر.
واختتم شهادته قائلا: إن ما يستفاد من القصة أن بلدنا بقت بلد الظلم والقهر فيها هو الأساس والعدل هو الاستثناء، وطبعًا يستفاد أيضًا التعرف عن قرب على أخلاق المشرفين المصريين ورحمتهم وإخلاصم.