أزمة تعصف بشركة إماراتية وعدت السيسي ببناء مليون شقة


تواجه شركة "أرابتك" العقارية الإماراتية أزمة عاصفة، دفعت رئيسها التنفيذي للاستقالة، وسط حالة من عدم اليقين بشأن مصير خطط الشركة، التي اتفقت مع الجيش المصري، في مارس/ آذار الماضي، لبناء مليون وحدة سكنية، حينما كان الرئيس عبد الفتاح السيسي وزيراً للدفاع.
واستقال حسن إسميك، الرئيس التنفيذي لشركة "أرابتك"، بعد 6 أسابيع صاخبة شهدت تهاوي أسهم الشركة نحو 50%، وخفض المساهم الرئيسي حصته في الشركة، فيما دفعت الأزمة بورصة دبي إلى الهبوط.
وقال متحدث باسم أرابتك إن استقالة إسميك، الذي يشغل المنصب منذ عام 2012، تبدأ اعتباراً من نهاية اجتماع مجلس الإدارة يوم الأربعاء في أبو ظبي.

وفي مارس الماضي، أعلن الجيش المصري أنه اتفق مع شركة "أرابتك" على بناء مليون وحدة سكنية للشباب ذوي الدخل المحدود في مصر على مدى السنوات الخمس المقبلة بصفقة قيمتها 40 مليار دولار في إطار جهود الإمارات لدعم الرئيس المصري الجديد عبد الفتاح السيسي.

وقال إن المشروع سيقام في مدن العبور والعاشر من رمضان ومدينة بدر ومدينة برج العرب الجديدة ومدينة السادات ومدينة الفيوم الجديدة ومدينة بني سويف الجديدة والمنيا الجديدة وأسيوط الجديدة وسوهاج الجديدة وقنا الجديدة وطيبة الجديدة.

وقالت شركة أرابتك القابضة للبناء في دبي اليوم الخميس إن مجلس إدارتها قبل استقالة الرئيس التنفيذي حسن إسميك وسيعمل على حماية حقوق جميع المساهمين.
وقالت أرابتك في بيانها اليوم إن إسميك استقال من مناصبه رئيسا تنفيذيا وعضوا منتدبا وعضوا في مجلس إدارة الشركة "نظرا لانشغالاته الكثيرة بأعماله واستثماراته الخاصة". 

ولم توضح الشركة في بيان مقتضب إلى بورصة دبي استراتيجيتها بعد استقالة إسميك أو ما قد يحدث لحصته البالغة 28.85 بالمئة في الشركة.
واستقال إسميك بشكل مفاجئ يوم الأربعاء بعد 6 أسابيع تهاوى خلالها سهم أرابتك 50 % وخفض فيها صندوق آبار للاستثمار الحكومي في أبوظبي - أحد الداعمين الرئيسيين للشركة - حصته إلى 18.85% من 21.57 بالمئة.
وذكر مصدر مطلع، رفض نشر اسمه، أن محمد الفهيم عضو مجلس إدارة الشركة، من شركة الاستثمارات البترولية الدولية (آيبيك) ومقرها أبو ظبي، سيتولى منصب الرئيس التنفيذي لأرابتك بالإنابة.
والشهر الجاري صنّفت مجلة "فوربس" اسميك (37 عاماً) كأول ملياردير أردني وثالث أصغر ملياردير في الشرق الأوسط بفضل حصته في "أرابتك"، وقدّرت صافي ثروته عند 1.4 مليار دولار.
وقالت فوربس إن مصدر الأموال التي جمعها اسميك لشراء حصته في "أرابتك" ليس معروفاً. وقفزت إيرادات أرابتك 30% إلى ملياري دولار العام الماضي. وتقول الشركة إن لديها مشروعات قيد التنفيذ بنحو 59 مليار دولار.
وللشركة أهمية سياسية كبيرة، إذ إنها أصبحت أداة للدبلوماسية الاقتصادية بالنسبة لدولة الامارات.
وفي مقابلة مقتضبة مع فضائية "العربية"، قال إسميك إنه سيغادر أرابتك لرغبته في رعاية شركاته الخاصة. كما أوضح أنه سيفكر في بيع حصته في أرابتك إذا ما حصل على عرض مغر.
وقال سانيالاك مانيبهاندو، مدير الأبحاث لدى شركة "ان.بي.ايه.دي" للأوراق المالية أحد أكبر شركات السمسرة في الإمارات: "أتمنى فقط أن تستقر الأمور".
وأضاف: "يجب على الشركة طمأنة المستثمرين بأن الاستراتيجية المتبعة منذ نهاية 2012، لا تزال سارية أو ما هي التغييرات التي ستدخل عليها. يحتاج المستثمرون إلى معرفة ماذا يجري".
وكانت وسائل إعلام عربية نشرت تقارير، في مارس/ آذار الماضي، حول اتهام رئيس شركة "أرابتك" بالفساد وغسل الأموال في الأردن، مشيرة إلى أن مدعي عام محكمة عمان أصدر في عام 2011، قراراً بالحجز على أموال إسميك، بتهمة غسل الأموال بقيمة 100 مليون دولار.