تقنيات هليود فى تصوير فيلم إعدام الطيار الأردنى حرقا !


لم يكن مقطع الفيديو الذي بثه "تنظيم داعش" مجرد مشاهد تم تصويرها لإثبات عملية قتل الطيار الأردني للعالم، بل إنها دقائق قليلة تحمل رسائل كثيرة وكبيرة، يأتي في مقدمتها أن ذلك التنظيم يملك من القدرات التقنية والمعلوماتية والاستخباراتية الكثير.



بدايةً من الفيديو الذي تم تسجيله بتقنية عالية الجودة وإخراج محكم لعملية الإعدام لا سيما مشهد التراب وجسم "الكساسبة" يحترق، مرورًا بأسماء الطيارين التي ذكرت في الفيديو، متهمين إياهم بأنهم مشاركون في أعمال قتل، وأنهم مطلوبون وصولًا إلى عدم اكتراث التنظيم بأنه يتم اتهامه بأنه "وحشي" أو "همجي" بل دافع عن عملية الحرق وأثبت شرعيتها.



كما أظهر الفيديو حالة من الاستسلام قد وصل لها الكساسبة، وهو يسير نحو القفص وليس له حول ولا قوة أمام مشهد الإعدام بالحرق، ووسط تخاذل دولته في التفاوض للإفراج عنه.



وبحسب العديد من المراقبين فإن هناك العديد من التداعيات ستقع خلال الفترة المقبلة إثر تلك العملية التي قام بها التنظيم، وتتمحور حولها 3 رسائل أساسية، ألا وهي:



1. إحداث حالة عدم الثقة لدى الشعب الأردني تجاه الرئيس والحكومة؛ لعدم قدرتهم في التفاوض لحماية الطيار وبذل كافة الجهود للإفراج عنه.



2. توجيه رسالة شديدة اللهجة لأعضاء التحالف الدولي بأن "داعش" لن يوقف عملياته ضدهم، وأنه سيمارس مزيداً من عمليات الإعدام لكل من يقترب منه.



3. مشاركة الأردن بشكل أكثر قوة في مواجهة "داعش" ردًا على عملية حرق طيارها لا سيما في ظل الضغوط التي قد تتعرض لها الدول من قبل شعبها الذي بات منقسما.



إذ ينقسم الرأي العام الأردني حالياً إلى فريقين، الأول يعارض الرئاسة الأردنية بشأن مشاركتها في التحالف الدولي المعارض لـ"داعش" ومستنكرين في التدخل في سوريا والعراق، والفرق الثاني يؤيد الرئاسة والحكومة ويريدون القضاء على "داعش".



من جانبه، قال دكتور سعيد الحاج الباحث والمحلل السياسي، معلقًا على تداعيات مشهد إعدام الكساسبة، قائلا: "ماذا بعد حرق الكساسبة؟، فبعد أن كانت المشاركة الأردنية في التحالف من تحت الطاولة أو على استحياء وتواجه بمعارضة بدرجة أو بأخرى، الآن الأردن في التحالف قلباً وقالباً وبدعم شعبي (النظام يكسب).



وأضاف خلال تدوينة له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "وستعمل داعش وفق ما عرضوا في الفيديو على تحريك بعض الأفراد أو الخلايا في الأردن لعمليات انتقامية، مظاهرات.. غضب.. تفجيرات.. فوضى.. حدود رخوة.. الانتقال إلى حدود الأردن أو داخلها.. (داعش يكسب).. هل عرفتم من سيخسر؟!



فيما قال الباحث والمحلل السياسي "عبدالباري عطوان" في مقالة له بـ"رأي اليوم" عن رسائل "داعش" من عملية إعدام الكساسبة، أن عملية الاعدام الوحشية هذه للطيار الكساسبة تهدف الى توجيه عدة رسائل، وتحقيق مجموعة من الأهداف:



اولا: محاولة تأليب عشيرة الكساسبة والعشائر الأردنية الأخرى المتضامنة معها، والرأي العام الأردني بشكل عام ضد الحكومة، وخلق شرخ بين النظام والشعب، من خلال الإيحاء بأن المفاوض الرسمي الأردني وحكومته، لم يبذلوا الجهود الكافية للإفراج عن الطيار الأسير.



ثانياً: إيصال رسالة شديدة اللهجة من خلال عملية الإعدام البربرية هذه إلى الدول العربية الأخرى المنخرطة في التحالف الذي تقوده أمريكا لمحاربة "الدولة الإسلامية" بأن طياريها وجنودها سيواجهون طريقة الإعدام الوحشية نفسها في حال استمروا في إطار هذا التحالف ووقع جنودها وطياروها أسرى في يد عناصرها.



ثالثا: بات واضحا أن "الدولة الإسلامية" تميز بين الرهائن العرب ونظرائهم الأجانب في طرق الإعدام من حيث عدم الانخراط في أي مفاوضات أو المطالبة بأي فدى، للإفراج عن الرهائن العرب، وتنفيذ الإعدام فور أسرهم دون إعطاء أي مهل، على اعتبار أن هؤلاء كانوا يخوضون الحرب ضدها ويقتلون جنودها قصفا من الجو أو الأرض.

المصدر شبكة رصد