خفافيش الفاكهة تنذر مصر بظلام «الإيبولا»



بات إعلان منظمة الصحة العالمية، عدم القدرة على السيطرة على فيروس «الحمى النزفية» المعروف إعلاميا باسم «الإيبولا» والقادم من المنطقة الغربية للقارة الإفريقية، ووصفها بأنه «أخطر أزمة صحية طارئة في العصر الحديث»، بمثابة إشارة الخطر التى تسببت في فزع دول العالم، ومن بينهم مصر، حيث أصبحت خفافيش الفاكهة تنذر مصر بظلام «الإيبولا».

رغم أن هذه الموجة ليست الأولى للإصابة بالفيروس، بل إنها المرة الرابعة عشرة التى يظهر فيها هذا الفيروس، فإنها المرة الأعنف والأشرس منذ ظهور الإيبولا عام 1976، حيث قتل هذا الفيروس ما يقرب من 1700 شخص منذ إبريل الماضى وحتى الآن، ولا تزال أعداد المصابين الذين تخطوا الـ2000 فى تزايد مستمر.

وكان احتجاز مواطن مصري بالحجر الصحي بمطار القاهرة والتأكد من إصابته بالفيروس، الذي أصيب به خلال إقامته بدولة سيراليون غرب إفريقيا، والتي تعد موطنا للفيروس، شارة واضحة للخطر الذى هدد مصر بدخول الفيروس أراضيها من خلال القادمين من الخارج.

وقال الدكتور أحمد رمزى، أخصائى طب المناطق الحارة والأمراض المعدية ومكافحة العدوى، واستشارى بهيئة الأمم المتحدة، أن فيروس «الإيبولا» خطير جدا ودرجة انتشاره عالية جداً، حيث إنه على مدار 38 عاما، كان يستوطن منتصف القارة الإفريقية، إلا أنه بدأ بالفعل فى الانتشار فى غرب القارة، ما ينذر بوجود وباء جديد على الأبواب يستعد للانطلاق من قلب القارة السمراء إلى مختلف مناطق العالم وخصوصا الدول الافريقية جميعها.

وأوضح رمزي في تصريحات لـ «البديل»، أن فيروس الايبولا من الفيروسات القديمة وليست مكتشفة حديثا، كما يعتقد البعض، وظهرت للمرة الأولى عام 1976، ويسمى بالحمى النزفية لأن العلامة المميزة له هى النزيف، ويصل معدل الوفاة إلى %90، موضحا أن الفيروس يصيب الإنسان من خلال طريقتين الأولى من الحيوانات إلى الإنسان، أما الطريقة الثانية من الإنسان إلى الإنسان، وذلك عن طريق تلامس إفرازات اللعاب، الدم، المخاط، السائل المنوى، وحتى الآن لا يعرف ما هو العائل الرئيسى للفيروس، إلا أن أكبر الاحتمالات تشير إلى خفافيش الفاكهة المنحدرة من أسرة Pteropodidae.

وأضاف، أن أول أعراض الإصابة ظهور مفاجئ للحمى، ووهن شديد، وألم عضلى، وصداع، والتهاب الحلق، ويعقب تقيؤ، وإسهال، وطفح، واختلال وظائف الكلى والكبد، وبعد عدة أيام إذا لم يستطع الإنسان مقاومة الفيروس يبدأ فى نزيف داخلى وخارجى على حد سواء فى بعض الحالات.

وأشار رمزي إلي أن فترة حضانة المرض تتمثل فى الفترة ما بين الإصابة وظهور الأعراض، وتتراوح ما بين يومين و21 يوما، ويكون المرض معديا بعد ظهور الأعراض، أما إذا كان فى فترة الحضانة فلا يكون معديا.

أوضح، أنه يمكن التأكد من الإصابة بفيروس إيبولا بطريقتين، إما بإجراء الاختبارات المخبرية والتحاليل، أو الإصابة بالحمى النزفية، والنزيف، وفى تلك الحالة تكون الوفاة هى مصير المريض بنسبة تتجاوز الـ%95، وفى الحالات التى يتم شفاؤها، يعتبر الشخص لا يزال مصابا، طالما تم اكتشاف الفيروس وإفرازاته، ولابد وأن يتم متابعته بمراقبة شديدة للتأكد من أنه لن يكون حاملا للفيروس.

وعن مخاطر دخول المرض إلي مصر، أكد الدكتور عمرو قنديل، وكيل وزارة الصحة لشئون الطب الوقائي، أنه لا خوف من دخول الفيروس إلي مصر، لافتا  إلي أن إجراءات وزارة الصحة المتبعة حاليًا لمواجهة فيروس “الإيبولا”  تُعد كافية تمامًا مؤكداً عدم وجود أى حالات اشتباه بالإصابة بالفيروس بين العائدون من الدول الافريقية أو الحجاج، وإلي الآن لا يوجد أى اشتباه فى تواجد المرض داخل مصر.

وأوضح في تصريحات لـ «البديل»، أن هناك تنسيق كامل بين وزارة الصحة ووزارة الطيران، للإبلاغ عن الرحلات المباشرة وغير المباشرة، القادمة من الدول التى تعانى من انتشار الفيروس، خاصة «غينيا وليبيريا وسيراليون»، وتخصيص صالة وصول لتلك الرحلات، مع توقيع الكشف الطبى على جميع الركات القادمين على متن تلك الرحلات، ومتابعتهم لمدة 3 أسابيع من الوصول، مع تحويل أى حالة مشتبه فى إصابتها بالفيروس إلى مستشفى حميات العباسية، كذلك تخصيص الخط الساخن «105» للاستفسار والإبلاغ عن أى حالات مشتبه فى إصابتها بالإيبولا.

وأشار، إلي  أن الوزارة تراقب 3400 شخص وصلوا مصر منذ 8 أغسطس الماضى، وحصلت على عناووين إقامتهم بالقاهرة، وتراقب كل شخص منهم لمدة ثلاثة أسابيع من تاريخ وصوله لمصر، حتى تتأكد أنه خالى تمامًا من المرض.

وأضاف: «نوزع على القادمين من كل الدول الأفريقية منشورات صحية توعيهم بأعراض الإيبولا، والتصرف الصحيح حال تأكدهم من الإصابة بالمرض».

وأكد قنديل، أن جميع الأجهزة الخاصة بالكشف عن ارتفاع درجة حرارة الركاب، المستخدمة من قبل أطباء الحجر الصحى بالموانئ والمطارات، تعمل بكفاءة.