تسارعت التطورات في ليبيا نحو حسم عسكري لصالح الثوار بعد إلحاقهم هزيمة كبيرة في بنغازي بقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي أشارت تقارير إعلامية إلى تواجده في مصر في الوقت الراهن وفقدان أثر أحد قادته.
وذكرت صحيفة "الحياة" السعودية في عددها الصادر اليوم الخميس 31 يوليو أن المخاوف من تصاعد حدة القتال انعكست في تحركاتٍ متسارعةً للدول الغربية والآسيوية لترحيل أطقم سفاراتها ورعاياها من ليبيا، ما دفع المراقبين المحليين إلى استبعاد أي تدخل خارجي ولو بالوساطة بين طرفي الصراع، بعد إجلاء معظم الدول الأجنبية لرعاياها من ليبيا.
وشهدت العاصمة الليبية طرابلس هدوءاً نسبياً -أمس الأربعاء- بعد اتفاق طرفي النزاع على هدنة للسماح لرجال الإطفاء المحليين، بمحاولة السيطرة على حريق خزانات الوقود التي أصيبت بالقصف قرب مطار طرابلس.
وسُمع قصف متقطع بعيداً من منطقة الخزانات، فيما سادت قناعة بأن هزيمة حفتر في بنغازي ستنعكس سلباً على حلفائه في طرابلس. وأشارت الصحيفة إلى أن المناشدات وجهود الوساطة لم تفلح في حقن الدماء في بنغازي، حيث أصر "مجلس شورى الثوار" المؤلف من فصائل إسلامية عدة بينها "أنصار الشريعة"، على الحسم في مواجهة قوات "الصاعقة" التابعة لحفتر وإجبارها على الانسحاب من آخر معسكراتها في بنغازي باتجاه مرتفعات خارج المدينة.
ووفقا للصحيفة، وفقد أثر قائد "الصاعقة" العقيد ونيس بوخمادة، الذي أعلنت مصادر "الثوار" أنها اعتقلته، فيما أبلغ "الحياة" مصدر مطلع في بنغازي أن خليفة حفتر غادر إلى مصر "لقضاء أيام العيد مع بعض أفراد عائلته الموجودين هناك".
ووصف محمد حجازي الناطق باسم حفتر، انسحاب قواته من معسكراتها في بنغازي بأنه "تكتيكي"، لكن مصادر طبية من بينها "الهلال الأحمر الليبي"، أعلنت العثور على ما لا يقل عن 75 جثة معظمها لجنود في فصيل "الجيش الوطني" بقيادة حفتر، والذي انحسرت سيطرته على مدينة طبرق وبعض أطراف بنغازي.
وعثر "الهلال الأحمر" على أكثر من 50 جثة داخل المعسكر الذي أخلته "الصاعقة"، وأفادت مصادر في مستشفيات المدينة بأنها تسلمت 25 جثة أخرى.