أصبح لجوء الانقلاب العسكري في مصر للحل العسكري في ليبيا وشيكا، للقضاء علي الثورة الليبية في ظل الانتصارات التي يحققها الثوار في ليبيا علي قوات حفتر المدعومة من قائد الانقلاب في مصر عبدالفتاح السيسي، والأنباء التي ترددت عن هروب حفتر من ليبيا.
وأكد خبراء أنه أصبح لدي عبد الفتاح السيسي قناعة بأن الحرب في ليبيا لن تحسم لصالح حفتر، وأن الثوار كل يوم يواصلون تثبيت أقدامهم في ليبيا ويحققون انتصارات كبيرة في ظل الحاضنة الشعبية الكبيرة لهم.
وايقن السيسي أنه لا بديل عن التدخل العسكري في ظل إصرار دول الخليج علي ضرورة القضاء علي الإسلاميين وخصوصًا السعودية والإمارات والذين أوقفوا الدعم المالي للانقلاب حتى تحقيق انتصار عسكري ملموس.
وبدأ السيسي في تهيئة الرأي العام المصري بضرورة التدخل العسكري، حيث بدأت وسائل الإعلام المصرية الحديث عن خطر ما وصفتهم بميلشيات الإسلاميين هناك وعلاقتهم بمذبحة الفرافرة، وما يحدث للمصريين في ليبيا.
واتجهت السياسة المصرية إلى تأزيم المشهد الليبي، وتفخيخه، في محاولة لوأد الثورة الليبية، كما وأدت الثورة المصرية.
وتواترت أنباء، عن تشكيل "خلية الأزمة" في مصر، تخضع مباشرة لأوامر عبد الفتاح السيسي، إذ تتشكل من مسؤولين كبار من المخابرات العامة والمخابرات الحربية ووزارة الخارجية، ولها الحق في اتخاذ قراراتها من دون الرجوع إلى رئاسة مجلس الوزراء، فيما يتعلق بليبيا.
ويتلقى اللواء المتقاعد خليفة حفتر دعماً مباشراً من النظام الانقلابي في مصر، والذي يشكل حالياً دائرة اتصال بين حفتر والأطراف الإقليمية والدولية، الساعية إلى إجهاض ثورة السابع عشر من فبراير، في ظل صمت أميركي، يتخذ من القضاء على الإرهاب مبرراً لكل توجهاته في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً دول الربيع العربي.
وقال خبراء في الشأن المصري :إن ثمة سيناريوهات، تعدها خلية الأزمة المصرية، في حال فشل المتقاعد حفتر، منها إمكانية التدخل العسكري بوحدات خاصة مصرية، توجه ضربات سريعة لكتائب الثوار، وتنفذ اغتيالات ضد شخصيات وطنية ليبية، معروفة بمواقفها المناهضة لمنطق الانقلابات العسكرية.
وأكد عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية ومؤسس حزب المؤتمر المصري أن الوضع في ليبيا مصدر قلق كبير وأن مصر قد تضطر لاستخدام حق الدفاع عن النفس.
وقال في بيان له اليوم الأحد: إن الوضع الليبي يسبب قلقا وإزعاجا لمصر ودول الجوار الليبي وللعالم العربي على اتساعه مضيفا إن المطامع الخارجية أدت إلى اضطراب الأوضاع وإفشال انتفاضة الشعب الليبي من أجل الحرية والديمقراطية وبناء ليبيا الجديدة.
وأضاف أن إعلان الدويلات الطائفية داخل الدول العربية تطور سلبي وخطير ويشكل تهديدا للسلم والأمن والاستقرار في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط مضيفا أن وجود الدويلات والطوائف والفصائل المتطرفة في ليبيا تهدد أمن مصر القومي تهديدا مباشرا.
وكشفت مصادر حكومية وأمنية، أنه من المتوقع أن تقوم مصر باجراءات لمواجهة الثوار في ليبيا؛ خاصة بعد تدهور الأوضاع داخل طرابلس بشكل أصبح.
وأوضحت المصادر، أن الزيارة السريعة لعبد الفتاح السيسي إلى الجزائر قبيل مشاركته في قمة الاتحاد الأفريقي ناقشت الأوضاع في ليبيا ووضعت الخطوط العريضة للتعاون المشترك لضرب ليبيا.
وكشفت صحيفة "الوطن" الجزائرية، عن أن هناك احتمالية لتدخل الجيشين المصري والجزائري في ليبيا، مشيرة إلى أن هناك تنسيقا بين البلدين لمواجهة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" هناك.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية جزائرية ومصرية قولها، إن البلدين على استعداد لمواجهة أي احتمالية لظهور "داعش" في ليبيا بشكل يهدد الأمن الحدودي لمصر والجزائر، مشيرين إلى تشكيل لجنة أمنية مكونة من ضباط مخابرات من الجانبين للتعامل مع أي تهديد أمني ومحاولة تهدئة الوضع في ليبيا التي تشهد حربا أهلية فعلية.
وأضافت المصادر أن مجموعة من ضباط المخابرات الجزائرية زارت بالفعل مصر وفقا لأوامر من "بوتفليقة"، بهدف وضع خارطة طريق بالتعاون مع القاهرة للتصدي للتهديد الجهادي في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك ليبيا والعراق وسوريا ومراقبة عملية تهريب السلاح من قبل الجماعات الجهادية المسلحة.
وأوضحت الصحيفة أن التقارير، التي ما زالت سرية للغاية، تؤكد ضرورة تدخل عسكري مصري جزائري في ليبيا، لافتة إلى أن الأمر ليس إلا مسألة وقت.
شبكة رصد