نشرت "بوابة الأهرام" التابعة لجريدة الأهرام، خبرا وصفت فيه الشهداء الفلسطينيين الذين لقوا حتفهم أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بـ"الإرهابيين"، في واقعة تحدث للمرة الأولى في زمن الانقلاب العسكري، إذ لم تجرؤ على ذلك في عصر المخلوع حسني مبارك.
ونشرت "بوابة الأهرام" الحكومية تصريحا لمصدر عسكري صهيوني يتحدث فيه عن انتصارات جيش العدوان الإسرائيلي، بكل فخر وتباهي، دون أن تتدخل تحريريا لتنقية مصطلحات هذا المصدر حول عدد القتلى وعدد الأماكن المستهدفة، وغيرها، الأمر الذي بدى وكأنه تصريح في جريدة إسرائيلية وليست مصرية أو عربية.
وجاء نص كالتي: "الخبر أن مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى أكد أن الجيش الإسرائيلي هاجم 130 هدفًا في غزة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وبذلك يصل إجمالي عدد الأهداف التي تم ضربها في إطار عملية الجرف الصامد منذ انطلاقها إلى 3540".
وقال المصدر الذي نشرت تصريحاته الصحيفة الحكومية الأكبر في مصر: "إنه منذ انطلاق العملية البرية قتلنا 240 إرهابيًا، قواتنا تقدم تقارير عن سيطرتها الكاملة في الميدان، هناك إرهابيون يسلمون أسلحتهم بعد بقاء عدة أيام داخل الأنفاق"- بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت في موقعها الإلكتروني".
ونقلت الأهرام، تصريحات هذا المصدر العسكري الذي أدلى بتصريحاته للوكالة الألمانية، دون تحفظ على مصطلحاته العدوانية الغاشمة، وادعاءاته كوصفه للشهداء في غزة بالإرهابيين وادعاؤه بأن مقاتلي غزة يسلمون أسلحتهم لجيش العدوان.
وقال ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامي، إنه إعلاميا ومهنيًا يتم النقل من الوكالات الأجنبية والصحف الإسرائيلية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وفق ميثاق شرف مهني يلزم بعدم اتباع مصطلحات الدول المعادية، ويمنع تمريرها إلى القراء وفق قرار نقابة الصحفيين المصريين بعدم التطبيع الإعلامي مع الوسائل الإعلامية التابعة لإسرائيل.
وجاء نص الخبر في الأهرام، بعد ساعات من خطاب قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، بمناسبة ذكرى 23 يوليو 1952، والذي قال فيه إن دولة فلسطين عاصمتها القدس الشرقية، بدل القدس كلها، الأمر الذي النشطاء أنه تنازل عن باقي الثوابت في عهد الانقلاب.
وانتقدت النشطاء تصريحات السيسي، مؤكدين أن المخلوع حسني مبارك، الذي كان يعد كنزاً استراتيجياً لإسرائيل، لم يجرؤ طيلة 30 عاماً على قول إن فلسطين عاصمتها القدس الشرقية، إذ تحارب إسرائيل منذ 47 عاماً من أجل الوصول إلى هذه النقطة.