نظمت في 9 تشرين الأول/أكتوبر تظاهرة دعا إليها الأقباط، وهم مسيحيو مصر تتراوح نسبتهم بين 6 و10 بالمئة من السكان، بعد إحراق كنيسة في أسوان. ولقد كان التجمع سلميا لكنه سرعان ما انقلب إلى مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين. وأفضت هذه الاشتباكات إلى مقتل 25 شخصا وجرح أكثر من 300 لتكون بذلك الأعنف من نوعها منذ سقوط الرئيس مبارك.
وفي ليلة المواجهات، ناشد التلفزيون الحكومي المصري السكان بأن يهبوا للدفاع عن الجيش الذي "يتعرض للهجوم من عصابات من الأقباط مسلحة ومسيّرة من الخارج. ثم عاد التلفزيون وكذب هذه الأنباء وعزت ذلك إلى "توتر المذيعة"، وبدورها ألقت اللوم على مسؤولين رفيعي المستوى في الدولة قالت إنهم أملوا عليها النص الذي قرأته
ومن جهته دعا رئيس الوزراء عصام شرف في بلاغ إلى الاتحاد وأدان أعمال العنف ووصفها بأنها ثمرة "مؤامرة خارجية وداخلية". أما وزير الإعلام أسامة هيكل فقد أكد أنه لا وجود لأي دليل على أن المتظاهرين هاجموا الجيش ولا عن كونهم السبب في أعمال العنف.
المصدر:فى 18/10/2011
"كان بعضهم يقول الله أكبر! ليصب الزيت على النار"
مهند جلال يعمل في مجال المعلومات. عمره 27 سنة ويعيش في القاهرة.
منذ بداية الثورة وأنا أحاول قدر الإمكان متابعة التظاهرات وأصور ما أراه كلما استطعت. في ذلك المساء، وصلت إلى ماسبيرو عبر الطريق المحاذي لوزارة الداخلية إلى أن وجدت نفسي بالخطأ وسط مجموعة من "البلطجية" اختلطوا بالجنود. لقد كانوا في هيئة مدنيين مسلحين بالهراوات والسيوف والسكاكين وحتى بالطوب. والغريب في الأمر أن بعضهم كان ينادي "الله أكبر!". وهذا أسلوب لصب الزيت على النار، خصوصا لكي يبعثوا على الاعتقاد بأن هذه المواجهات هي ذات طابع طائفي وتستلزم تدخل الجيش.
بعد ذلك بقليل، هجمت مجموعة على شخص ذنبه الوحيد أنه على ما يبدو مسيحي. وكان الأشخاص الذين هاجموه يصرخون "هذا مسيحي! هذا مسيحي!"
وعندما دخلت في شوارع محاذية لفندق هيلتون رمسيس وجدت نفسي وسط مجموعة أخرى من "البلطجية". وسمعت رجلا يتحدث عبر الهاتف يقول: "يقول لهم أن يخرجوا المسيحيين الموجودين في الداخل!". بعدها هاجمت المجموعة مسيحيَيْن بلا شفقة. فسقط أحدهما على رأسه، وفيما كان ملقى أرضا انهال عليه بالضرب أفراد من الجيش وقوات الشرطة وأشخاص آخرون باللباس المدني. وسمع الشخص الآخر يصرخ "توقفوا! توقفوا يا شباب يجب ألا يصورنا أحد." وبالصدفة، في خضم الأحداث، لم ينتبه أحد أني كنت أحمل كاميرا صغيرة. وفي وقت لاحق عندما هاجمت قوات الأمن المتظاهرين، كانوا أيضا مرة أخرى مع "البلطجية".
أنا أرى أن الجيش تعمد بمساعدة هذه الميليشيات أن تتحول هذه التظاهرة من تظاهرة سلمية يشارك فيها المسيحيون والمسلمون إلى فوضى. وهو يريد أن يظل سيد الموقف. الحكاية نفسها دائما تتكرر كما في عهد مبارك. إنهم يصبون الزيت على النار للتحريض على أعمال العنف ولكي يظهروا بعد ذلك بمظهر حماة الأمة وأن دورهم ضروري.
أنا لا أنكر أن التلفزيون المصري الذي أعلن أن الجيش يتعرض للهجوم ونادى بالدفاع عنه. فيديو يظهر على الأقل ثلاثة قتلى من الجيش قد دفعت بعض المواطنين إلى الحضور بالفعل "لنجدة" الجنود. إذا فمن الممكن أن بعض الأشخاص جاؤوا تلقائيا للمشاركة في الأحداث. لكن وفق ما رأيت معظم الأشخاص الذين كانوا باللباس المدني مع قوات الأمن كانوا متواطئين معها ولم يأتوا صدفة."