"تقنين البغاء".. عن هذا المقترح تفتقت أذهان موالون للانقلاب العسكري كحلٍّ لظاهرة التحرش الجنسي التي كانت آخر وقائعها ما حدث في ميدان التحرير أثناء الاحتفال بتنصيب بقائد الانقلاب العسكري، وبرر هؤلاء رأيهم بأن "كبت الحريات الجنسية" وراء انتشار "التحرش".
مقترحات هؤلاء رآها معارضون للانقلاب "صادمة" وتظهر "مدى الانحلال والانحدار وسوء الأخلاق الذي وصل إليه حال المجتمع المصري في ظل الانقلاب، مطالبين برفض هذه المقترحات من قبل "المواطنين الذين مازالوا يحتفظون بشيء من النخوة".
مفكر قبطي: تقنين الدعارة هو الحل
وطالب المفكر القبطي المؤيد للانقلاب كمال غبريال بتقنين الدعارة تحت إشراف الحكومة خاصة الشرطة ووزارة الصحة، لكي تختفي ظاهرة الاغتصاب والتحرش المتزايدة في الشوارع ووسائل المواصلات.
وقال غبريال عبر صفحته الرسمية: "الحقيقية التي لا يتجاسر على النطق بها أحد، أن البغاء مقنن ومباح في الكثير من البلاد المتقدمة، للبغاء وظيفة اجتماعية وفسيولوجية، تماثل تلك التي للمراحيض في مختلف الأنحاء والميادين، وانعدام المراحيض العمومية، كما هو حادث الآن بأغلب الأنحاء في مصر، يؤدي إلى ما تشهده شوارعنا، من التبول على الجدران هنا وهناك".
وقال: "تقنين البغاء تحت رقابة الشرطة ووزارة الصحة، سيؤدي إلى اختفاء ظاهرة التحرش في الشوارع ووسائل المواصلات، كما يؤدي لاختفاء ظاهرة خطف الإناث واغتصابهن وقتلهن أحيانًا، سيؤدي أيضًا لاختفاء مراكز الدعارة بين الأبنية التي تقيم فيها العائلات المحترمة، هذا هو الحل العلمي الصحيح لما تعانيه مصر الآن".
سلامة: أطلقوا الحرية الجنسية
وبدوره طالب المخرج السينمائي عمرو سلامة، بحل لمواجهة ظاهرة التحرش، من خلال ترك الحرية الجنسية للشباب، وفتح بيوت دعارة مقننة.
وقال سلامة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "أخشى أن أخدش حياءكم وأقول ما ترفضون أن تعلنوه، لكن ماذا لو لا يوجد حل حقيقي إلا الحرية الجنسية".
وتابع سلامة: في عصر التضارب بين السماوات المفتوحة مع مجتمعات المغلقة أخشى أنني أظن أنه لن يكون حل التحرش قوانين أو تعليم أو حملة توعية، لأنه سيظل الكبت موجودا وسيزيد مع وجود أزمة اقتصادية تصعب الزواج وفواتح الشهية الجنسية متوافرة مهما زادت الرقابة".
واستطرد بقوله: "قبل أن تسبوا وتلعنوا وتكفروا؛ اسألوا السؤال، لو ده فعلا الحل الوحيد، وبعيدا عن ان سؤالي بالتأكيد سيكون صادما لقناعاتكم.. أي الشرين اقل ضررا للمجتمع وللسيدات وأكثر توافقا مع قيمكم وشعبكم المتدين بطبعه".
وأوضح المخرج السينمائي رؤيته قائلا: "اللي بيحبوا بعض وعايزين علاقة جنسية يكون لهم الحق في ممارستها والدعارة تكون مقننة ضمن ضوابط قانونية واللا تفضل بنات مصر مباحة لأي مكبوت ماشي في الشارع متحول لذئب بشري؟".
واختتم: "وعلشان أول سؤال هاييجي في دماغكم "تحب أختك تعمل كده"؟ أسألك انت تعمله بإرادتها ولا تحب يتعمل فيها غصب؟ ماذا لو هم دول الخيارين المتاحين فقط؟".
إيناس الدغيدي: افتحوا بيوت الدعارة
في نفس الإطار صرحت المخرجة ايناس الدغيدي بأنها "تطالب بترخيص البغاء، وبيوت الدعارة، وبيع المخدرات، للقضاء على ظاهرتي التحرش، والاغتصاب"، وهو ما أثار ردود أفعال وانتقادات لاذعة من مستخدمي الشبكات الاجتماعية حيث بررت ذلك بقولها: إن "بيوت البغاء المرخصة ستقضى على ظاهرة التحرش والاغتصاب".
وقالت إنها "توجه طلبها للجنة التأسيسية بأن تضع تقنين لبيوت البغاء حتى نحمي المجتمع من الأمراض"، وتابعت: "كانت قمة التحضر عندما كانت بيوت البغاء مرخصة قانونًا ويتم الكشف على العاملات بها، لا أحد يرفض رفع المستوى الاقتصاد لتزويج الشباب ولكن حتى يحدث هذا فبيوت البغاء أمر واقع يجب تقنينه".
إعلامية: الناس مبسوطة
ومن جانبه، تجاهل الإعلام المصري القضية، مركزاً على زغاريد فيفي عبده وجمهور برنامج "أحلى مسا" على فضائية "إم بي سي مصر"، ولولا نشر الفيديو لظل الأمر كأن لم يكن بالنسبة لهم.
وفي الوقت نفسه أعادت "سي بي سي اكسترا" بثّ أجزاء من حوار مع السيسي، بعد عرضه مباشرةً، تفادياً لنقل مشاهد الفوضى من ميدان التحرير، أما فضائيّة "صدى البلد" فقد تفادت الأمر ببثّ فاصل إعلاني طويل، في حين عرضت "دريم" سلسلة أغانٍ وطنيّة.
أما الإعلامية مها بهنسي مذيعة قناة التحرير، فكانت بقمة السعادة والابتهاج، وأثناء إذاعة المراسلة للخبر الواقعة الاغتصاب، علقت ضاحكة: "الناس مبسوطة"، وهو جعلها مثالاً يختصر الحال الذي وصل إليه الإعلام المصري، الذي تجاهل القضية تماماً، كي لا يعكر صفو اليوم الذي أراده جيش الإعلاميين المؤيد للسيسي أن يخرج مميزاً، حتى ولو على حساب جسد سيدات نهشته عشرات الأيدي.