في الوقت الذي يروج فيه مؤيدو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمشروع تنمية قناة السويس الذي تم تدشينه قبل أيام، يقول مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي إن تدشين المشروع ينصف جماعة الإخوان المسلمين لأنهم أول من أعلن عنه.
أثار التدشين السريع والمفاجئ لمشروع محور قناة السويس جدلا كبيرا في الشارع المصري، وطرح تساؤلات إزاء جدواه ومن خطط له، لا سيما أنه كان واحدا من المشروعات التي أطلقها الرئيس المعزول محمد مرسي.
وفي الوقت الذي يسعى فيه أنصار مرسي للتأكيد أنه صاحب الفكرة، يقول مؤيدو الرئيس عبد الفتاح السيسي إن تدشين المشروع لن يكون إلا بموافقة ودعم القوات المسلحة.
وكان السيسي أعلن البدء في تنفيذ المشروع الثلاثاء بحضور قيادات عسكرية ومسؤولين وشخصيات عامة.
ووفق خبراء، فإن المشروع لا يمكن نسبته لأي من مرسي أو السيسي، لأنه طرح على الرئيس الراحل أنور السادات -في سبعينيات القرن الماضي- ولكنه رفضه لأسباب جيوإستراتيجية.
فوزي: تدشين المشروع أنصف الإخوان وأثبت حبهم مصر (الجزيرة نت) |
تشكيك
ويقول أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر محمود منصور إن ما طرحته السلطة الحالية "لا يمكن الوثوق به لأنه لم يطرح على متخصصين"، مشيرًا إلى أن البدء بالمشروع كان بقرار سيادي من السيسي دعمته القوات المسلحة، وهو أمر "يثير الشك".
ويقول أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر محمود منصور إن ما طرحته السلطة الحالية "لا يمكن الوثوق به لأنه لم يطرح على متخصصين"، مشيرًا إلى أن البدء بالمشروع كان بقرار سيادي من السيسي دعمته القوات المسلحة، وهو أمر "يثير الشك".
وأضاف منصور في حديثه للجزيرة نت "لا نعرف شيئا عن المشروع، فقد فوجئنا بالسيسي يدشنه دون عرضه على خبراء اقتصاديين لدراسة جدواه وفق دراسات علمية واضحة وتحديد إمكانيات ومصادر تمويله".
وتابع إن تدشين المشروع بهذه الطريقة "محبط"، كما إن مشاركة الجيش فيه "غير مناسبة".
وتساءل أستاذ الاقتصاد "كيف يسمح للقوات المسلحة بعزل سيناء بمانع مائي جديد؟ وهل تم التفكير في ذلك أم أن تقريره جاء ليخدم المشروع الصهيوني؟"
وتابع إن تدشين المشروع بهذه الطريقة "محبط"، كما إن مشاركة الجيش فيه "غير مناسبة".
وتساءل أستاذ الاقتصاد "كيف يسمح للقوات المسلحة بعزل سيناء بمانع مائي جديد؟ وهل تم التفكير في ذلك أم أن تقريره جاء ليخدم المشروع الصهيوني؟"
في المقابل، يرى مدير المركز العربي للتنمية البشرية عبد الصمد الشرقاوي أن المشروع "سيحقق طفرة كبيرة للاقتصاد المصري، كونه مشروعا ضخما يوفر مليون فرصة عمل، ويدر عوائد كبيرة لأنه يضم عدة مشروعات متكاملة ومتداخلة وستخلق أنشطة اقتصادية مربحة لمصر".
وأكد الشرقاوي أن مثل هذه المشروعات "لا ينتظر منها عائد سريع" لأن ربحها يتزايد "بمرور الوقت وباستحداث مشروعات ثانوية تابعة له".
وأوضح أن قصر الاكتتاب في هذه المشاريع على المصريين "يعود بربحها على الشعب المصري وحده، لا سيما أنه سيتم إنشاء عشر مدن جديدة حول هذا المشروع".
وأوضح أن قصر الاكتتاب في هذه المشاريع على المصريين "يعود بربحها على الشعب المصري وحده، لا سيما أنه سيتم إنشاء عشر مدن جديدة حول هذا المشروع".
إنصاف للإخوان
أما حركة "تحرر"، فتقول إن تدشين المشروع "أنصف جماعة الإخوان المسلمين، وأكد حبهم مصر، لأنهم أول من أعلن عنه ولو سمح لهم بتنفيذه لجنت مصر أرباحه الآن".
أما حركة "تحرر"، فتقول إن تدشين المشروع "أنصف جماعة الإخوان المسلمين، وأكد حبهم مصر، لأنهم أول من أعلن عنه ولو سمح لهم بتنفيذه لجنت مصر أرباحه الآن".
واعتبر المنسق العام للحركة محمد فوزي تدشين المشروع "اعترافا ضمنيا بحب ووفاء الإخوان لبلدهم"، مضيفًا أن البعض وصف المشروع في عهد مرسي بأنه "محاولة لتثبيت أقدام الإخوان في الحكم".
وقال فوزي للجزيرة نت "قامت الدنيا ولم تقعد عندما طرح مرسي المشروع، واعترض البعض عليه بحجة أنه لا يضع حدودا جغرافية واضحة لإقليم قناة السويس المقترح تنميته ويجعله غير خاضع لمواد القانون المصري، في حين لم يتحدث أحد عن ذلك الآن".
دعم السيسي
وعن الأثر السياسي للمشروع، يقول المحلل السياسي يسري العزباوي إن نجاحه يمكن أن يعيد للسيسي شعبيته التي فقدها برفع أسعار الوقود والتي باتت واضحة في الشارع المصري.
ولفت العزباوي في حديثه للجزيرة نت إلى أن حكومة محلب "ستسعى جاهدة لإنجازه وإنجاحه حتى ينسب ذلك للسيسي".
لكنه يرى أن "إفراط وسائل الإعلام في الترويج للمشروع والتهليل له يمكن أن يجلب نتائج عكسية لدى المواطنين، خاصة أنه لا توجد بيانات واضحة حول المشروع يمكن عرضها عليهم، ومن ثم فإن النجاح يظل مرهونا بتنفيذه وجني عوائده وشعور المواطن المصري بها".
وعن الأثر السياسي للمشروع، يقول المحلل السياسي يسري العزباوي إن نجاحه يمكن أن يعيد للسيسي شعبيته التي فقدها برفع أسعار الوقود والتي باتت واضحة في الشارع المصري.
ولفت العزباوي في حديثه للجزيرة نت إلى أن حكومة محلب "ستسعى جاهدة لإنجازه وإنجاحه حتى ينسب ذلك للسيسي".
لكنه يرى أن "إفراط وسائل الإعلام في الترويج للمشروع والتهليل له يمكن أن يجلب نتائج عكسية لدى المواطنين، خاصة أنه لا توجد بيانات واضحة حول المشروع يمكن عرضها عليهم، ومن ثم فإن النجاح يظل مرهونا بتنفيذه وجني عوائده وشعور المواطن المصري بها".